الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عنتر يقدم «هاملت» فى قالب مسرحى راقص والطايع يحاكم المؤلف فى «نساء شكسبير»

عنتر يقدم «هاملت» فى قالب مسرحى راقص والطايع يحاكم المؤلف فى «نساء شكسبير»
عنتر يقدم «هاملت» فى قالب مسرحى راقص والطايع يحاكم المؤلف فى «نساء شكسبير»




يحتفل العالم هذا العام، بمرور 400 سنة، على ميلاد ووفاة الكاتب المسرحى الأشهر وليم شكسبير، الذى ولد فى 23 إبريل وتوفى يوم السادس والعشرين، من نفس الشهر، وبالتالى يبدأ الاحتفال الرسمى منذ يوم 23 وحتى 27 إبريل المقبل، بمصر وإنجلترا، التى أعدت برنامجا احتفاليا ضخما، بهذه المناسبة الاستثنائية، التى يشهدها عام 2016، لكن اختارت مكتبة الإسكندرية أن تبدأ احتفالها مبكرا، وبدأ بالفعل هذا الاحتفال، منذ أمس الخميس بعرض أولى مشاريع، منحة المكتبة المسرحية، والتى فاز بها ثلاث مخرجين شباب، حيث اشترطت هذه المنحة أن يقدم الشباب، رؤية جديدة لأحد اعمال وليم شكسبير.

 وبالفعل اختارت المكتبة، رؤى لثلاث مخرجين، منها «هاملت» للمخرج ومدير فرقة الرقص المسرحى الحديث مناضل عنتر، و«نساء شكسبير» إخراج محمد الطايع مدير فرقة جماعة تمرد الفنون بمدينة الإسكندرية، وأخيرا «حلم ليلة صيف» للمخرج محمد مكى، وبدأت هذه العروض ب»هاملت»، أمس الخميس ويستمر حتى اليوم الجمعة، على خشبة المسرح الكبير بالمكتبة، يقدم مناضل معالجة مسرحية جديدة لهاملت فى قالب مسرحى راقص، ويقول مناضل عن رؤيته:
افتتحت المسرحية بعروض ابن عروس، لأنها تحمل معانى شبيهة لأحداث المسرحية، مثل نكران الجميل، وزواج الأم من شخص آخر بعد موت الأب، كما أن المسرحية، تحمل قدر كبير من الكآبة والموت والدماء، فأردت أن أقدمها، بشكل يتواءم مع احزننا كمصريين، بمعنى أننى تخيلت «هاملت»، وكأنه شاب من القاهرة، يبحث عن ثأر أبيه، كما أننى لم أره شاذا فى حب أمه، كما يراه البعض، وركزت فى تفسيرى لشخصيته، على علم النفس الحديث، فهو كان عاشقا لأبيه، وعلم من شبحه، أن عمه  هو القاتل، وبالتالى يعيش دائما، فى حيرة بالغة بين الانتقام والقتل، وعدم القدرة على التنفيذ، وتتجلى هذه الحيرة، فى مشهد امتنعاه عن قتل عمه، أثناء تأديته الصلاة، وفى كل هذه الظروف، والأحداث المحيطة، كنت اتخيل دائما هاملت شابا مصريا، وليس ملك الدنمارك!
ويضيف : فهو يجمع بين الجنون والحدة، بشكل مبالغ فيه، وبين التفكير الصبيانى الطفولى، الذى لا يقوى على الإقدام على فعل حقيقى، وبالتالى قدمت الشخصية، منقسمة بين اثنين، شخص حاد ومتعجرف، وآخر ملامحه تبدو طفولية هادئه، غير قادر على اتخاذ موقف، ولأن هذا سيعكس مدى التناقض الشديد، فى شخصيته، وكان لابد أن يظهر هذا التناقض الذى تحمله هذه الشخصية المعقدة.
