الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع .. شمسٌ.. تليقُ بإفريقيا

واحة الإبداع .. شمسٌ.. تليقُ بإفريقيا
واحة الإبداع .. شمسٌ.. تليقُ بإفريقيا




اللوحات بريشة الفنان صبرى منصور

عبد الله بيلا

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

إفريقيا.. بين (كونتي) و(ماني).. فماذا تغيَّرَ ؟!
يفتحُ الصبحُ بوّابةَ الليلِ..
تخرُجُ (إفريقيا) فى تمامِ العُريِّ..
وتفتحُ كلُّ الأساطيرِ حاناتِها.
ربّما..
ذا أوانُ احتلابِ النجومِ..
ورصفِ السماءِ إلى الجادَّةِ الآخِرة.
الهواءُ هناكَ عليلٌ
بنقصِ الهواءِ!!
له نصفُ قلبٍ برئٍ
تُخبّئُ عورةَ آلامِهِ رئةٌ واحِدةْ!
هرِمَ الماءُ فى المهدِ!
شابَ مِن الطينِ فَودَاهُ!
هل هكذا يبدأُ الكونُ رِحلَتهُ..
هَرِماً.. يتوكّأُ ظلَّ عصاهُ..
وينحازُ صوبَ غموضِ النهايةِ..؟
هل هكذا..؟
ربّما...........
هى (إفريقيا) وحدَها
مَن تُشكِّلُ فُخَّارَ حُزنِ الزمانِ
على لونِها..!
خدِيجٌ هو الحُزنُ..
لكنّه يُولَدُ الآنَ مُكتمِلاً فى النُموَّ!
لماذا يجئُ المساءُ حزيناً ؟
لماذا يعودُ الصباحُ إلى بيتِهِ
مُطرِقاً رأسَ خيباتِهِ..؟
هل لأنَّ الهواءَ عليلٌ بـ(إفريقيا) ؟
هل لأنّ السماءَ هناك صفيحٌ من الوهمِ؟!
والأرضُ يختٌ قديمٌ..
يعومُ على وجههِ ؟!
خبّرينى..
أيا امرأةً رسَفَتْ فى جلالِ القُيودِ
على ضوءِ شمسٍ خُرافيةٍ..
أيُّ نجمٍ تعلَّقَ
فى أُفقِ هذا الظلامِ الظلامْ..
سيرمى شظيّةَ نورٍ
على مِفرَقِ الوهمِ ؟!
يا امرأةً.. شكَّلَتها العفاريتُ..
سوداءَ.. بيضاءَ.. شمطاءَ!!
تبحثُ بين الخرافاتِ
عن لونِها المُتجذِّرِ فى الصمتِ
عن عُمرِها المُترسِّبِ
فى لحظةٍ هاربةْ .
الزمانُ.. قُبيلَ الزمانِ..
المكانُ.. انحسارُ المكانِ
عن العدَمِ اللايُرى!
ثَمَّ قابِلةٌ.. تُجهِدُ الرَحِمَ الكونَ..
بين يدَيها دمٌ.. أبيضٌ أسودٌ!
نصفُ طفلٍ غريبٍ..
يصيحُ كجِنيّةٍ فى الخَلاءِ..
وحبلٌ.. يُشَدُّ على سُرَّةٍ ذابِلةْ .
هكذا...
ولَّدَتها الفجيعةُ (إفريقيا)
قبلَ بِدءِ الزمانِ .
فتاهَتْ هناك خُطاها..
على غفلةٍ أنجبتها الخطيئةُ
ذاتَ دُجىً..
حمَّلَتْها مِن العارِ.. ما لا تُطيقُ البغايا!
وأهدَت لها اسماً غريباً
وبحراً مِن الدمعِ يرسو على نفسِهِ..
ليفتَحَ بوّابةَ الحُزنِ..
تدخلُ (إفريقيا) فى تمامِ الأسى
قبوَ حُزنٍ يليقُ بها..!
تُخبّئُ ما بينَ نَهدَى فواجِعِها
عُملةً زائفة..
ورَّثتْها لها كفُّ قابِلةٍ
تُكفئُ العارَ عن أبويها.. عليها!!
اصبرى..
اصبرى..
يَتُها المرأةُ المُستباحةُ حتى بأحلامِها..
قد تُعيدُ الطبيعةُ ترتيبَ أدوارِها مِن جديدٍ..
تُشكِّلُ (إفريقيا) مِن جديدٍ
كما تشتهى امرأةً ترتدى معطفاً أبيضاً..
فاصبِرى..
واصبِريْ.
تُوجِّهُ (إفريقيا) حُلْمَها جهةَ الشرقِ..
ثمّةَ ليمونةٌ..
سوف تُشرقُ مِن خلفِ غاباتِها
ها هى الآنَ..
ولَّتْ إلى جهةِ الغربِ أحلامَها!
ربّما..
