الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جان جى بوان: مبيعات النشر فى فرنسا فاقت صناعة السينما

جان جى بوان: مبيعات النشر فى فرنسا فاقت صناعة السينما
جان جى بوان: مبيعات النشر فى فرنسا فاقت صناعة السينما




كتب - خالد بيومى

كتاب من ورق مقوى، عندما تفتحه تتجسد أمامك الشخصيات والأشياء، تجربة كنا نراها قديما فى بعض كروت الإهداءات، فالفكرة «قديمة ــ حديثة»، عرضتها الناشرة الفرنسية الشابة سابين لوالي، صاحبة إحدى دور النشر المتخصصة فى كتب الأطفال، وذلك من خلال المحور الأول من المائدة المستديرة التى عقدت مساء أمس تحت عنوان «عرض بانورامى لإصدارات الطفل فى فرنسا» وأدارتها الناشرة المصرية  بلسم السعد.
وقالت الناشرة الفرنسية: إن هذه النوعية من الكتب لا تشبه أى كتاب بالمعنى التقليدي، حيث تستخدم أشكال تقنيات الطبع جميع؛ لتقديم بعض الكتب المختلفة ذات الأهداف الخاصة للغاية، كما نقوم بصناعتها أيضًا للدول الأخرى، مشيرة إلى أن دارها تنتج 20 كتابًا فى العام الواحد من هذا النوع،موضحة أن هدف صناعتها يعتمد على شكلها الخارجى واختيار الورق والرسومات، ولا يهم أن يكون هناك أى أهداف تعليمية.
وأضافت «لوالى» أن دارها استطاعت بصناعة مثل هذه الكتب أن تنافس كثيرًا من الأدوات التكنولوجية مثل الآى باد، مؤكدة أن هدفها الرئيس أن تعود بالكتاب إلى وضعه الحقيقى السابق، وأن تنمى التذوق البصرى لدى الأطفال، موضحة أنها تعمل مع عدد كبير من الفنانين التشكيليين المحترفين، فى النهاية استطاعت أن تقدم للطفل منتجًا ثريًّا يشابه زيارته لمتحف لرؤية لوحة أو تمثال.
وقالت: إنها بدأت التواصل مع ناشرين مصريين وآخرين من المعهد الفرنسي، منذ مجيئها لمصر، موضحة أنها لم تلتق بكثيرين؛ لأنها وصلت منذ مدة ليست بالطويلة. مضيفة أن سبب عدم ترجمة كتب كثيرة من العربية إلى الفرنسية يرجع للحاجز بين اللغتين مضيفة، أن معظم النشر الفرنسى لكتب الأطفال عبارة عن ترجمة لكتب إنجليزية، مؤكدة أن الفرنسيين غير بارعين فى تأليف كتب الأطفال، لكن مع سياسات الانفتاح أصبحت أمور الترجمة بين الدول أبسط بكثير.
المحور الثانى من الندوة كان بعنوان بانوراما حول اقتصاد النشر الفرنسي، وهى عبارة عن لقاء مع جان جى بوان، مدير مركز النشر الدولى الفرنسي، ومحمد شعير، مدير تحرير أخبار الأدب وسلسلة عالم الكتاب، أداره أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة.
قدم «جى بوان» عرضًا بانوراميًّا وافيًا وشاملًا لكل ما يتعلق بصناعة نشر الكتب فى فرنسا، حيث قال: إن صناعة النشر فى فرنسا تحقق 4 مليارات يورو سنويًّا كمبيعات، وتحتل المركز الثانى فى النشر بعد أمريكا، مضيفًا أن هذه الصناعة توفر 20 ألف فرصة عمل، و15,0% من الناتج القومى لفرنسا، وعرض شريحة إلكترونية توضح أكبر دور النشر فى فرنسا، كان أبرزها مجموعة آشيت التى تحتل المركز الثالث على مستوى العالم ودار ديزن الخاصة بكتب الفن التشكيلي، وبرينتو الخاصة بالكتب المدرسية.
وكشف أن من أبرز الأسباب التى جعلت فرنسا إحدى أبرز الدول فى صناعة النشر، هو وجود قانون للسعر الموحد للكتب، ويحدد الناشر سعر كل كتاب على حدة، وهذا القانون يمنع الموزعين من التلاعب بالسعر، موضحًا أن الناشر لديه التحكم والمراقبة فى سلسلة البيع.
وأشار جى بوان إلى أن الكتب الرقمية، تمثل 3 بالمائة من قيمة مبيعات النشر الفرنسي، وهناك عدد قليل من دور النشر الصغيرة والمتوسطة، تقوم بزيادة النسخة الورقية للكتب، مؤكدًا أنه ليس لدينا موزع رقمى كبير، مشيرًا إلى أن الكاتب الفرنسى دائمًا رخيص الثمن، وأن فرنسا تقدس قانون حماية حقوق الملكية الفكرية، الذى يوطد العلاقة بين الكاتب والناشر، كما أن دور النشر الفرنسية تتعامل مع الكتاب منذ لقاء الناشر بالكاتب إلى خروج الكتاب وتوزيعه، مشيرًا إلى أن بعض الكتب تتأخر فى النشر؛ وذلك بسبب إعطاء الناشر مساحة من الوقت للمؤلف لكى يشاركه فى وضع تصورات شاملة للكتاب، مؤكدًا أن الدولة تمتلك دور نشر مثل آروشل، لكن حجم الصناعة التى تمثلها الدولة لا يتعدى الــ20 بالمائة، وبالتالى لا تؤثر إطلاقًا على الصناعة العامة، كاشفًا أن صناعة الكتب تحقق أرباحًا عن صناعة السينما فى فرنسا.
من جانبه قال محمد شعير: بالنسبة لمصر لا نستطيع تقديم مثل هذه الإحصائيات الدقيقة، مشيرًا إلى أن هناك 10660 كتابًا يصدرون رسميا من قبل الدولة، مضيفًا أن مصر تمتلك قطاعًا خاصًّا وقطاعًا عامًّا، لكن الدولة مهيمنة، موضحا أن أسعار الكتب التى تنشر فى الدولة رخيصة مقارنة بدور النشر الخاصة.
بينما قال أنور مغيث: إن مصر من الدول غير المشجعة على القراءة؛ بسبب الإعلام ذاكرًا عددا من الإجراءات التى تتبعها فرنسا؛ لتشجيع القراءة، مؤكدًا أن مصر إذا أرادت أن تصلح من سوق الكتاب، فذلك يكون من خلال مثل هذه اللقاءات، والاطلاع على مثل هذه التجارب المتقدمة.