الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نرصد دائرة الصراع فى «معرض الأديان».. «الكتاب» سابقًا

نرصد دائرة الصراع  فى «معرض الأديان».. «الكتاب» سابقًا
نرصد دائرة الصراع فى «معرض الأديان».. «الكتاب» سابقًا




تحقيق- محمود ضاحى

 

 «معرض القاهرة الدولى للكتاب» هو أكبر معرض من نوعه فى الدول العربية من حيث عدد المشاركين والإقبال، إذ بدأ دورته الـ 47 بمشاركة 850 ناشرًا من 34 دولة عربية وأجنبية، رافعاً شعار «الثقافة فى المواجهة».
وبات الصراع قائما بين مؤلفى الكتب من كافة الاتجاهات الفكرية والعقائدية على جذب انتباه القارئ من أجل مزيد من المبيعات فركز عدد كبير منهم على القضايا الخلافية والجدلية فى الدين والسنة والشيعة والفتاوى الشاذة، فى محاولة منهم لإثبات الوجود فى زمن تلاشت فيه المعلومات وحب القراءة، تزامناً مع دعوات الأزهر الشريف محاربة كل فكر شاذ تكفيرياً متطرفاً كان أو شيعياً، لذلك عكف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف منذ عام مضى على إنتاج سلسلة حلقات تذاع يوم الجمعة من كل أسبوع على التليفزيون المصري، يرد فيها على اتهامات الشيعة وسبهم لأهل السنة، بعد أن زاد نشاطهم الفترة الأخيرة على أرض مصر المحروسة ومحاولات استقطابهم للشباب.

 

كما ينتشر فى المعرض كتب لعدد كبير من شيوخ السلفية خاصة محمد حسين يعقوب، ومحمد حسان مثل كتاب «البداية والنهاية»، و«الأخوة أيها الأخوة» للأول، والذى جمع فيه مقدمات لكبار شيوخ السلفية على رأسهم «اسحاق الحوينى» وأحمد فريد، ونائب رئيس الدعوة السلفية د. ياسر برهامى، وعرضت كتب جديدة صدرت للدعوة السلفية، أهمها كتاب «ثورة قلم .. وقفة مع التيارات الصدامية» لصاحبه أحمد الشحات، عضو مجلس شورى الدعوة.