وسعيا إلى التجديد والتغيير فى تناول مسرح شكسبير، يقدم أيضا المخرج محمد الطايع، فى عرض «نساء شكسبير» معالجة مختلفة لشخصيات شكسبير النسائية، التى ظهرت فى العديد، من أعماله المسرحية، والمفاجأة أن شكسبير سيكون حاضرا، فى هذا العرض مع هؤلاء النسوة، لمحاكمته على ما فعله بهن، وعن هذه الرؤية يقول الطايع:
أقدم رؤية جديدة، وهى محاكمة بطلات مسرحيات شكسبير له، فبدلا من تقديم أحد أعماله بشكل تقليدى، فكرت فى عمل شيء مختلف، وهو ثورة نساء شكسبير عليه، من خلال أكثر من عمل تم تناول فيه المرأة، بشكل لم يرضيها، وستخرج كل بطلة من بطلات مسرحياته لمحاكمته على ما فعله بها، والثورة عليه، وهو سيدافع عن نفسه أمام كل واحدة منهن، فأخذت من هاملت شخصية «جرترود» والدة هاملت، و«ديدمونة» من عطيل، و«جوليت» من «روميو وجوليت»، وليدى ماكبث، و»تيتانيا من «حلم ليلة صيف»، وكليوباترا من «انطونيو وكليوباترا»، إلى جانب الشخصية النسائية الحقيقية، فى حياة شكسبير، وهى عشيقته «آ لان»، التى كانت ملهمته، فى كل أعماله، والتى عاش معها بعيدا عن زوجته، فستكون حاضرة ضمن هؤلاء النسوة.
ويضيف: ليس هناك رابط يجمع هؤلاء النساء، لمحاكمة شكسبير على فعل واحد، بينما ستحاكمه كل واحدة على قدرها فى مسرحياته، فهناك من ستحاكمه، لأنه جعلها شريرة بلا وجه حق، وهناك من ستحاكمه، لأنه انهى قصة حبها نهاية مأساوية، وهناك من جعلها عاهرة وهكذا، وهو فى النهاية سيدافع، عن منطقة ككاتب ومؤلف، فى رسم هذه الشخصيات، وتحديد مصيرها بما جاء عليه، فى مسرحياته والشخصيات ستحاكم المؤلف من خلال النصوص ذاتها، رسمت ملامح هذه الفكرة، وأعدها للمسرح الكاتب سامح عثمان.
أما محمد مكى مخرج عرض «حلم ليلة صيف» فيقول عن رؤيته :
أتناول فى العمل رؤية جديدة للمسرحية، من خلال شخصية «باك» الجن، ففى النص الأصلى، أبطال المسرحية يدخلون الغابة، عن طريق الصدفة، لكن هنا فى العمل، ادخلتهم عن طريق الجن «باك»، الذى له دور كبير فى أحداث المسرحية، والذى سينقذ العشاق بشكل فاتنزى، من قرارهم وتفكيرهم فى الانتحار، وألخص فكرة رؤيتى للعمل، فى جملة تذكر، على لسان الأبطال وهى «إذا كان فى الموت نهاية، ففى الحياة حب ومودة»، لأننا بالموت ننهى، كل شيء بأيدينا، لكن بحرصنا على الحياة يبقى الحب، أقدم المسرحية بشكل معاصر جدا، يواكب 2016، فكسرت اللغة العربية، بعمل مزج بين العربية والعامية، والأغانى المعاصرة، فلم أقدم العمل بشكل كلاسيكى كما هو معتاد دائما. لن يقتصر الاحتفال بالمكتبة، على هذه العروض فقط بل تستعد المكتبة لاستقبال، فعاليات فنية أخرى، خلال شهر إبريل المقبل، بحيث تنطلق مع الاحتفال العالمى الرسمى، بوليم شكسبير فمن المقرر أن تتضمن هذه الفعاليات، لقاءات وندوات بحثية، عن اعماله، كما سيتم تقديم حوالى 16 عملا فنيا، من مسرحياته، من ضمنها عرض «حلم ليلة صيف» للمخرج عصام السيد، ومن المقرر أيضا، استضافة بعض الفرق الأجنبية للمشاركة، ضمن فعاليات هذا الاحتفال الضخم، وذلك فى الوقت الذى تنظم فيه انجترا فعاليات فنية خاصة، وبدأت بالفعل فى الإعلان عبر مواقعها، عن ضرورة الاستباق والحجز، لحضور هذا الاحتفال الفنى الكبير، خلال شهر إبريل المقبل، والذى سيتضمن