الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تتناول المحاصيل الزراعية.. الأغذية بها صرف صحى قاتل!

لا تتناول المحاصيل الزراعية.. الأغذية بها صرف صحى قاتل!
لا تتناول المحاصيل الزراعية.. الأغذية بها صرف صحى قاتل!




أسوان ـ محمد الشريف


قرية «فارس»، تابعة لمركز كوم أمبو بالظهير الصحراوي، تم إنشاؤها منذ سنوات بمبادرة من عدد من الشباب، لتخفيف الزحف العمرانى والحفاظ على الرقعة الزراعية، وتحسين مستويات المعيشة فى المنطقة القديمة، حيث سعت جهود الأهالى إلى محاولة استصلاح الأراضى القابلة للاستزراع وذلك للخروج من النطاق الضيق والضغط والكثافة العالية والنمو السكانى الذى يشهده الريف وما يقابله من نمو عمرانى.
واتجه الشباب إلى الظهير الصحراوى لتنفيذ هذه التجربة، وهى تعتبر  بمثابة شعاع يبعث لهم الأمل فى تخفيف الضغط على الأراضى الزراعية التقليدية الموجودة وخلق مجتمع جديد بكر، إلى جانب أنها هدفت أيضاً إلى القضاء على مشكلة البطالة وتنفيذ سياسة الدولة لتشغيل الخريجين بأسلوب غير نمطى.
ناهيك أنهم سعوا أيضا إلى رفع معدل الدخول وتحسين مستوى المعيشة، وخلق مجتمعات جديدة تستوعب أكبر قدر من الشباب، والعمل على تشجيع الهجرة الداخلية إلى الصحراء، ومن أهم المحاصيل التى تمت زاعتها ونجحت بصورة كبيرة أشجار النخيل بأنواعه «البرتمودة ـ السكوتى ـ الدوم ـ المانجو».
وتتمتع المانجو بأنه تؤتى ثمارها قبل بداية موسمها فى الوجه البحرى، علاوة على تمتعها بالسبق فى الإنتاج والجودة، وكذلك تتمتع بزراعات موسمية مثل القمح الذى وصل إنتاجية الفدان إلى أكثر من 15 أردبًا للفدان الواحد، وكذا البرسيم الحجازى الذى وصل إنتاجه فى بعض الزراعات إلى أكثر من 7 أطنان للحصاد فى المرة الواحدة للفدان.
ورغم مجهودات الأهالى والشباب فى خلق فرص عمل جديدة، ومشروعات صغيرة، يمكن لهم أن تساعد الكثير منهم على مواجهة أعباء الحياة، وخفض نسبة البطالة، لم يشفع لهم كل ذلك فى قيام المسئولين بمساعدتهم، والتعاون معهم لاستكمال حلمهم، أو الوقوف إلى جانبهم فى أزماتهم، خاصة أن المياه الجوفية ضربت عددًا كبيرًا من الأفدنة وأغرقت المحاصيل به.
انتقلت «روزاليوسف» إلى المنطقة لترصد معاناة الأهالى والشباب، وحجم الخسائر التى يتعرضون لها جراء إهمال المسئولين..
يقول عادل إبراهيم، أحد المنتفعين، إنه قام باستصلاح فدانين، وقام بزراعتهما قمحاً وبرسيم حجازى، منوها إلى أن هناك 3 من أبنائه حديثى التخرج يقومون بمساعدته فى الزراعة، خاصة أن تلك المساحات تعتبر دخلهم الرئيسي، إلا أن أرضه تغرق فى المياه الجوفية، ما يهدده بتلف المحاصيل ومواجهة خسائر فادحة.
ويوضح عبدالسلام محمود، 37 سنة، أحد المتضررين، أنه قام باستصلاح 7 أفدنة، وأن القمح إنتاجه الأساسى، حيث يساعده فى زراعتها 5 من إخوانه، منوها إلى أن السبب الرئيسى فى اللجوء إلى استصلاح الأراضى لعدم وجود أى مساحات بالقرية أو المناطق المجاورة لها ينتوى أصحابها البيع، مستنكرا ظهور المياه الجوفية بالمنطقة المستصلحة خلال الفترة الماضية.
ويشير عبدالسلام إلى أن قرية فارس تقع شمال مدينة كوم أمبو بمسافة 20 كم، حيث إنها القرية الوحيدة غرب النيل بطول 15 كم، ويتجاوز عدد سكانها 10 آلاف نسمة، لافتا إلى أن ظهور المياه الجوفية بـ«فارس» يؤرق المستصلحين والقاطنين، حيث إنه يهدد بهلاك الأبنية والمحاصيل معا.
ويلفت محمد أبو القاسم، عمدة القرية، إلى أنه جار إنشاء المصرف القاطع لإنهاء أزمة المياه الجوفية والحفاظ على المحاصيل من الهلاك، مشيرا إلى أن هناك نحو 300 متر فى حيز تنفيذ المصرف ولا تزال تلك المساحة مع أصحابها حتى الآن لحين تعويضهم تعويضا عادلا.
وينوه أبو القاسم إلى أنه تم تخصيص 5 ملايين جنيه كتعويضات للمزارعين الذين تم حصر اسمائهم والمالكين والمنتفعين بالمساحات الزراعية الواقعة فى حدود المصرف القاطع، مطالبا بضرورة سرعة البدء فى التنفيذ فى المساحات المتاحة لحين تعويض أصحاب الـ300 متر، وإصدار قرار بنزع الملكية.
ويلفت عمدة «فارس»، إلى أن القرية تعتبر من أجود الأراضي، حيث تقع على زمام 1318 فدانًا، منها 330 فدانًا زراعات نخيل تضم نحو 100 ألف نخلة، بجانب  37 ألف فسائل صغيرة تنتج نحو 120 ألف جوال بلح، كما تنتج القرية نحو 5 ملايين ثمرة دوم، علاوة على انتاج 10 ملايين ثمرة مانجو، بالإضافة إلى تواجد محاصيل كالقمح والخضار والبصل والثوم والفول البلدى والبرسيم والشعير والقصب.
من جانبه قال اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إنه تمت إحالة تأخر تنفيذ مشروع المصرف القاطع بقرية «فارس» بكوم أمبو للنيابة الإدارية بسبب السلبية والارتكان للروتين العقيم فى الأداء، على الرغم من توفير الاعتمادات المطلوبة منذ عامين، ما تسبب فى تفاقم مشكلة مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى، فضلاً عن أن المياه الجوفية تضر المبانى والأراضى فى وقت واحد.
واستمع حجازى إلى مطالب أهالى قرية فارس بمركز كوم أمبو، والتى تتمثل فى القضاء على المياه الجوفية لما تسببه من أضرار لمنازلهم ومزروعاتهم، وأيضاً للمبانى الخدمية بالقرية، مؤكداً أن مشاكل الصرف الصحى والمياه الجوفية والإسكان تقع فى مقدمة أولوياته التى تحتاج لحلول جذرية بعيداً عن أى مسكنات أو وعود براقة.