الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آمنة نصير أستاذ العقيدة والنائب البرلمانى: أعطيت زوجى حرية اعتناق المذهب الشيعى.. والاشتغال بالسياسة لا يتعارض مع الدين

آمنة نصير أستاذ العقيدة  والنائب البرلمانى:  أعطيت زوجى حرية اعتناق المذهب الشيعى.. والاشتغال بالسياسة لا يتعارض مع الدين
آمنة نصير أستاذ العقيدة والنائب البرلمانى: أعطيت زوجى حرية اعتناق المذهب الشيعى.. والاشتغال بالسياسة لا يتعارض مع الدين




حوار-  ناهد سعد


تعتبر د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو البرلمان من عالمات الأزهر اللاتى تميزن بتفتح العقلية واقتحام القضايا الشائكة،  استطاعت الحصول على مقعد بالبرلمان بانتخابات نزيهة تؤكد ثقة الشعب فى علماء الأزهر رجالا ونساء.
وفى حوار أجرته معها «روزاليوسف» أكدت د. آمنة نصير  أن قضايا التعليم والمرأة من أولوياتها داخل البرلمان وأنها ستحارب من أجل استعادة المرأة لحقوقها وستعمل على إصلاح قوانين الأحوال الشخصية وأن إصلاح الأزهر الشريف يجب أن يكون من داخل الأزهر، وأشارت إلى أن السلفيين داخل البرلمان مثال للنائب البرلمانى وإذا خالفوا ذلك سنقف لهم بالمرصاد.
■ بداية ما رأيك فى دور الأزهر الشريف حالياً؟ وهل يحتاج إلى تجديد؟
_ الأزهر إن كان يحتاج إلى تجديد فله رجاله الذين يستطيعون تجديده من داخله وهم قادرون على ذلك، لأن من يجدد الأزهر يجب أن يكونوا أزهريين فى الأساس، لكنى لست أزهرية فلم أدرس أى كلمة فى الأزهر، وأعتقد أن فزاعة الهجوم على الأزهر الشريف بهذا الشكل الرخيص أمر مرفوض وغير مقبول وإذا أردنا الانتقاد يكون نقدًا بناء لأنه يمثل قلعة من قلاع التاريخ المصرى وبالتالى من يهاجمونه لا يحسنون صنعا.
وأعرف إن هذا الهجوم لن يؤثر على دور الأزهر الشريف، من أجل تجديد الخطاب الدينى لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة التى تسيء للإسلام.
■ هل يؤثر العمل السياسى على الاشتغال بالعلم الدينى؟
_ إن الدين مختص بكافة شئون الحياة ومنها السياسة، فالرسول «صلى الله عليه وسلم» كانت حياته تتضمن أمورًا سياسية فعقد النبى صلى الله عليه وسلم البيعة مع الأنصار مرتين قبل الهجرة، والجانب السياسى فيها ظاهر بأن يحموه ويناصروه، وطلب منهم انتخاب قيادة تمثلهم عنده. ولما هاجر عليه السلام، عقد اتفاقية مع اليهود الذين لم يدخلوا فى دينه لكنهم دخلوا فى دولته، التى تنظم العلاقة فيما بينهم وبين المسلمين فى جميع المجالات المحلية والخارجية، كالحروب وغيرها.
فكانت رسالة النبى صلى الله عليه وسلم  فيها سياسة ودولة حقيقية وموجودة وليست خيالاً، ولكنها أيضاً ليست دولة دينية مطلقة تقوم على الوحى الإلهى فقط، وهو ما يتمثل فى سيرته عليه الصلاة والسلام أيضًا ففى غزوة بدر حين راجعه الحباب بن المنذر عن خطة الحرب فقال له المنذر الحرب رأى أم مكيدة فجاء جواب النبى صلى الله عليه وسلم هى الرأى والمكيدة.
