الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نشاط رئاسى مكثف فى أديس أبابا

نشاط رئاسى مكثف فى أديس أبابا
نشاط رئاسى مكثف فى أديس أبابا




كتب ـ أحمد إمبابى 

عرض الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس خلال كلمتة بقمة الاتحاد الإفريقى بدورته السادس والعشرين  تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ، والذى يأتى بعد انتهاء أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف  فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتى جاءت كنقطة تحول مفصلية باعتماد اتفاق باريس لتعزيز الإجراءات والجهود العالمية للتصدى لآثار وتداعيات تغير المناخ. 

وتناول تقرير اللجنة ثلاثة موضوعات رئيسية تتمثل فى تقييم نتائج مؤتمر باريس لتغير المناخ والتطورات الخاصة بكل من المبادرة الإفريقية للتكيف والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، وذلك فى ضوء القرار الصادر عن القمة الإفريقية الأخيرة فى هذا الشأن.

 وأكد الرئيس السيسى حرص مصر  تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول الإفريقية خلال الإعداد لمؤتمر باريس على جميع المستويات بمــا فــــى ذلك علــــى المســـــتوى الرئاســــى حيث تناول الاجتماع الأخير للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ،  والذى عقد فى سبتمبر الماضى بنيويورك عملية الإعداد للمفاوضات، واعتمد الأولويات الإفريقية بشأن مؤتمر باريس، والتى شكلت أساسا صلبا للموقف الأفريقى التفاوضى المشترك. مضيفا أنه فى كلمته أمام مؤتمر باريس على أهمية هذه الأولويات وضرورة الاستجابة لتطلعات أفريقيا والتعامل مع شواغلها فى اتفاق باريس، مما ساهم فى إيصال صوت الدول الإفريقية التى شاركت ككتلة تفاوضية واحدة فى المفاوضات وساعد على التوصل لاتفاق متوازن يراعى أولويات الدول الإفريقية. 

اتفاق باريس

مضيفًا نجحنا فى أن يأخذ اتفاق باريس بعين الاعتبار الشواغل الإفريقية واستجاب للعديد منها، حيث عكس الجزء الخاص بالحد من الانبعاثات التباين فى الإجراءات ما بين الدول المتقدمة والدول النامية ولم يضع الجانبان على قدم المساواة مثلما كانت تدفع بذلك الدول المتقدمة. إضافة لذلك، فإنه بخلاف المؤتمرات السابقة، يولى اتفاق باريس اهتماما واضحا بموضـــــوع التكيــــف مع آثــــار تغيــــر المنــــاخ، وقد تم الأخذ فى هذا الإطار، بمقترح المجموعة الإفريقية بوضع هدف عالمى للتكيف قابل للقياس. وفيما يتعلق بوسائل التنفيذ فقد أكد الاتفاق التزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل للدول النامية، كما شدد على التزامها بتوفير مبلغ [100] مليار دولار بحلول عام 2020 سواء لصندوق المناخ الأخضر أو من خلال غيره من الأطر الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف، والعمل على زيـــــادة هـــــذا التمويـــل اعتبــــارا من عــــام 2025.

ولأول مرة، نص اتفاق باريس على قيام الدول المتقدمة بالإبلاغ فى تقاريرها عن حجم الدعم المقدم من جانبها للدول النامية وعلى قيام الدول النامية بالإبلاغ عما تلقته من مساعدات لقياس مدى مناسبة الدعم الموجه للدول النامية للتصدى لتداعيات تغير المناخ بما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز شفافية توفير وسائل التنفيذ للدول النامية. 

مفاوضات تغير المناخ

من ثم، فإن البت فى فعالية ما تم التوصل إليه فى اتفاق باريس بالنسبة لأفريقيا سيتوقف على ما إذا كان سيتم تنفيذ ما تضمنه الاتفاق من التزامات وتعهدات بشكل أمين شأنه فى ذلك شأن جميع الاتفاقات والقرارات السابقة فى إطار مسار مفاوضات تغير المناخ التى كانت دوما تصطدم بعقبة ترجمتها على أرض الواقع. 

