الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المريض العربى».. إسقاط سياسى لفترة حكم الإخوان لمصر

«المريض العربى».. إسقاط سياسى لفترة حكم الإخوان لمصر
«المريض العربى».. إسقاط سياسى لفترة حكم الإخوان لمصر




فجَّر ضيوف المقهى الثقافى عدة قضايا شائكة، تتعلق بالرواية العربية والأدب العربي، وإلقاء السياسة ومجريات الأحداث بظلالهما على الأشكال كافة الروائية والإبداعية منذ ثورة يناير 2011، وذلك من خلال مناقشة رواية «المريض العربى» للكاتبة هدى توفيق.

 وطرح الحاضرون عدة تساؤلات من بينها: لماذا نحمِّل الأدب الأجناس الأدبية التى تناولت ثورة يناير، دون فرز للغث منها والثمين، وهل نعيش فى زمن الأشكال الأدبية المتنوعة، أم هو العصر الذهبى للرواية، التى أصبح يخصص لها جوائز فى أغلب الدول العربية؟
جاء ذلك ضمن فعاليات المقهى الثقافى، الذى ناقش فيها نص هدى توفيق الروائى كل من الناقد ربيع مفتاح والناقد الدكتور صلاح السروي، وأدارت الندوة الشاعرة عزة رياض.
وقالت الكاتبة هدى توفيق مؤلفة الرواية: إن تجربة «المريض العربى» تعد استغلالًا لحادث تعرضت له فى حياتها، لكنه ارتبط تاريخيًّا بحكم الإخوان فى مصر، وما صاحب ذلك الحكم من أعمال ثورية، لتعكسه فى الرواية، كما علقت على معالجتها لملحمة جلجامش، وتحويلها إلى نص سردي، بأن ذلك كان بمثابة مجازفة كبيرة لا تعرف مصيرها بالنسبة للمتلقي.
من جانبه علق الناقد الأدبى ربيع مفتاح على الرواية قائلًا: يتراوح فن الكتابة  «السرد» فى هذه الرواية ما بين القصة القصيرة والرواية، وما لفت نظرى أن الكاتبة تتحرك من منطلق تجربة حياتية خاصة بها، حيث رصدت الكاتبة تفاصيل دقيقة للغاية، يكاد يكون رصدًا فوتوغرافيًّا فى تجسيد المعاناة المستمرة والألم الذى لا ينقطع، وهذه المأساوية والتراجيدية فى العادة تجعلان المتفرج أو القارئ يحدث له نوع من التطهير، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل هذه التفاصيل الدقيقة أدت وظيفتها فى التطهير؟
وأشار مفتاح إلى أن الراوية اعتمدت فى طريقة كتابتها على الذات الشاعرة، ونتساءل: هل القصائد الشعرية أو المقطوعات التى وردت فى الرواية تم توظيفها لخدمة العمل، أم كانت استراحة المحارب بين الكتابة؟ موضحًا أن الكاتبة حققت بعض النجاحات فى الرواية، حيث استطاعت أن تدخل الدلالات السياسية العميقة، واحتمل المتن رصد ما شهدته الساحة السياسية فى عامى 2012 و2013، وحادثة حكم الإخوان المسلمين، وما تزامن معهما من أحداث، شهدتها بطلة الرواية على المستوى الشخصي، موضحًا أن العالم الافتراضى أصبح عنصرًا فى الواقع الروائي، شئنا أم أبينا، وهو ما نراه فى النص بعد أن أصبح نور المواطن العراقى على علاقة حوارية مع وردة المصرية، بعد أن فقد حبيبته الأولى لارا بالموت، كما علق مفتاح على الرواية من ناحية التقنيات قائلًا: إن البنية السردية للحوار سلسة ومتدفقة ومكتوبة بلغة فصحى بسيطة، ومعبرة فى الوقت ذاته عن تطورات الحدث وتشابك الوعى بين السياسة والأدب، ويحسب للكاتبة إحساسها الواعى بالقضية العراقية وإحساسها بالوطنية والقومية.
أما الدكتور صلاح السروي، فأكد أن معالجة الرواية امتازت بالمزاوجة والتوازى بين الشخصى والعام، قائلًا: أصرت الكاتبة على أن تكتب بتواريخ وتثبت التفاصيل، وهذا ما يجعلنا نعرف أن هناك توجهًا متعمدًا وواضحًا بين دلالات الأحداث الشخصية والوطنية العامة، وكان ذلك جليًّا فى موقف وقوف بطلة الرواية مرة أخرى على قدميها، وتوازيها مع رجوع مصر لأهلها يوم 3 يوليو 2013، مشيرًا إلى أن الرواية غلب عليها الطابع الذاتى فى عكس مشاعر الكاتبة والنزوع التأريخي، وانعكس التأريخ الذاتى لحياة بطلة الرواية وتأويله مع أحداث الوطن بشكل عام، وهو ما يعرف أدبيًّا بـ«الأمثولة» أو الأليجوريا، أى تمثيل ما حدث للبطلة والوطن بالتبادل، فما حدث فى حياة البطلة كان له هَمٌّ على الوطن، وما حدث للوطن كان له تأثير مباشر على البطلة.
وأكد السروى أن الرواية امتازت ببعض البراح والاتساع لأنواع أدبية أخرى؛ مثل الشعر والحلم والحوار، وتغنت توفيق بقصائد شعرية على لسان البطلة، وانتقد السروى السرد الطويل الذى أوردته الكاتبة لملحمة جلجامش، التى استغرقت الكاتبة فى سرد تفاصيلها، التى كان ممكنًا الاستغناء عنها.