زيارات خاصة لمنزل شكسبير ومدرسته، والتى ستفتح أبوابها للجمهور للمرة الأولى. تعتبر مسرحيات وليم شكسبير، مادة دسمة ورحبة لإظهار مواهب، وأفكار المخرجين بجميع انحاء العالم، فحتى وقتنا هذا، لا تزال معينا لا ينضب، والمثير للدهشة أن هذه الأعمال يراها كل مبدع، من منظوره الخاص، وربما من أكثر أعماله المسرحية، التى خضعت لأكثر من رؤية وتأويل، كانت مسرحية «هاملت»، وكأنه كتب هذه الشخصية، كى تناسب كل عصر، وكل وقت وكل فكر، وفى مصر سبق وأن قدم عرض «هاملت» أكثر من مرة، وبأكثر من رؤية فنية، سواء فى سبعينيات القرن الماضى، على خشبة المسرح القومى، فقدمه الفنان محمود ياسين، ويوسف وهبى، ومحمد صبحى، وغيرهم، وخلال السنوات الماضية، قدمها مركز الإبداع الفنى، كمشروع تخرج الدفعة الثانية، للإخراج باكثر من رؤية مسرحية مختلفة، كانت منها عروض «أنا هاملت» إخراج هانى عفيفى، و«هاملتهن» إخراج سعداء الدعاس، «ساعة هاملت» إخراج محمد عبد الرحمن الشافعى، كما قدمها مؤخرا المخرج خالد جلال بإسم «هاملت المليون»، وكل عرض تناول نص «هاملت»، بشكل مغاير تماما للأخر، فلم يجتمع المخرجون، فى رؤيتهم لهاملت، سوى على اسم النص والمؤلف فقط، وبالتالى أصبحت هذه الشخصية، مادة خصبة للمبدعين على مستوى العالم، واليوم يسعى شباب مكتبة الإسكندرية، لخلق وإبداع رؤى جديدة، لم يسبق تناولها من قبل لنصوص شكسبير، سواء من خلال «هاملت» لمناضل عنتر، الذى يقدمها فى مزج واضح، بين الرقص المعاصر والمسرح، و«نساء شكسبير» للمخرج محمد الطايع، و«حلم ليلة صيف» لمحمد مكى.
ولد شكسبير وتربى فى ستراتفورد أبون آفون، وفى سن الثامنة عشرة تزوج من ان هاثاواى، ورزق بثلاثة اطفال هم سوزانا وجوديث وهامنت، وبين عامين 1585-1592، بدأ يعمل فى لندن، كممثل وكاتب ناجح، فى شركة تمثيل تدعى «رجال لورد تشامبرلين»، وعرفت فيما بعد باسم «رجال الملك»، ويبدو انه تقاعد إلى سترادفورد، فى عام 1613، عندما كان يبلغ من العمر 49 حيث توفى بعدها بثلاث سنوات، انتج شكسبير معظم اعماله المعروفة بين 1589 و1613، وكانت مسرحياته الاولى، بشكل عام كوميدية وتاريخية، وقد تميزت بالتعقيد والحبكة الفنية، وبحلول نهاية القرن السادس عشر، كتب التراجيديات مثل «الملك لير»، «هاملت»، و»عطيل»، و»ماكبث»، واعتبر البعض، هذه الأعمال من أفضل الأعمال باللغة الإنجليزية، وفى اواخر حياته قيل انه كتب الكوميديا التراجيدية والمعروفة باسم الرومانسيات كما تعاون مع كتاب مسرحيين آخرين وقد نشرت العديد من مسرحياته فى طبعات مختلفة الجودة والدقة خلال حياته، وكتب شكسبير حوالى 38 مسرحية، و158 سونيته، وبعض القصائد الشعرية، وترجمت أعماله إلى كثير من اللغات العالمية، من أعماله الخالدة « تاجر البندقية»، «زوجات وندسور المرحات»، «جعجعة بلا طحن»، «ترويض الشرسة»، «العاصفة»، «الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء»، «حكاية شتاء»، «الملك جون»، «ريتشارد الثانى «، هنرى الرابع»، «هنرى الخامس»، «هنرى السادس»، ريتشارد الثالث «، «هنرى الثامن»، «روميو وجوليت»، «تيتيوس اندرونيكوس»، «يوليوس قيصر»، «ماكبث»، «هاملت»، «حلم ليلة صيف»، «عطيل»، «الملك لير»، «انطونيو وكليوباترا»، «سيمبلين».