الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قرى «بنجر السكر» تعانى الإهمال ونقص الخدمات

قرى «بنجر السكر» تعانى الإهمال ونقص الخدمات
قرى «بنجر السكر» تعانى الإهمال ونقص الخدمات




الإسكندرية: نسرين عبدالرحيم
فى إطار اتجاه الدولة لزيادة الرقعة الزراعية والاعتماد على الانتاج الداخلى وما يمثله تلك الاتجاه من أهمية كبيرة على مختلف الأصعدة، نجد انه لا يزال هناك بعض المناطق الزراعية فى مصر تحتاج لمزيد من الاهتمام، ومن اهم المناطق الزراعية على مستوى الجمهورية، منطقة بنجر السكر والتى تقع فى اطراف الاسكندرية وتقع بين محافظة الاسكندرية والبحيرة ومطروح، حيث تعد «سلة غلال مصر» لما يمثله انتاج تلك المنطقة من غلال تفوق ربع انتاج مصر فبرغم اهمية تلك المنطقة التى كانت منذ الثمانينيات مشروع مصر القومى حيث قامت الدولة بتوزيعها كصحراء على الخريجين وتضم 30 قرية ويقطنها قرابة 300 ألف نسمة الا ان تلك المنطقة فى قتنا الحالى تعانى الكثير من المشاكل روزاليوسف التقت بعدد من المزارعين للتعرف على اهم المشاكل التى تواجه تلك المنطقة.

 

فى البداية اكد محمد سعد صاحب محل مبيدات واحد سكان قرية العلاء وصاحب ارض زراعية، ان المنطقة لا تتبع المحليات ولايوجد بها مجلس محلى ولايوجد بها اى  خدمات واشار الى ان منطقة بنجر السكر بها قرى تتبع محافظة الاسكندرية وقرى تتبع محافظة مطروح وقرى تتبع محافظة البحيرة وتضم 30 قرية، لذلك كل محافظ يلقى بالمسئولية على الآخر.
واضاف ان شبكة الطرق بالمنطقة متهالكة منذ كثر من 25 عاما، مشيرا الى ان الطريق بين القرية والقرية الأخرى فى المساء غير آمنة تماما نظرا لعدم وجود اضاءة بالطرق ولعدم وجود اقسام شرطة حيث لايوجد سوى نقطتين شرطة فقط.
واشار الى انه لا يوجد صرف نهائى بالقريه، بل يقوم الاهالى باستخدام الابيرة التى تطفح او الرمى على المصارف لافتا ان مياه المجارى اصابة العديد من السكان بالامراض مثل فيرس سى.
واشار الى ان هناك قرية تسمى القرية المركزية يوجد بها مستشفى منذ 25 عام والمستشفى مهجور، بالرغم من انها تقع على ثلاثة ادوار وبها معدات ولكنها مهملة نهائيا منذ بداية مشروع شباب الخريجين واضاف ان بنجر السكر كانت عبارة عن صحراء وتم استصلاحها من خلال شباب الخريجين وكانت انتاجية الفدان الواحد الافضل على مستوى مصر حيث ينتج الفدان 25 اردب ولكن الآن مستلزمات الانتاج ارتفعت بطريقة كبيرة فاصبحت شكارة السماد بـ100 جنيه كانت بـ27 و28 جنيها وكمية السماد التى يحصل عليها الفلاح من الجمعية الزراعية لا تكفى المزارع فالفدان يحتاج طن سماد يتم تخصيص له فى الجمعية نصف طن والباقى يضطر الفلاح ان يحصل عليه بسعر السوق السوداء فياخذ الشكارة بـ150 جنيها بدلا من 100 جنيه مما يزيد من الاعباء على المزارع.
واشار الى ان ربع غلة الجمهورية تخرج من بنجر السكر والتى كانت منذ 25 عاما صحراء الآن هى اكبر مكان لانتاج الحبوب فى مصر ومع ذلك لاتتبع الاحياء ولايوجد بها مجالس محلية ولا مدرسة ثانوى بالرغم من اننا لدينا مكان يقع على مساحة 5 آلاف متر كانت قد استلمته الابنية التعليمية لعمل مجمع مدارس ولكن حتى الآن لم يتم شىء.
واستكمل الحديث ياسين عبد الرءوف فلاح ان بنجر السكر يسكنها العرب والفلاحون واحيانا تحدث مشاكل بين العرب والفلاحين واغنامهم تأكل غلال الفلاحين مشيرا الى ان الفلاحين اكثر فئات المجتمع قدرة على العمل المتواصل وفى صمت فلم يخرج فلاح ليتظاهر وقت الثورات ولكن يعمل الفلاح 24 ساعة دون ان يشعر به احد لافتا ان الابيرة التى يستخدمها اهل المنطقة كبديل عن عدم وجود شبكات صرف دمرت البيوت حيث ادت الى تهالك الابنية نهيك عن ان الاسمدة لاتكفى الارض.
