الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مأساة».. 30 ألف مواطن يشربون من مياه الصرف بالفيوم




 هل تتكرر مأساة قرية صنصفط بالمنوفية باصابة الاف المواطنين بالتسمم نتيجة شربهم مياها ملوثة فى قرية منشأة طنطاوى التابعة لمركز سنورس بالفيوم التى يتبعها 27 نجعا يقطنها حوالى 30 الف مواطن يشربون أيضا مياها ملوثة ويروون أراضيهم بمياه الصرف الصحى القادم من مصرف "البطس". مما أدى الى موت الزراعات وجفاف أغصان الزيتون واصفرار بشرة سكانها منذ أن غابت عنهم مياه النيل منذ 25 عاما عندما اكتشف الفنانون والراقصات أراضى الفيوم وأستحوذوا فيها على 4 الآف فدان من الدولة كهدايا وبأسعار لا تقبل المنافسة هذه المأساة يرويها أبناء هذة النجوع "فماذا قالوا؟" يقول عبدالله حمد: منذ 25 عاما ونعيش فى مأساة فقد غابت عنا مياه الرى و تم تحويلها الى أراضى الفنانين والراقصات وكان البديل المفزع ضخ مياه الصرف الصحى لنستخدمها فى رى أراضينا وكأننا فى حالة تأديب بالرغم من أن أهالى القرية مسالمون لا يستحقون ما يحدث لهم.
 
ويضيف علاء الفايدى "مزارع" انه فى عهد الدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظة الفيوم الأسبق تم تركيب ماكينات لجلب المياه من ترعة بحر وهبى النظيفة وبعد رحيله تم تحويل مسار المياه الخاصة بأراضى القرية الى مناطق آخرى ومن يومها وأراضيهم تروى بمياه الصرف الصحى الذى تسبب فى إصابة الماشية والأبقار بالأمراض حتى إن سكان القرية قد "طلقوا بالثلاثة " تربية الحيوانات.
 
ويشير على سالم "فلاح" الى أن أهالى القرية منعوا زراعة الملوخية واللوبيا والسبانخ والطماطم والفول والبطيخ إذ تنتقل ملوثات الصرف الصحى إلى نسيج هذه الخضروات وتؤدى الى إصابة أبناء المنطقة بالأمراض ويطالب بسرعة وضع حل لأبناء القرية حتى لا تتكرر مأساة قرية "صنصفط" بالمنوفية.
 
ويلفت كامل عبد الونيس "فلاح" النظر الى أن أبناء القرية بُح صوتهم من كثرة الشكاوى للمسئولين عن الرى لكن دون جدوى حيث أنصب أهتمامهم للقرى والنجوع التى يقطنها أولاد الذوات من قيادات الحزب الوطنى المنحل وحاليا للمنتمين للتيار الدينى من الإخوان والسلفيين الذين حلوا مكان الوطنى.
 
ويشير محمد رمضان "فلاح" الىأنه يمتلك فدانا بمنطقة عزبة على سالم وللأسف "ماتت أشجار الزيتون ولم يبق منها شجرة واحدة من جملة 500 شجرة كانت تنفق على الأسرة بسبب مياه الصرف الصحى المركز غير المعالج كيميائيا. متسائلا من يعوضنى عن خسائرى الفادحة؟
 
و ألمح علاء محمد حمدى " فلاح" الى تراكم ديون بنك التنمية على المزارعين بسبب عجزهم عن سدادها منذ 10 سنوات لعدم قدرة أراضيهم على الإنتاج والتى أصيبت بالأملاح وفقدت خصوبتها وأصبحت غير قادرة على الإنتاج ويكشف كامل عبد الونيس "فلاح" عن اختلاط "مواسير" مياه الشرب بالترعة القادمة من مصرف البطس وهو ما يؤدى الى إصابة العشرات من أبناء القرية بأمراض الكبد والفشل الكلوى وهو ما أدى الى كثير من حالات الوفاة بين الشباب والأطفال والكبار.
 
وبعيدة عن منطقة منشأة طنطاوى بمركز سنورس تنتقل الكارثة الى قرية العدوة المصدر الرئيسى "للكوسة" بمحافظة الفيوم.
 
يتعجب محمد عبد المنعم "فلاح" من تسابق الفلاحين على أسبقية الحصول على مياه الصرف الصحى لرى أراضيهم.
 
ويصف الدكتور سمير سيف اليزل الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم ما يحدث من عمليات رى الأراضى بمياه الصرف الصحى بالكارثة حيث إن هذه المياه معبأة بالعناصر الثقيلة التى تسبب السرطانات وأمراض الفشل الكلوى.
 
وأضاف سيف اليزل ان مياه الصرف الصحى يجب ان تستخدم فى زراعة الغابات الشجرية فقط التى تنتج الأخشاب ولا تدخل فى الغذاء خاصة أن الزراعات والنباتات الزيتية الى تروى بمياه الصرف الصحى من أخطر الأشياء المؤثرة على صحة الإنسان والحيوان و أنه يجب فورا وقف هذه المهازل حفاظا على صحة الإنسان المصرى بعد ثورة 25 يناير .
 
وأشار إلى أن طعام الحيوان من ذرة وبرسيم و أعلاف فى حالة دخول مياه الصرف الصحى فى عملية تربيته و تغذيته تنتقل للإنسان من خلال اللحوم.