ولذا، تضمنت توصيات تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ النظر فى سبل تعزيز هيكل التفاوض الأفريقى المكون من اللجنة ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة ومجموعة المفاوضين الأفارقة بما يواكب التطورات الجديدة ويضمن تنفيذ الاتفاق بما يعود بالنفع على أفريقيا، إلى جانب بحث سبل تعظيم الاستفادة من اتفاق باريس وتحديد الاحتياجات الإفريقية فيما يتعلق بتنفيذ خطط المساهمات المحددة وطنيا. 

واشار الى  ان ما  تضمنه اتفاق باريس يؤكد بعد نظر اللجنة وصحة رؤيتها المستقبلية من خلال قيامها بالتركيز على التقدم بمبادرات ملموسة فى مجالى التكيف والطاقة المتجددة ونجاحها فى صياغة وتطوير هذه المبادرات فى وقت قياسى، حيث أقرت اللجنة المبادرة الإفريقية للتكيف والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة فى اجتماعها يوم 25 سبتمبر  2015 فى نيويورك، وتم إطلاق المبادرتين فى إطار الفعاليات الإفريقية والدوليــة التــى أقيمت علــى هامش مؤتمــر باريس. 

تخصيص 10 مليارات دولار

واضاف  حظيت المبادرتان باهتمام واسع من قبل المشاركين ووسائل الإعلام، لاسيما المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة التى أعلنت مجموعة الدول السبع الصناعية G7 ودول مجموعة العشرين G20 عن دعمها لها وتعهد عدد من الشركاء بتخصيص 10 مليارات دولار لدعم تنفيذها بحلول عام 2020. ومن ثم، فقد تضمنت توصيات تقرير اللجنة الانتقال إلى مرحلة تفعيل المبادرتين وترجمتهما إلى واقع ملموس مع التركيز على حشد التمويل اللازم لدعم المبادرة الإفريقية للتكيف.

 واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى  بتأكيد أهمية استثمار عملنا المشترك من أجل تعزيز جهودنا استنادا إلى موقف أفريقى موحد فى مواجهة التحديات التى تفرضها التغيرات المناخية، والعمل على تعظيم قدراتنا فى التعامل معها، والتى يتصدرها تحقيق التوازن بين توفير المياه والطاقة والغذاء وتحقيق التنمية والقضاء على الفقر. 

ولعل ما تحمله ظاهرة التغيرات المناخية من تحديات، يأتى بمردود ايجابى على صعيد تعزيز العمل الأفريقى المشترك وتقريب المسافات بيننا، حيث نجابه تحديات مشتركة وتجمعنا قارة واحدة نحرص على رخائها وازدهار شعوبها.

وعلى صعيد آخر التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بمقر الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا بأكينومى أديسينا رئيس البنك الإفريقى للتنمية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى بأن الرئيس أكد خلال اللقاء على تقدير مصر للتعاون القائم مع البنك الإفريقى للتنمية، مشيداً بالمشروعات التنموية التى يقوم البنك بتمويلها فى القارة الإفريقية. كما عبر عن تطلع مصر لتوسيع مجالات التعاون مع البنك الإفريقى واستكشاف مزيد من البرامج والمشروعات التى يمكن للبنك المساهمة فى تمويلها بمصر، لاسيما فى ضوء عملية التنمية الشاملة الجارى تنفيذها وإطلاق مشروعات جديدة فى مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والزراعة والبنية التحتية، بهدف الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل جديدة. كما اقترح السيد الرئيس قيام البنك بتمويل مشروعات مشتركة تخدم عدة دول، وخاصة فى مجالات النقل والزراعة.