واشار عبد الرءوف ان الحكومة قننت الأرض علينا بأسعار مرتفعة فمعظم الأراضى الزراعية التى يمتلكها الفلاحون كانوا قد حصلوا عليها من الخريجين حيث تم شراء الفدان من الخريج بـ22 ألف جنيه منذ عشر سنوات ونظرا لانها كانت ارض خريجين فكان الفلاح يحصل عليها بعقد موقع فى المحكمة صحة توقيع ويقوم الخريج بعمل توكيل رسمى عام لى ولكن الآن لكى امتلك الأرض لابد ان ادفع 22 ألف مرة أخرى على الفدان الفلاح يعمل ايه واشار الى ان المنزل لابد ان يدفع ثمنه للحكومة مرة أخرى ليصبح ملكه مع العلم ان المنازل لو حضر اليها اى شخص من خارج البلدة يكره ان يدخلها فلا يوجد بها صرف او حياة واشار الى مبنى قسم شرطة منذ نشأته بالمنطقة لايعمل.
ولدينا مبنى مطافئ منذ نشئت المنطقة لايعمل فلو اندلع حريق فى القرية نطفئه بمجهودنا ويوجد حادث سابق لطفله تفحمت تماما بسبب الحرائق واضاف نريد مدرسة ثانوى فلدينا مساحة 5 آلاف متر جاهزة لبناء المدرسة.
لا يوجد شبكة مواصلات عامة، فقط يوجد ميكروباصات ولا يوجد بالقرى سوى وحدة صحية بكل قرية لاتعمل بكفاءة نظرا لعدم وجود الاطباء أو وجود امكانيات فتذهب الى الوحدة الصحية بالقريه لا تجد احدا من الاطباء حيث يأتى الطبيب ساعة واحدة فقط.
واوضح حسام ابراهيم رئيس الجمعية الزراعية بقرية التنمية التابعة لبنجر السكر ان العام الماضى شهد انتاج 7000 طن قمح من القرية الواحدة فى نفس الوقت الجمعية منتجة للتقاوى وتعد الجمعية التى توجد بقرية التنمية هى الجمعية الوحيدة المنتجة للتقاوى على مستوى الجمهورية.
واضاف ان هناك مشاكل أخرى تواجه الفلاح فبالنسبة للرى فمدة البطالة طويلة اى الفترة التى يسمح لنا فيها برى الأرض المفروض كل 15 يوما فنجد ان المدة تصل الى 30 يوم مما يؤثر سلبا على الانتاج والجوده ويسبب خسائر فادحة للفلاحين.
واشار الى ان نوعية الاسمدة التى تأتى الينا جميع التوصيات الخاصة بمركز البحوث بالنسبة للاراضى الجديدة توصى بأن نضع الاسمدة من نترات الأمنيوم لان سماد اليورية على المدى الطويل يسبب اضرارا للارض الزراعية ورغم ذلك يأتى الينا الكيماوى من الاسمدة اربع تخماس يورية والخمس نترات ونفس التوصية عكسية لأرض الدلتا ينصح باستخدام اليورية عندهم عن النترات ورغم ذلك يرسلون اليهم نترات اكثر ويوريا اقل ونحن يعطونا العكس.
واشار الى ان طرق الاسفلت جميعها محطمة وان بنجر السكر لا تتبع المحليات وليس لدينا خدمات محلية واعضاء مجلس الشعب لا يهتمون بمشاكلنا وان الواحدات الصحية ليس لها فائدة ولايوجد بها معدات واشار الطرق والاسمده والرى اهم مشاكلنا والباقى مثل الكهرباء ومياه الشرب والصرف والتعليم فى المرتبة الثانية واشار الى ان 60٪ من الاسمدة نحصل عليها من الجمعية والباقى يحصل عليه الفلاح من السوق السوداء.
ومن جانبه اكد احمد خليل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور ان منطقة بنجر السكر كانت مشروعاً قومياً وليست مشروعا تجاريا لافتا ان بنجر السكر تتم إزالته بدون رحمه من خلال الاهمال الشديد فى ابسط الاحتياجات حيث هناك كم كبير من المشاكل تتعرض لها المنطقة وتصب ضد الفلاح اهمها مشكلة المياه والجمعيات الزراعية والبنك فبالنسبة لمشكلة المياه التى تروى الأرض فأنها تتأخر ليس اقل من شهر لدرجة ان الأرض تموت وهناك ايضا مشاكل تتعلق بصرف الكيماوى وعدم وجود جمعيات استهلاكية مع عدم مراعات ترتيب اوضاع المزارعين ومراعات اسعار السوق حيث تقف تكلفة كيلو الطماطم على الفلاح بـ7 قروش ويتم بيعه بـ10 قروش لذلك يتجه الفلاح الى تجريف الطماطم.
