الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الشرقية» فى مرمى الإرهاب والمخدرات

«الشرقية» فى مرمى الإرهاب والمخدرات
«الشرقية» فى مرمى الإرهاب والمخدرات




الشرقية ـ سمير سرى


لا يزال الانفلات الأمنى سيد الموقف فى بعض المناطق بمختلف مدن ومراكز محافظة الشرقية، ورغما من تعاقب 6 مديرين أمن على مدار 4 سنوات، بما تخللها من أحداث عنف وشغب أضرت بالمنظومة الأمنية ككل، بل ووضعت عددًا كبيرًا من ضباط وأفراد الشرطة فى مهب الريح، لكن من الواضح أن التعامل الأمنى لا يزال يدار بنفس الطريقة التى تعتمد على أسلوب الدفاع دون الاستباق فى غزو المناطق والبؤر الإجرامية والإرهابية.
والكارثة هنا أنه رغم استعادة المنظومة الأمنية هيبتها بعد ثورة 30 يونيو، إلا أن هناك مناطق لا تزال خارج سيطرة الأمن، علاوة على أن هناك بعض المناطق محرم على الشرطة دخولها أو التعامل مع الخارجين عن القانون المتواجدين بها، خاصة المناطق التى تقع بالقرب من الظهير الصحراوى.
ولم يكن شفيعًا لمركز ومدينة الزقازيق وجود قيادات الأمن والقيادات التنفيذية بها كونها العاصمة، فقرية أبو نجاح بدائرة المركز ذات الحدود المشتركة مع مركز منيا القمح، تعد أخطر بؤرة لتجارة السلاح، سكانها يعيشون فى حالة من الخوف بعد سيطرة إحدى العائلات المسجل جميع أفرادها فى سجلات وزارة الداخلية.
وعلى سبيل المثال فهناك «خالد.أ» المحبوس حاليا بحكم قضائى بالسجن فى واقعة قتل النقيب تامر عبدالفضيل، معاون مباحث كفر شكر، فى القضية رقم 10682 جنايات كفر شكر لسنة 2004، وتقع أبو نجاح فى العشش الكائنة بالزراعات، ويسكنها أخطر قطاع الطرق والهاربون من السجون، ويتركز نشاطهم الإجرامى بمنيا القمح وكفر شكر بالقليوبية، وكثيرا ما كانت تلجأ الشرطة إليهم لمساعدتها فى استعادة السيارات المسروقة لكبار الشخصيات.
أما فى مدينة الزقازيق «الكيف للجميع» وتعد عزبة «الحريرى» من أشهر المناطق الإجرامية، ويسكنها العديد من المسجلين والأشقياء الخطرين الذين فشلت قوات الأمن فى القبض على عدد منهم، فيما تم القبض على آخرين بعد أن عاثوا فى المنطقة فسادا وراجت تجارتهم فى المخدرات بطريقة عجزت الشرطة عن احتوائها على مدار سنوات طوال.
والغريب أنه حينما اقتحمت قوامت الأمن وكر كبيرهم، من خلال قوة أمنية وبالاستعانة مع قوات من الأمن المركزي، قام بإشعال النيران فى كميات هائلة من البانجو فوق سطح العمارة، التى سبق أن حصنها بتوصيل الكهرباء ببوابة منزله منعا لاقتحامها من قبل الأمن، ثم قام باعتلاء العمارة وأطلق وابلًا من الأعيرة النارية التى دفعت الشرطة إلى طلب قوات إضافية وتمكنت من الإيقاع به وألقت القبض عليه، ورغم ذلك يقوم بإدارة العمليات الإجرامية من داخل غيابات السجون عبر الهاتف المحمول.
إلى ذلك تشهد المنطقة الجبلية «وادى الملاك» فى مركز أبو حماد، حالة من الانفلات التى قد تكون مستعصية على رجال الأمن، حيث ظهرت فى الآونة الأخيرة مواجهات عديدة بين رجال الداخلية وتجار المخدرات والسلاح، لكن باءت بالفشل، كان آخرها إصابة النقيب السيد البدوى، واستشهاد المجند هشام صبحى، من أفراد الشرطة المرافقين لقوة المباحث، فيما تمكنت القوات من تصفية أحدهم والقبض على آخر.
لكن من الواضح أن التجار استغلوا المناطق الجبلية التى يصعب الوصول إليها، فضلا عن حصولهم على أموال طائلة لا حصر لها، عن طريق تهريب البلطجية ليلاً وسرقة السيارات التى تمر بطريق «بلبيس – العباسة» وخير دليل على ذلك سقوط ضحايا كثيرين فريسة لهم، إلى جانب فرض إتاوات مقابل المرور.