■ هاجمك البعض واتهموك بالتشيع بسبب زوجك «الشيعى»، فكيف تعاملت مع ذلك؟
_ هو حالياً أبو أولادى وليس زوجى ونحن منفصلان من مدة طويلة، وكان الانفصال ليس بسبب أنه شيعى أو ما إلى ذلك بل كأى خلاف يحدث فى الأسرة المصرية بين الزوجين، وهو رجل من عائلة مرموقة وأنا كذلك فعندما بدأت الأمور تتفاقم بيننا قلت له مثلما بدأنا بالمعروف ننتهى بالمعروف وهذا ما حدث وأنا أكن له كل الاحترام لأنه أب لأبنائى، وبالنسبة لمذهبه الشيعى فلم يكن ذلك يعنينى فليتمذهب بالمذهب الذى يراه مناسباً طالما لا يتمادى ذلك إلى أذى الآخرين ولا يحدث فتننة بين أبنائه أو مجتمعه، وإذا كنا نؤمن بحرية العقائد فكيف لا نؤمن بحرية المذاهب، رغم أننى أقول الآتى قاتل الله المذهبية والتمذهب لأنها ارتبطت بالتشرذم والتفرق السياسى لأن المذهبية ظهرت فى معركة بين معاوية وبين الإمام على فلم تظهر كعلم أو اجتهاد بل ارتبطت بالسيف والحديد والنار والدماء فقاتل الله المذهبية، فإذا كان الله سمانا المسلمين فلماذا نقسم أنفسنا ونقاتل بعضنا من أجل ذلك، والمذهبية ارتبطت بالقضايا السياسية وبالحكم.
أجندة تشريعية
■ ماذا عن أجندتك التشريعية فى البرلمان؟
- أول اهتماماتى هو النهوض بالعملية التعليمية فإذا أصلحنا العملية التعليمية صلح كل شىء، وإصلاح هذه العملية له أركان أولها كيف نتوسع فى بناء المدارس من خلال أهل المال الذين يجب أن يتبرعوا لبناء المدارس لأن بناء المدارس واستيعاب العدد الزائد فى الفصول أو التكدس، وبناء المدارس نور عقل لمستقبل الأجيال القادمة لبناء مصر، ونعود إلى المعلم فسوف أبحث عن كل مقومات المعلم الذى كاد أن يكون رسولا بأن نرفع نسبة المرتبات حتى عند غلق أبواب الدروس بشكل حازم وجازم وتكون مخالفته لها عقوبة رادعة. ومن هنا يستعيد المدرس أستاذيته داخل الفصول لإعطاء العلم للجميع واستيعاب الطلاب والطالبات وتأهيل الأولاد من المراحل الأولى حتى الجامعة. وأعنى بكلمة التأهيل وليس التحفيظ إذا استعاد المدرس دوره فلن يهرب التلميذ ولن يبحث عن دروس.
ويبقى أمامنا المناهج وكيف تعاد صياغتها فى فروع العلم المختلفة من قبل كل فرع من أهل اختصاصه. وأعرف جيدا أن هذا عمل ثقيل ومتفرع ولكن بمساعدة المخلصين من التربويين فى كل فرع من فروع المعرفة سنجتهد بأن نقدم المادة العلمية التى ترقى بأولادنا وبناتنا فى مراحل التعليم المختلفة إلى أن يصلوا إلى الجامعة.
وبالنسبة لقضايا المرأة هذه هى القضية الأخرى التى أحارب من أجلها منذ أكثر من نصف قرن فسوف أقف بعدل الله وتشريعه لكل حقوق المرأة ابنة وزوجة وأما ومطلقة وفى حالة عوز ناقشته فى كتب عدة وشاركت بها فى أبحاث بعالمنا العربى والغربى من خلال مؤتمرات تهتم بقضايا المرأة - مع تصحيح الوضع - وهذا مشوار طويل لحقوق المرأة، المنحرف أو الفكر المنحرف عن الإسلام فى قضايا المرأة عندما يستخدمها المتطرفون بعد إدخال الثقافة الخليجية على المجتمع المصرى وأصبحت تلك الثقافة هى الطاغية بالإضافة لإعادة النظر فى قوانين الأحوال الشخصية التى تظلم المرأة.