واضاف النائب احمد الشريف انه لابد ان تعود منطقة بنجر السكر لتحتل المرتبة الأولى فى اولويات الدولة من جديد لما تمثله من نسبة انتاجية عالية تساهم فى بناء الامن الغذائى
واستكمل النائب احمد الشريف الحديث ان بنجر السكر كانت تشتهر بالبطيخ والطماطم والخضروات والانانس والقمح وقد بدأ تشييد تلك المنطقة عام 86 حيث افتتحها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك سنة 90 وكان الافتتاح بقرية 15 وعندما جاء الرئيس السابق محمد مرسى لزيارتها جاء بنفس القرية لانها رمز لهذا المكان وتشتهر بإنتاج القمح.
واضاف الشريف ان التركيبة السكانية للمكان كانت فى بداية الأمر للخريجين من الثانوى الزراعى والكليات ومزارعين جاءوا من مختلف محافظات الدلتا مثل كفر الشيخ والمنوفية والغربية والدقهلية والقليوبية وكان لديهم حب الزراعة والتعليم وايضا سكنها اهالى من الصعيد والعرب ولكن المنطقة بالرغم من ذلك لديها ازمة فى التعليم والطرق فالمدرسون والأطباء يأتون من الاسكندرية وبسبب الطريق لا يأتون مرة أخرى فتوجد مدرسة ثانوية واحدة بالقرية المركزية.
واشار الشريف الى ان هناك ايضا مشكلة تتمثل فى التقسيم الادارى حيث تقع بنجر السكر بين محافظة الاسكندرية والبحيرة ومطروح وهناك قرى مثل قرية عبد الباسط عبد الصمد تائهة بين الأسكندرية والبحيرة وعندما يحاول أحد المواطنين استخراج شهادة ميلاد او تخليص أوراق لسوبر ماركت محافظة مطروح تقول له انت تبع اسكندرية واسكندرية تقول له انت تتبع مطروح.
ومن جانبه اكد مسئول ملف بنجر السكر بتيار الاستقلال، دكتور عبد العزيز الفضالى ان منطقة البنجر  تعانى منذ ثلاثين عاما ولم يتم عمل اى سلطة محلية للبنجر، فالبنجر والتى تزيد قراها على ثلاثين قرية، لا يوجد بها وحدة محلية حتى الآن والوحدة المحلية هى اما حى او مركز او مدينة، فلايوجد بها مجلس محلى او مجلس حى، على الرغم من ان قرية واحدة من قرى البنجر تعادل حيا من أحياء محافظة الاسكندرية، وبالتالى فمن العدل ان يكون بالبنجر ثلاثين مجلسا محليا ولكن اهالى البنجر يحلمون بوحدة محلية واحدة تحت اى مسمى تجميع مصالحهم، حتى ان التمثيل الانتخابى لسكان البنجر تم دون مراعاة لمصالح الاهالى، فقد تم تقسيم قرى البنجر انتخابين من طرف اللجنة العليا للانتخابات، على اساس القرب الجغرافى لكل من دائرتى برج العرب والعامرية فاصبح نائب برج العرب هو نائب لبرج العرب فى الاصل مضاف اليه بعض مناطق البنجر وكذلك بالنسبة لنائب العامرية فهو نائب بالاصل للعامرية مضاف اليه بعض قرى البنجر، ترتب على ذلك ان كل نائب مهتم بدائرته اما البنجر فهى جزء مضاف اليه لايمثل له اى اهمية وذلك لبعد المسافة ولوجود كتلته التصويتية بدائرته الاصلية، ولعزوف اهالى البنجر على المشاركة الانتخابية والسياسية وذلك لبعد اللجان الانتخابية عنهم وصعوبة المواصلات ولتفشى الجهل واعتقاد اهالى البنجر انهم لا يمثلون اهمية للدولة.
واضاف الفضالى اجد ان الحل هو انه لابد من عمل وحدة محلية ليخرج واحد من اهالى البنجر يمثلهم وان يكون لهم مجلس محلى يحل مشاكلهم ويكون نقطة اتصال بين الدوله وبينهم.
واشار إلى أن هناك سيطرة للتيارات المتطرف على البنجر، نتيجة لقلة التعليم والثقافه فلا يوجد مركز شباب ولا قصر ثقافة ولا قوافل توعية.
واوضح ان الطرق الخلفية للبنجر بها خارجين عن القانون والهاربين من تنفيذ الاحكام.