ارتفاع معدلات النمو

وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس البنك الإفريقى للتنمية عبر عن اعتزاز البنك بعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر ومؤسساتها المالية، مشيداً بما تتخذه الحكومة المصرية من إصلاحات اقتصادية ساهمت فى تعافى الاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات النمو، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.، مؤكداً على تطلع البنك لتوسيع أنشطته فى مصر والعمل مع الحكومة على تنفيذ مزيد من المشروعات التنموية التى تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة. ورحب رئيس البنك بمقترح الرئيس بقيام البنك بتمويل مشروعات مشتركة تخدم عدة دول، معرباً عن استعداد البنك لدراسة سبل مساهمته فى المشروعات التى أشار إليها السيد الرئيس.

علاقات متميزة

كما التقى الرئيس السيسى بمقر الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا بالرئيس النيجيرى محمد بخاري. وصرح السفيرعلاء يوسف المتحدث الرسمى بأن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر تطوير علاقات التعاون المتميزة التى تجمعها بنيجيريا فى مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون الثنائى فى القطاعات المختلفة. كما أشاد الرئيس بجهود الرئيس بخارى فى مكافحة الأنشطة الارهابية لتنظيم بوكوحرام، مشيراً إلى الانجازات العسكرية التى حققتها الحكومة النيجيرية خلال الفترة الأخيرة وتمكنها من القضاء على الجماعات الارهابية فى عدد من المناطق فى نيجيريا. وأكد السيد الرئيس على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الارهاب والتطرف، مع التأكيد على ضرورة تناول البُعد الفكرى والعقائدى وتصويب الخطاب الدينى من المفاهيم المغلوطة التى يستغلها الارهابيون فى نشر فكرهم المتطرف.

وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس نيجيريا عبر من جانبه عن اِعتزاز بلاده بالعلاقات الأخوية المتميزة التى تربط بين البلدين، مشيداً بدور مصر فى مساندة استقلال نيجيريا وحرصها على تعميق التعاون فى جميع المجالات. كما أعرب الرئيس بوخارى عن تطلعه للمشاركة فى منتدى الاستثمار فى إفريقيا الذى ستستضيفه مصر فى شهر فبراير الجارى بشرم الشيخ. وأكد الرئيس النيجيرى على أهمية مواصلة جهود تصويب الخطاب الدينى ومواجهة الممارسات المُخالفة لصحيح الدين. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد خلال اللقاء على دعم مصر لجميع الجهود المبذولة لإعادة السلام والاستقرار إلى جمهورية جنوب السودان، مشيراً إلى خصوصية العلاقات التى تربط مصر بهذا البلد الشقيق والتاريخ والروابط المشتركة التى تجمعهما. كما أكد على أن مصر تدعم جهود الوفاق الوطنى من أجل تدشين الحكومة الانتقالية، بما يعيد الأمن والاستقرار لجنوب السودان. وأضاف السيد الرئيس أن مصر ستستمر فى مساندة الجهود التنموية فى جوبا،.

كما التقى  الرئيس قبيل مغادرته أديس أبابا بسكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون ، الذى وجه التهنئة للسيد الرئيس بمناسبة إجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل مجلس النواب الجديد. وفى هذا الإطار، أشاد سكرتير عام الامم المتحدة بجهود القيادة السياسية المصرية ودورها الفاعل فى تحقيق الاستقرار السياسى بمصر.

وأضاف المتحدث الرسمى أن  الرئيس أكد على أهمية الدور الذى تقوم  به منظمة الأمم المتحدة على الصعيد الدولي، ولا سيما فيما يتعلق بتسوية نزاعات المنطقة من خلال التوصل إلى حلول سياسية لها، فضلاً عن الدور الإنسانى البارز الذى تضطلع به المنظمة، وما ينثبق عنها من هيئات دولية تُعنى بمختلف المجالات الإنسانية الحيوية مثل التعليم والصحة والنهوض بأوضاع المرأة والطفل.