■ وما الذى ستقدمينه للمرأة  لاسيما فى الصعيد؟
- أتمنى أن تستعيد الحق الإلهى لها فى الميراث وتنتهى هذه الهيمنة من قبل الأخ الذكر أو العم فى أن البنت التى تتزوج لا ترث أطيانا وإنما يعطى لها شىء كترضية، ولو تجرأت وطلبت فيعد هذا فى ثقافة الصعيد عارا تخشى أى امرأة فى الصعيد ارتكابه.
■ وما أول استجواب ستقدمينه خلال جلسات المجلس؟
- سيكون لوزير التربية والتعليم لمناقشة قضية التعليم فى مصر وكيف يكون درعا للوصول إلى الإصلاح.
■ وما القضايا التى ستهتمين بدعمها فى البرلمان؟
- أود عندما ندخل جميعا تحت قبة البرلمان أن تتضح الرؤى والألوان التى نجتمع عليها فى قضايا الوطن بعيدا عن المنافسة والتناحر والتلاسن والذى حدث قبل الوصول إلى البرلمان وأن نكون بإذن الله جميعا بأن نتفق أو نختلف على بناء هذا الوطن المرهق فى اقتصاده وفى تشكيلاته المجتمعية غير المتوازنة الآن فى مصر.
■ ما كان رد فعلك إذا كنت رئيسًا للبرلمان وخالف أحد اللوائح كما حدث مع أحد النواب ورفض أن يلقى بالقسم الصحيح و أقسم بيمين الطلاق؟
_ اذا كنت وقتها رئيسًا للبرلمان كنت سأسحب منه الميكروفون وأرفض أعطاءه الكلمة وأجعله هو من يلهث حتى يلقى القسم الصحيح كما يجب أن يكون لأنه لن يكون عضوًا رسميًا إلا بالقسم لأن هذا لا يصح ولا يتناسب مع وقار البرلمان واحترامه.
■ كيف ترين بعض التجاوزات التى حدثت ومن المتوقع أن تحدث فى البرلمان؟
_ هذا البرلمان به الكثير من الشباب والشباب من طبيعته الثورة وعدم وجود خبرة لأنهم لأول مرة يمارسون ذلك العمل السياسى وبالطبع هناك سلوكيات غير قويمة لا تتناسب مع وقار المجلس وهيبته ويجب أن يتم تفعيل طرق عقاب و محاسبة لمثل هؤلاء.
■ ما رؤيتك لحزب النور والسلفيين تحت قبة البرلمان ؟
_ من أكثر الفئات التزامًا داخل المجلس.. ولكن إذا ما تم طرح قضايا مثل التى تم طرحها فى برلمان 2012 ترجع بنا إلى العصور الوسطى والجاهلية فهنا سأقف لهم بالمرصاد، وقد قلت لهم صراحة أنتم أخذتم الإسلام بشكل سطحى ولم تتعمقوا ولم تتفهموا.
■ ما رأيك فى الفتاوى المجهولة من مشايخ السلفية والتى أدت إلى انضمام عدد من الشباب المصرى والعربى إلى «داعش»؟
_ المنهج السلفى برىء من تلك الفتاوى ولكن تلك فتاوى الإخوان فتلك الجماعة تهوى العنف والحروب من أجل غايتها وهم يتربون على المنهج القتالى ولكن إذا جاء هذا الدعم من السلفيين أقول لهم بئس الوارث والموروث منكم وهذا التوجه الذى لا أساس له من أخلاق الإنسان المسلم، فالمسلم من سلم الناس منه أى سلموا من لسانه وسلموا من أى أذى يؤذيهم.
■ وماذا تتوقعين لدور البرلمان؟
- كل الأمور واردة ونكون فى دعم الدولة، فعندما يكون الدعم فى صالح المصريين وفى إطار العدالة لكل مصرى فسوف نكون مع الدولة ونختلف معها عندما نراها تنحاز لطرف على حساب الآخر.