أما فى مركز الإبراهيمية، تعد قرية كفور نجم «باطنية الإبراهيمية» من أخطر قرى المحافظة، بعد سيطرة تجار المخدرات والسلاح والخارجين عن القانون عليها، بالإضافة إلى كثرة وقوع جرائم ووقائع السرقات وخير دليل على ذلك إصابة طفل بمدرسة سعد زغلول الابتدائية فى وضح النهار بطلق خرطوش نتيجة مشاجرة بين عدد من تجار المخدرات.
وفى ظل غياب تام لقوات الأمن التى فشلت فى السيطرة على تلك المنطقة بالإضافة إلى منطقة «البركة» فى نفس المركز التى اشتهرت بكثرة المقاهى، و«الغرز» على حد وصف الأهالى، حيث تضم جميع أنواع المخدرات وتجارها، ما دفع الأهالى لتنظيم وقفة احتجاجية ضد ضباط المباحث فى المركز.
لكن مركز ههيا فتنتشر به العمليات الإرهابية التى يتم التخطيط لها فى بعض القرى بشكل أكبر من العمليات الإجرامية، كونه يضم قرية العدوة مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسى، التى شهدت فترة أمنية حرجة بعد قيام الداعمين للمعزول بتنظيم التظاهرات والمسيرات وقطع الطرق وتفجير أشرطة السكة الحديد لوقف حركة القطارات، فضلا عن تصنيع الأسلحة النارية فى ورش سرية لاستخدامها فى مواجهة الشرطة وتأمين التظاهرات الخاصة بهم.
الجريمة لم تقتصر على حد النشاط الإرهابى فقط فى مسقط رأس المعزول، وإنما يقوم بعض المسجلين بالسيطرة على مناطق أخرى بالمركز، تأتى فى مقدمتها أحياء السراحنة والسوق التى يسيطر عليها أحد العناصر الإجرامية الشهير باسم «شارون»، والمحبوس حاليا تنفيذا لحكم قضائى، إلا أن رجاله لا يزالون يعبثون بأمن المواطنين وعلى رأسهم مسجل مشهور باسم «ابو جلابية».
أما فى مركز الحسينية تقع منطقة «سامى سعد» والتى يطلق عليها الأهالى والأجهزة الأمنية منطقة «الشر» فأغلب قضايا الخطف التى شهدتها المحافظة كان الجناة يخفون المختطفين بها وآخرها واقعة اختطاف الطفل أبانوب الذى تم خطفه من القليوبية، فضلا عن ضبط أخطر خلية إرهابية مكونة من 5 عناصر من أنصار بيت المقدس.
وتعتبر «سامى سعد» منطقة جبلية مشتركة الحدود مع قرى الإسماعيلية واصبحت مأوى للهاربين وهى منطقة تقع تحت سيطرة جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية التى يتخذونها مقرا للتخطيط للعمليات الانتحارية والتفجيرات الإرهابية الخسيسة التى تستهدف ترويع المواطنين، وإحداث بلبلة وزعزعة فى الأمن.
وأيضًا فى مركز مينا القمح تبرز قرية «العاقولة» أخطر المناطق الإجرامية فى تجارة المخدرات والسلاح، حيث لم يستطع أى شخص غريب عن القرية دخولها كأى قرية وذلك لوجود «الناضورجية» الذين يعملون مرشدين لتجار المخدرات ويراقبون طرق القرية ليل نهار وتساعد الطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة فى هروب التجار من قوات الأمن فى الزراعات بعد مناوشات ضارية تسبق عمليات الهروب والتى كان منها عمليات إضرام النيران فى سيارات الشرطة.
ويطالب أهالى الشرقية وزيرالداخلية، ومحافظ ومدير أمن الشرقية، بضرورة تكثيف الحملات الأمنية على تلك المناطق التى تحوى الخارجين عن القانون، والمسجلين خطر، حيث إن وجودهم يهدد حياتهم، خاصة أنهم يقطعون الطرق، ويضايقون المارة، ويتحرشون  بالسيدات إذا ما انفردوا بها فى إحدى الطرق الجانبية.
مستنكرين وجودهم لكونه يساعد على خلق مجتمع غير سوى، لا يملك من القيم والأخلاق شيئا، بسبب ترويجهم للمخدرات، واتاحتها للجميع دون فارق سن، الأمر الذى ينذر بكارثة فى المجتمع الشرقاوي، ويلزم بالتدخل للقبض عليه، والإطاحة بهم من خلال سحق البؤر الإجرامية، وملاحقة الخارجين عن القانون أولا بأول.