الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«عبد النبى»: نافذة مهمة للجميع.. «دنيا»: الشباب هم أكثر المستهلكين.. «سمير»: التوزيع أكبر أزمات دور النشر

«عبد النبى»: نافذة مهمة للجميع..  «دنيا»: الشباب هم أكثر المستهلكين.. «سمير»: التوزيع أكبر أزمات دور النشر
«عبد النبى»: نافذة مهمة للجميع.. «دنيا»: الشباب هم أكثر المستهلكين.. «سمير»: التوزيع أكبر أزمات دور النشر




كتب: إسلام أنور

على عكس كل ما يروج عن عزوف الشباب عن الثقافة والقراءة والإبداع، يأتى معرض القاهرة الدولى للكتاب لينسف هذه المقولات فى ظل الإعداد الضخمة من الشباب التى تحرص على زيارة المعرض، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى على مدار السنوات الماضية فى خلق هذه الحالة من الزخم الكبير التى يشهد المعرض، خصوصاً بعد ثورة 25 من يناير 2011 التى رسخت قيم حرية التعبير والإبداع مما ساهم فى ميلاد عشرات من دور النشر الجديدة وشجع مئات من الشباب على نشر أعمالهم الإبداعية، وبرغم هذا الزخم الكبير الذى يصاحب معرض الكتاب لكن يبقى السؤال مطروح حول مدى جودة الإعمال المعروضة، وإلى أى مدى تحول الكتاب إلى سلعة مرتبطة بالعرض والطلب وليس بالقيمة والجودة؟.
فى هذا السياق تحاور روزاليوسف العديد من المبدعين والمبدعات الشباب المشاركين فى الدورة 47 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب حول أعمالهم الجديدة ومدى حرصهم على أن تصدر أعمالهم بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض الكتاب، بالإضافة لتقيهم للمعرض بصورة عامة.
فى البداية قال الروائى والمترجم محمد عبد النبى: «لستُ متأكدًا من مسألة الحضور الطاغى للشباب، لا توجد أرقام أو معلومات، ولكن معرض الكتاب كاحتفالية ثقافية سنوية تستطيع أن تجذب الشباب المهتمين بالقراءة والكتابة، خصوصا وأن هؤلاء لا يتوقفون عن الحركة والتفاعل طوال العام، فلن يفوّتوا مناسبة كهذه، أمّا عن علاقة هذا «الزخم» كما تسميه بـ25 يناير فأنا أيضًا غير متأكد، ربما يكون مرتبطا أكثر بوسائل التواصل الاجتماعى كآلية للتشبيك والدعاية والتحفيز على القراءة والحراك الثقافى».
وأضاف عبد النبى «المعرض نافذة مهمة طوال الوقت، للكبار أو للشباب، ولكن لا يحرص الجميع على التواجد فيه أو إصدار كتبهم بالتزامن معه، أظن أن هذا الحرص من جانب دور النشر أكثر من الكتّاب أنفسهم، قد يكون زحام وكثرة الكتب الصادرة فيه كموسم ثقافى سببا فى إعراض أو تردد بعض الكتاب عن إصدار كتبهم خلاله، ولكن دور النشر بحاجة لعناوين جديدة على الدوام مع كل معرض لتسوّقها»
وأكمل: «عن نفسى لم أحرص على ذلك بالمرة، وما يحدد وقت النشر عوامل أخرى كثيرة غير موعد المعرض، أهمها أن أكون قد انتهيت من تصحيح ومراجعة العمل على أفضل وجه ممكن، ربما تزامن هذا مع أحد معارض الكتب العربية وربما لا، المهم أن يكون الكتاب قد أصبح جاهزًا» وأشار عبد النبى إلى أن «الكتاب طول عمره سلعة، الاختلاف فقط هو أن السوق عندنا قد تحرك ونشط منذ بعض السنوات، وهذا فى حد ذاته إيجابي، وبما أنه سلعة سيظل محكوما بقوانين العرض والطلب، ومسائل أخرى مثل قوة الدعاية والترويج وغير ذلك، لكن القيمة شيء آخر، لأنها من صُنع عوامل مختلفة تمامًا، مثل الذائقة الخاصة بكل قارئ على حدة، والزمن الذى قد يزيد من حضور كتابٍ ما بمروره أو يمحوه بالتدريج كأن لم يكن شيئًا مذكورًا».
