الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صابر عرب: مصر لا تعانى أزمة نشر بقدر ما تعانى من أزمة قراءة

صابر عرب: مصر لا تعانى أزمة نشر بقدر ما تعانى من أزمة قراءة
صابر عرب: مصر لا تعانى أزمة نشر بقدر ما تعانى من أزمة قراءة




كتبت – سوزى شكرى

استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة للكتاب، احتفالية بمناسبة صدور العدد 300 من سلسلة «تاريخ المصريين»، بحضور الدكتور محمد صابر عرب، رئيس تحرير السلسلة، والدكتور فاروق جاويش، مدير تحريرها، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث.
وأكد الدكتور محمد صابر عرب، رئيس تحرير سلسلة تاريخ المصريين، أن وزارة الثقافة تعرضت فى السنوات القليلة الماضية لعتاب شديد من المجتمع، ولعل معظم العتاب لم يتعمق فى طبيعة الأوضاع الاجتماعية والسياسية التى تمر بها البلاد، ولم يلتفت إلى كمية النشر التى نشرتها الوزارة، ممثلة فى سلاسل الهيئات الثقافية المختلفة، حيث وصلت الأعمال المنشورة فى مؤسسات الدولة  إلى عدد ضخم يعادل ما نشر فى مؤسسات القطاع الخاص لمدة ثلاثين سنة ماضية، وهو ما يؤكد أن مصر لا تعانى أزمة نشر، بقدر ما تعانى من أزمة قراءة.
وأوضح الدكتور محمد صابر عرب، أن سلسلة تاريخ المصريين بدأت عام 1987م، برئاسة تحرير الدكتور عبد العظيم رمضان، وهى سلسلة من أهم المشروعات التى وجهت للمجتمع المصرى، وحققت له فائدة ثقافية كبيرة، والملاحظ من عنوانها أنه جامع وشامل لتاريخ المصريين، القديم والحديث والمعاصر.
وأشار الدكتور محمد صابر عرب، إلى أن المصريين أقاموا حواجز خراسانية مع التاريخ، حتى أصبح لديهم خصومة مع تاريخهم، وبالتالى  بدأت الخرافات تنمو فى وجدان العقل المصرى، فمثلا نرى أن العقل المصرى لديه رؤية سلبية عن الملك فؤاد رغم تمتعه برؤية ثقافية واسعة فهو الذى أنشأ المسرح القومى، ودار الأوبرا بالإسكندرية وطنطا ودمنهور، كما أنشأ الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومعهد الموسيقى العربية.
وأكد صابر عرب على ضرورة إعادة قراءة التاريخ مرة أخرى بحياد تام، والتجرد من الشائعات التى تطلق حول الشخصيات التاريخية، ومعرفة محاسنهم ومساوئهم معًا.
وقال الدكتور مصطفى الفقى، إن «تاريخ المصريين» تغطى نقصًا كبيرًا لدى القراء الشباب، وهى إحياء لروح دراسة التاريخ، فلا تستقيم رؤية أى مفكر سياسى أو صحفى أو أى شخص ممارس للحياة العامة، إلا بقراءة التاريخ، وهذه السلسلة تفتح المجال المتعدد للكتابة فى زوايا مختلفة عن تاريخ مصر.
وأكد الدكتور مصطفى الفقى أن مصر تعانى من أزمة ثقافية حقيقية، وأن أزمة الثقافة فى الأساس مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتعليم، فإذا صلح التعليم، صلحت الثقافة، وأن دور مصر الإقليمى والعالمى تراجع، بسبب تراجع القوى الناعمة المتمثلة فى التعليم بالدرجة الأولى.
وأشار الدكتور مصطفى الفقي، إلى أن المصريين برعوا فى نفاق الحاكم لأسباب مختلفة، وهو ما أدى لرؤية مشوشة للشباب عن تاريخهم، فانفصلوا عن تاريخهم، مطالبًا مؤرخى التاريخ بالتعامل معه وكتابته بموضوعية شديدة، حتى يتعرفوا على التاريخ الصحيح لبلادهم، ومؤكدًا أن قيام الثورات يساهم إلى حد كبير فى إسقاط الحواجز، وخلق مناخ من الحرية يمكن المؤرخين من كتابة التاريخ دون انحياز، ودون خوف من الحاكم.
وقال الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر:إن الدولة المصرية لا تتدخل فى كتابة التاريخ كما يشاع، بل مهتم بنقله كما هو دون تحريف أو تزوير، مؤكدًا أن سلسلة تاريخ المصريين تقدم مادة تاريخية وافية عن تاريخ مصر بحيادية تامة، وبتجرد شديد، داعيًا الشباب إلى قراءتها واقتنائها شهريًا.
من جانبه قال الدكتور فاروق جاويش ، مدير تحرير سلسلة تاريخ المصريين، إن السلسلة تزخر بالموضوعات التى تؤصل تاريخ الدولة وتعزز الانتماء لها، وقد صدرت منها أعداد استعرضت تاريخ مصر فى كل المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأبرزت توجهات المجتمع المصري، ومن هنا تأتى أهميتها.