هى تخشى الحُموضةَ..
تنداحُ مِن شمسِ ليمونةٍ حُرّةٍ!
هل يُفيضُ الغُروبُ على مُقلَتَيها السُلوَّ ؟!
هل تُمشِّطُ كفُّ الشروقِ قفاها ؟!
وحدَها....
تملِكُ الأجوِبةْ .
يدانِ خُرافيتانِ..
هنا امتدتا نحو قلبيْ..
أخَذتنى إلى ساحِلِ الشرقِ .
شمسٌ تنامُ على حُضنِ بحرٍ حزينٍ!!
سماءٌ تناءَتْ مصاعِدُها فى الفضاءِ!!
وساريةٌ..
حرَّكَتْ شهواتِ الرياحِ على صدرِ (غورى)!
ما الترابُ هناكَ..؟
وما الماءُ..؟
ما نَسَماتُ الهواءِ..؟
فؤادى يقولُ :
هنا خطأٌ فادِحٌ لا يُرى .
فحاذِرْ حقولَ السلاسِلِ..
نـحِّ خُطاكَ عن الأرضِ..
سِرْ كالأساطيرِ فى الريحِ..
حقلُ السلاسلِ
يمتدُّ مِن جَذْرِ هذا الترابِ
إلى آخِرِ العائلة!
فطِـرْ.. دونَ وعيٍ
على أُفقِ (غورى)..
وصوِّبْ إليها أساكَ..
فثمّةَ مُستَوعباتٌ لصرخاتِ (إفريقيا )
رتّبَتها هنا بالبداهةِ (غورى)!
تلك البغيُّ الطريدةُ..
فى غضبِ البحرِ!
تلك التى نهَشتها السلاسلُ
تلك التى ثمِلَتْ فى المواخيرِ .
نامَتْ على ساحلٍ
ناعِسٍ حالمٍ .
أيقَظَـتهُ أساطيلُ (إنجلترا) البربريةُ!
فيما على شاطئٍ آخَرٍ
شهوةُ (البُرتغالِ)..
تثورُ على صدرِ (غورى)..
وماءٌ يغورُ على شَفةٍ قاحِلةْ!
أصطفى الآنَ حُزنى..
كما تصطفينى الصواعَِقُ..
أُهدى ( أمَيرْكا ) بقيّةَ أيّامِها السودِ..
أسألُ ( غورى )..
أين تنصُبُ تمثال حُزنِ العبيدِ ؟!
وأين سترسمُ لوحةَ نخّاسةِ الغربِ..
والرجُلِ الأبيضِ.. السيّدِ.. الحُرِّ ؟!
تمثالُ حُزنِ العبيدِ..
يُنكِّسُ فى الوحلِ عينيهِ .
بينا.. هناك (أميركا)..
تُنصِّبُ تِمثالَ حُريّةٍ
لا يرى غيرَ أوهامِ أطماعِهِ!
فانصُبى الآنَ (غورى)..
كلَّ التماثيلِ..
كلَّ السلاسِلِ..
كلَّ القُيودِ.
ومُدِّى صُراخَ العبيدِ الخصيّينَ..
أعلى... وأعلى
واسألى (كونتا كونتى) 2
هل ارتاحَتِ الأرضُ منهُ..؟
وصلّى على روحِه السَوطُ..؟
هل يذكُرُ الآنَ.. (غورى)..؟
ساحِلَ شحنِ العبيدِ ؟
ثُغاءَ المسافةِ ما بين (أفريقيا)..
والبلادِ الجديدةْ ؟
ملامحَ سيّدهِ الأبيضِ الحُرِّ ؟
ماذا تبقّى (لغورى)..
إذا لم تُعمِّدْ بصرخاتِ (إفريقيا) روحَها
توجِّهَ للشرقِ تِمثالَ حُزنِ العبيدِ؟!
لعلَّ سماءً..
ستُصغى لأوجاعِها مرةً!
تُعيدُ (لغوريْ) الطريدةِ
نكهةَ تُربتِها مِن جديدٍ .
تُثبِّتُ فى جهةِ الشرقِ
شمساً تليقُ بتأريخِ (إفريقيا) .
تخرجُ الآنَ (إفريقيا)
فى تمامِ التناقُضِ!!
كفٌ تـمُدُّ رِواقَ السلامِ..
وأُخرى تُنقِّبُ فى الأرضِ عن خِنجَرٍ بائِدٍ!
و (إفريقيا) بين هذى.. وتلكَ
تُقلِّمُ أظفارَ أحزانِها
وتقرأُ فى صُحُفِ الصُبحِ
أخبارَ (ماني)3
تُنسِّقُ (إفريقيا) فى يَدَيها
كطاقةِ حُزنٍ
وترفعُها للسماءِ..
أغِثنى.. أيا ربُّ..
بـى عطَـشٌ للجمالِ..
وبـى شهوةٌ للفَرَحْ!
يفتحُ الليلُ.. بوّابةَ الصُبحِ
تدخُلُ (إفريقيا) فى تمامِ العُريِّ
وتُغلِقُ كلُّ الأساطيرِ حاناتِها..
فى انتظارِ مساءٍ..
يُفيقُ على امرأةٍ كاملة.