وفى هذا السياق قالت الروائية دنيا ماهر «أولا مصر النسبة الأكبر من عدد سكانها تحت التلاتين، فطبيعى أن يكونوا هم المستهلكين الأهم والأكثر عددا للكتب، والثورة لعبت دورًا كبيرًا فى هذا الأمر عن طريق تغيير الصورة الذهنية عن الشخص المثقف والمحب للقراءة وخلق صورة بديلة تحترم الثقافة والقراءة والمعرفة.
وأضافت دنيا: «المعرض بالتأكيد حدث مهم للكتاب والناشرين أتمنى تكراره لأكتر من مرة فى السنة ولو على حجم أصغر فى مدن مختلفة، هناك مدن فى مصر لايوجد بها ولو مكتبة واحدة تبيع كتب وهذا ظلم كبير وخلل بشع»
وأشارت دنيا إلى أن الكتاب الآن لم يعد يقتصر على المحتوى فقط، فقد حدثت طفرة فى مستوى الأغلفة وطرق الطباعة جعلت من تصميم الكتاب جزءًا مهمًا فى عملية تسويقه، وأوضحت أنها تأمل فى أن يتواجد معرض إلكترونى دائم للكتاب يستطيع الجمهور من خلال رصيد تليفونها تدفع فلوس بسيطة وتشترى كتب كتابها المفضلين حتى الحديثة منها، ساعتها ممكن نقدر نوصل لكل مصر.
وفى هذا السياق قال الكاتب أحمد سمير سعد الذى يشارك صدرت مجموعته القصصية « طرح الخيال» عند دار روافد بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للكتاب : «حضور الشباب يمكن رصده قبل ٢٥ يناير وبعدها، كثيرا ما كنت أتساءل كيف تقدم دولة قمعية كدولة مبارك على تقديم خدمة ثقافية كمعرض الكتاب أو مشروع ثقافى كمكتبة الأسرة وكنت أخلص إلى أن أى نظام مترهل عجوز بحاجة لمكياج للتجميل لكن ربما تدور الدوائر ويصبح سببا فى الوعى بالذات والعالم حتى وإن كان هناك خضوع لسقف معين للحريات فرضته العصا والجزرة».
وأضاف سمير: «مواقع التواصل الاجتماعى جعلت لكل فرد القدرة على إنتاج المعرفة وتقديم المحتوى وبالتالى فهى بوق يستطيع  الحشد ونشر الفكرة، بعضها فى أطر ضيقة وبعضها كطوفان والجميع وبما فيها المؤسسات الرسمية باتت تستخدمها للإعلان عن كل وأى نشاط لها بما فيها بالطبع معرض الكتاب والترويج للكتب وحفلات التوقيع ويستخدم الكثيرون فى ذلك الصورة وكل عناصر المالتى ميديا».
وأكمل: «لا يعنينى كثيرا إصدار أعمالى تزامنا مع معرض الكتاب وإن كانت دور النشر عادة هى الأحرص على ذلك، كل منها يحاول أن يأتى المعرض مع كم كبير من الإصدارات الجديدة والمتنوعة تماما كما تمتلئ خريطة رمضان بكم هائل من المسلسلات الجديدة، وأعتقد أن لذلك علاقة بسهولة الوصول للكتاب، أكبر أزمات دور النشر هى التوزيع، ورغم الاستثمار الذى بدأنا نشهده فى الأعوام الأخيرة فى مكتبات بيع الكتب إلا أن التوزيع لا يزال عسيرا ويحكمه الكثير من آليات السوق وعدم انتشار المكتبات بالقدر الكافى وبخاصة فى المحافظات وكذلك سوء العرض».