■ واجهت قائمة (فى حب مصر) التى ترشحت على قائمتها اتهامات بأنها مدعومة من أجهزة الدولة فكيف ترين هذا؟
_ فى الحقيقة أتعجب من هذا الكم من النقد الذى لا أصل له فى حقيقة القائمة، ولا أستطيع إلا أن أقول إن الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة، وأن تشكيل هذه القائمة بقيادة اللواء سامح سيف اليزل ومن قبله كمال الجنزورى كان التوجه فيه نوعا من الحكمة وحسن الاختيار والتنوع للشخصيات التى قدمتها هذه القائمة. فهناك تنوع فى الفكر والواقع الاجتماعى أى كان هناك توفيق فى الاختيار لهذه القائمة أجادوا كثيرا لهذا الأمر بدرجة تفوقت على معظم القوائم، وكنت أود بدلا من الهجوم والتجريح لهذه القائمة كان جديرا بهم أن يصلحوا العوار الذى لديهم ويبحثون عن نقاط الضعف ويقووها بدلا من استنفاد الطاقة فى الهجوم على قائمة فى حب مصر، ومع ذلك أود عندما تنتهى هذه المعارك بحلوها ومرها باستقامتها أو انحرافها عن جادة النقد، أود عندما يشملنا البرلمان أن نستشفى جميعا من هذه الرواسب وأن يكون اهتمامنا بالعمل من أجل مصر لأن فى سلامة مصر سلامة للمنطقة بأكملها، أما مسألة التجريح والتهوين والقذف بالطوب فلن يستفيد منها إلا أعداء مصر وهو أمر غير مستحب أمام العالم وأمام دول الجوار التى تنتظر منا نجاح العمل لأن فى قوتنا صيانة وحصانة لهم، لأن قوة مصر هى حماية للمنطقة من المتربصين بها ومحاولة تقسيمها على موائد اللئام كما حدث فى كثير من فترات التاريخ.
■  من وجهة نظرك كيف يسهم البرلمان المقبل فى دفع عجلة التنمية والنهوض بالوطن؟
_ أود من المجتمع أن يلتزم شيئا من الحكمة والهدوء والتفاؤل والنظرة المستقبلية لدور هذا البرلمان، بدلا من أن نسمع صباحا ومساء وطوال الوقت التقليل من دور هذا البرلمان، وهذا أمر خال من الحكمة والذكاء والمسئولية المجتمعية حيث يخرج فقهاء القانون يتنبأون بأن هذا البرلمان عمره قصير، وأعجب كل العجب أن هناك أمة تنهى مرحلة مهمة فى حياتها، يترتب عليها تقدير الغرب والشرق لنا مما يفتح أبواب السياحة والاقتصاد والنمو ونقف بمنتهى البساطة فى عمل لم يبدأ بعد، وأقول للجميع كفاكم هدما فى هذا الوطن من باب الغيرة عليه أو من باب العمالة أو من باب التنبؤ بالمستقبل أقول لكم اصمتوا يرحمكم الله واتركوا سفينة الوطن تبحر بسلام وسوف يرعاها رب العالمين والذى أحب هذا الوطن وتجلى فيه.
■ بصفتك عضوة فى ائتلاف دعم مصر ما هو تعليقك على وصف الائتلاف بأنه حزب وطنى جديد من جانب بعض الشخصيات السياسية؟
- هذا الوصف مبالغ فيه، وأتمنى أن يتوقف، فما أراه أن الائتلاف يرغب فى دعم مصر فعليا، وأعتقد أن التاريخ لا يعيد نفسه، فهناك رجال غير الرجال وفكر غير الفكر، وثقافة مختلفة تمامًا، لكن الشعب المصرى أصبح لديه حالة من القفز على كل شىء، ولا يعجبه أحد وهذه من ضمن السلوكيات السلبية التى أصبحت منتشرة، بشكل كبير، ولا يوجد داع لأن نقفز على أى مشروع، ونهاجمه وهو لم يبدأ بعد لنحكم على أدائه.
وهذا البرلمان تمت مهاجمته وسبقه إرهاصات سلبية منذ بدأت الدولة تفكر فى التحضير له واستكمال خارطة الطريق، وكلما يسير خطوة للأمام يصاب بهذه الإرهاصات، والتكهنات غير الجديرة بالتقدير.