الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتعصبون كاذبون ضد الشرعية القانونية!

المتعصبون كاذبون ضد الشرعية القانونية!
المتعصبون كاذبون ضد الشرعية القانونية!




رشاد كامل  يكتب

هل أنت متعصب؟! وأى نوع من أنواع التعصب تنتمى وتنحاز إليه دون تفكير أو تمحيص؟!
هل أنت متعصب سياسى؟! هل أنت متعصب دينى؟! هل أنت متعصب كروى؟! هل أنت متعصب لأى شىء والسلام؟!
قبل أن تتسرع وتنفى عن نفسك تهمة أو جريمة التعصب، دعنى أعترف لك أن داخل كل منا متعصب خفى ينتظر الفرصة الملائمة ليعلن تعصبه فى وجه الآخرين!! فهو متعصب والسلام!! ومن غير سبب دائمًا!!
دارت فى عقلى هذه المعانى وغيرها عندما وقع بصرى على مقال رائع لأستاذنا وشيخنا الجليل «د. قدرى حفنى» عنوانه «هل أنت متعصب؟!» والمقال عمره تسع سنوات تقريبًا (المصرى اليوم 25 يناير سنة 2005) يقول: «تحظى دراسات ظاهرة التعصب باهتمام كبير فى علم النفس الاجتماعى، حيث يعرف المتعصب بأنه الميل لإصدار حكم مسبق يتصف بالجمود حيال موضوع معين، وتشير نتائج الدراسات العلمية إلى أن أحدًا منا لا يمكن أن يخلو من قدر من التعصب، لعل أوضح أشكاله وأكثرها شيوعًا هو ما يطلق عليه تعبير «الصور أو القوالب النمطية» والتى تتصف بعدة خصائص أهمها:
1- إنها أحكام أو أفكار قبلية، بمعنى إنها لا تقوم بناء على الخبرة المباشرة الموضوعية!
2- التبسيط الزائد ويقصد بذلك استخدام صفة واحدة، أو عدد قليل من الصفات فى وصف عنصر بشرى بأكمله أو «أمة بأكملها».
3- التعميم المبالغ فيه رغم حقيقة وجود اختلافات وفروق فردية بين أفراد كل جماعة.
4- الثبات والجمود ومقاومة التغيير مهما تغيرت النظرة الواقعية!
ثم ينتقل «د. قدرى حفنى» إلى توضيح ذلك كله بالقول: «ولكن نظرًا لأن التعصب قد اكتسب سمعة اجتماعية سيئة فإنه يندر أن يصف أحدنا نفسه بأنه متعصب، ولكنا كثيرًا ما نلصقها بالآخرين. ولقد كان لى حظ إجراء عدة دراسات بهدف التعرف بشكل موضوعى على أهم الخصائص النفسية التى تميز الشخص «المتعصب» بصرف النظر عن موضوع تعصبه سواء كان حزبًا سياسيًا أو زعيمًا تاريخيًا أو مذهبًا دينيًا أو حتى فريق للعب الكرة، وأسفرت تلك الدراسات عن مجموعة محددة من الخصائص، وتستطيع أخى القارئ أن تنظر إلى أى جماعة أخرى تختلف عنك فى الدين أو الجنس أو الثراء أو اللون أو المهنة أو حتى الموطن الأصلى لتتبين درجة تعصبك!
1- إن السمة الغالبة لدى أبناء الجماعات الأخرى هى ضعف القدرة على استعمال العقل، وإلا فكيف نفسر اقتناعهم بتلك الترهات التى يقول بها قادتهم، ومن ثم فإن مجرد الاستماع إلى ما يقولونه مضيعة للوقت وتعريض البسطاء منا لتضليلهم!
2- إن الحوار مع أبناء الجماعة الأخرى بهدف إقناعهم بالحقيقة حتى لو كانت فى صالحهم لم يعد مجديًا، لقد استنزفنا معهم جميع إمكانات الحوار، إنهم لا يفهمون سوى لغة القوة ولىّ الذراع، إنهم البادئون بالعدوان علينا لاستفزازنا دائمًا، ومن ثم فإن التفاهم معهم لا يعنى سوى الضعف والتخاذل.
3- إن أبناء الجماعة الأخرى فى الحقيقة يخرجون عن الأصول الصحيحة التى ينبغى الالتزام بها والتى نلتزم بها نحن دائمًا: صفارة الحكم، الشرعية القانونية، الدين الصحيح، النظرة الموضوعية.. إلخ.
4- إن وجهة نظرنا تمثل رأى الغالبية بكل تأكيد وأى مؤشرات تشير إلى غير ذلك فإنها - أيًا كانت - مجرد زيف وتضليل خصوصًا أن أولئك الآخرين مهرة فى عمليات الخداع والتضليل.
5- إن أبناء الجماعة الأخرى مخادعون، وقد يدعى بعضهم كذبًا إنه غير رأيه واقتنع برأينا، بل قد ينضم إلينا فعلا ولكن علينا الحذر، أن هؤلاء مهما قالوا، أو حتى فعلوا لكى يوهمونا بأنهم قد تغيروا فإنهم يظلون فى خبيئة أنفسهم كما هم.
6- لا ينبغى أن نفرق فى مواجهتنا لأبناء الجماعة الأخرى بين «المفكرين» و«المنفذين» أو حتى بين الموافقين والمعارضين فى صفوفهم، فكلهم نسيج واحد يحاولون بلعبة توزيع الأدوار هذه تشتيت جهودنا وإيقاعنا فى حبائلهم، إن ما يبدونه من تنوع فى المواقف ليس سوى نوع من الخديعة!
وأخيرًا يقول د. قدرى حفنى: «ينبغى أن ننقى صفوفنا من أولئك المتخاذلين الذين يدعون إلى إقامة حوار معهم، صحيح إنهم أبناؤنا ولكنهم إما سُذج نجح الآخرون فى تضليلهم، أو لعلهم عملاء نجح الآخرون فى دسهم داخل صفوفهم».
انتهى المقال المنشور بتاريخ 25 يناير سنة 2005، لكننى أظن أن المقال مكتوب الآن تعليقًا على ما يدور فى أرض مصر.