الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدروس الخصوصية شر لابد منه




 


 
 
 
يستسهلها الطلاب.. والآباء: كاد المعلم أن يكون «دراكولا»
 
 
 
 
 
لم ينته زخم العام الدراسى بشراء الأسر مستلزمات المدارس ودفع مصروفات الكتب وشراء الزى المدرسى، بل هى عبارة عن مرحلة أولية تأتى بعدها معاناة أكبر تعيشها البيوت المصرية ألا وهى التبكير فى حجز أماكن لأبنائهم الطلاب عند مدرسى الدروس الخصوصية، إذ يخصص المدرسون الفترة الأولى من العام الدراسى لفتح باب الحجز فى المجموعات التى يكونونها بعدها يرفض المدرسون انضمام أى طالب إليهم إلا إذا دفع مبلغًا أكبر من الذى يدفعه باقى التلاميذ، والغاوى والمضطر ينقط «بطاقيته».
 
 
منال عبد اللطيف، والدة إحدى الطالبات، تقول إن ابنتها أصيبت باكتئاب فى الأسبوع الأول للدراسة لأنها لم تفلح فى الاستقرار على المدرس الخصوصى لمادة الرياضيات التى تراها صعبة، خاصة أنها معتادة على الترتيب للدروس من الإجازة الصيفية فى جميع المواد منذ أن كانت فى المرحلة الابتدائية، فيما أكدت سماح عبدالحليم ربة منزل أن ابنتها الطالبة بالصف الثانى الإعدادى تعرضت لضغوط من المدرسين لإجبارها على أخذ دروس خصوصية لديهم.
 
 
ويقول محمد أحمد «ثانوية عامة»: الدروس الخصوصية هى الحل لأن الأساتذة لا يشرحون داخل الفصل بقدر يجعلنى أفهم المنهج، غير أنهم لا يتطرقون إلى الكثير من الجزئيات فى المادة التى لا يمكننى فهمها بمفردى، لذلك فأنا حريص على الدروس الخصوصية، كى أستطيع الحصول على درجات مرتفعة فى كل المواد، خصوصًا المواد التى تتصف بصعوبتها».
 
 
وتشارك هدى السيد، أم لطالب فى المرحلة الإعدادية، بقولها: «اعتدت أن أعطى ابنى دروسا من بداية التحاقه بالمدرسة بسبب عدم اهتمام مدرسى المدرسة بالشرح للتلاميذ، ومنذ اليوم الأول يعرض المدرسون على الطلبة إعطاءهم دروسا حتى يرتبط الطالب بالمدرس ولا يستطيع المذاكرة إلا بمساعدة الأستاذ، وهذا المخطط للأسف يقوم بعمله معظم المدرسين فى الأحياء الشعبية».
 
 
ويقول عزت عبد الله «موظف»: تستعد ابنتى من الإجازة الصيفية للترتيب للدروس الخصوصية فى جميع المواد حيث تدرس بالصف الثانى الثانوي، وتتكلف الدروس حوالى ألف جنيه شهريا قمت بتدبير معظم المبلغ الذى ستنفقه على الدروس طوال العام من خلال الجمعيات والادخار طوال السنوات الماضية علما بأن دخلى الشهرى 1700 جنيه فقط وبالطبع تشكل هذه الدروس عبئا ثقيلا على بالإضافة إلى بنود الصرف الأخرى الخاصة بأسرتى فعلا كاد المعلم أن يكون دراكولا.
 
 
   وتقول هالة محمد، تلميذة فى  الصف الرابع الابتدائى، إنها لا تستوعب جميع دروسها رغم ذهابها يوميا إلى المدرسة وترى أن الدروس الخصوصية شيء مهم حتى تفهم دروسها.  
 
 
ويرى عماد سليم، أب لثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، أنه أصبح من الطبيعى أن يحصل الطالب على درس خصوصى دون رؤية المعلم أو طريقة أدائه، وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للمجموع هو الدرس الخصوصى فى ظل ازدياد كثافة الفصول.
 
 
 فيما يقول محمد رمضان، مدرس بالمرحلة الإعدادية،: إن الرواتب لا تكفى ولا تفى بمتطلباتنا الأسرية؛ فأنا أب وأبنائى فى مراحل التعليم المختلفة، ناهيك عن نفقات المأكل والمشرب ورسوم المدارس وغيرها، وهو أمر لا يقدر عليه أى مدرس إلا إذا اضطر إلى الدرس الخصوصي، ومهما تكن مكافآة الامتحانات؛ فلن تكون الأوضاع المادية للمدرس قادرة على مواجهة متطلبات المعيشة.