وزاد الإقبال على كتب الشيخ محمد حسان خاصة كتاب «أمراض الأمة»، يليه كتاب «أصول الوصول» للشيخ محمد حسين يعقوب، ثم كتاب «رجال لا ينساهم التاريخ» للشيخ محمود المصرى، ثم كتاب «صور من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين» للشيخين محمد حسان وحسين يعقوب، وكتاب «منطلقات طالب العلم» للشيخ حسين يعقوب، وكتاب العبودية «شيخ الإسلام بن تيمية» والذى ركز فيه على التمييز بين خطاب المؤمن والكافر ثم كتاب الإنسان الباعث الحثيث ثم كتابه أيضاً «رفع الملام عن الأئمة الأعلام».
وامتداداً لذلك، فكتاب «الأبدال الوالى المستخرجة، لابن تيمية، و«لأدعية الجامعة للتحصينات الموقظات جوامع الدعاء» لعبده عوض، و«أشباح لا أرواح» والذى يعالج فيه المس والسحر والشعوذة بعد أن ذاع صيته تجاه هذا الأمر على إحدى الفضائيات التى يمتلكها، ببرنامج ثابت له يستخرج فيه الجن عبر المداخلات الهاتفية، والتى لاقت استهجانًا كبيرًا من بعض علماء الأزهر وسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
كما انتشرت كتب الشيعة لدور نشر أغلبها اتخذت ستارًا مؤجراً داخل المعرض، ففى حين أصدر الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعى، كتابى «الزهراء سيدة نساء العالمين»، و «التاريخ السياسى للرسول» ضمن 9 كتب على الأقل له هناك، إضافة إلى «كتاب استشهاد الحسين» ومعركة كربلاء للدكتور على الصلابى»، وكتاب فكر الخوارج والشيعة، وكتاب السنة والشيعة للمؤلف محمد رشيد رضا.
أما المذاهب الأخرى فهناك كتاب «القاديانية والبريالية» عقائد وتاريخ، والبهائية «والبابية»، وكتاب الشيعة والقرآن وتأليف الشيخ» وأيضاً كتاب «الشيعة والتشيع»، فى حين شكا الزوار من ارتفاع أسعار الكتب التعليمية، حيث زاد سعر الكتاب عن 30 جنيهاً، لكن الكتب الأجنبية نالت إقبالاً ضعيفاً.
وعن رصد آراء المواطنين الزائرين للمعرض .. يقول خالد محمد - طالب جامعى - أن المعرض مزدحم الآن، وزادت نسبة الإقبال هذا العام إذ أصبح المعرض مزدحما عن كل السنوات الماضية، مستنكراً ارتفاع أسعار بعض الكتب خاصة النادرة إذ يستغلون الفرصة ويقوم بائعوها برفع أسعارها إذ تبدأ من 50 جنيهاً، ويضيف أن هناك تفتيشا مبالغا فيه على بوابات المعرض من قبل رجال الشرطة، لكن هذا الأمر لا يزعج الزوار لأنه دورها المهم خاصة فى هذا الوقت الصعب الذى تمر به البلاد لمنع أى عمليات إرهابية.
وشكا على حسن – أحد الزوار - من قلة التنظيم وعدم وجود مكاتب للاستعلامات أو أوراق إرشادية لتوضيح أماكن الخيام والسرايا لزوار المعرض، مضيفا أن خيام سور الأزبكية تتيح لمحدودى الدخل اقتناء الكتب بأسعار منخفضة، وأوضح أن المواطنين يتجهون للقراءة هربًا من المشكلات، مشيرا الى أن المعرض هذا العام من أفضل المعارض خلال السنوات السابقة، وذلك بسبب حرص المواطنين على الحضور واقتناء الكتب، بالإضافة إلى وجود مترو الأنفاق الذى سهل حضور الكثيرين دون مشقة.
وقالت سارة عادل - طالبة جامعية - إنها تهتم بزيارة المعرض كل عام وتفضل سور الأزبكية لرخص أسعار الكتب فيه عن كتب دور النشر الأخرى، موضحة أن الرواية الإنجليزية والكتب النادرة تأتى فى بداية قائمة الشراء للكتب التى تقبل عليها، وتضيف: أتيت إلى المعرض مع صديقاتى لشراء كتب فى اللغة الإنجليزية التى تخص دراستنا بالجامعة، وأحب قراءة الروايات الأدبية والقصص مؤكدة أنها سعيدة بالمعرض هذا العام، وتحرص على شراء بعض الكتب كهدايا للأصدقاء.
وأضاف السيد على - صاحب مخيم بالمعرض - أن كتب التنمية البشرية والدينية من أكثر الكتب التى تلقى إقبالا من الزائرين على شرائها، مضيفاً أن الأعمال الفنية والأدبية هى الأكثر إقبالًا لدى الشباب، وتأتى الكتب التاريخية الأكثر إقبالا لدى الكبار والمسنين.
الداعية السلفى ناصر رضوان - مؤسس ائتلاف خير أمة لمحاربة التشيع فى مصر - أكد أن هناك فرقة لبنانية اسمها «الأحباش» تمثلهم مكتبة تسمى «المشاريع اللبنانية» لها جناح داخل المعرض أيضاً، مضيفاً أنها تنشر كتب عقائد مختلفة ومنحرفة وتكفر المسلمين وتحل السرقة، وتمنع الصيام والزكاة، رأس مالهم من إثيوبيا وتنتشر فى لبنان، مشيرا إلى أنها فرقة ضآلة أغلبها من التكفيريين، فهم يكفرون أى مخالف لهم، موضحاً أنه خليط من الشيعة والتكفيريين ومن بعض العقائد الضآلة المختلفة، ويهاجمون صحيح مسلم والبخارى.
وقالت الدكتورة آمنة نصير - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف - إنها لم تر صاحب ثقافة يعرف ويفهم أبعاد فتاوى بن تيمية وسياقها حتى يحرمها، وأننا نحتاج إلى فهم فى العديد من القضايا، أبرزها ازدراء الأديان والأحزاب والأئمة ودور المرأة والتعليم، وهاجمت المذهبية مضيفة «قاتل الله المذهبية».
وأوضحت أننا فى هذا الزمان ابتلينا بكثرة الفتاوى دون فكر، وكثر التطاول دون رحمة وكثرة الأقاويل دون علم، ودون أن نعرف كثيرا من ظروف فتاوى بن تيمية، فقد وجد فى زمن الحروب الصليبية التى كانت تريد أن تقضى على الإسلام وكانت نصوص وفتاوى بن تيمية ثمار تلك الحروب.
وتابعت «محمد بن عبد الوهاب» الذى أنشأ الفكر الوهابى كان يعيش فى القرن الـ12، وكانت هناك حروب، وتضامن مع محمد بن سعود لبناء المملكة العربية السعودية خاصة أن هناك مناطق ضاعت منها معالم الإسلام الصحيحة فخرجت منه فتاوى تناسب وقت الحرب.
وحول التيارات السلفية قالت د. آمنة: لدينا 40% من الشعب أميون، وهذا عار علينا، ولهذا نرى التيارات السلفية، وأول القضايا التى ستطرحها فى البرلمان بصفتها عضوا فيه ستكون إزالة مصطلح ازدراء الأديان، فالله عزل وجل قال للرسول «لست عليهم بمسيطر».
وتابعت «الإمام الشافى يقول كلامى صواب يحتمل الخطأ، والإمام مالك يقول «كل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم»، ويشير إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل الأئمة الذين أخذنا برأيهم كانوا بسطاء ووسطين، فما يتفق مع صحيح السنة نأخذه وما يختلف نتركه.
بدوره قال الدكتور هيثم الحاج على - رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب - أن المعرض ليس جهة رقابية وليس من حقه مصادرة أى كتب، ويعمل فى إطار الدستور والقانون، فالأول يكفل حرية الإبداع والقانون يقول لا مصادرة إلا بحكم قضائى.
وأضاف رئيس الهيئة، أن هناك جمهورا واعيا ومدركا وقارئا متمسكاً بهويته المصرية وكما حدث العام الماضى عندما وجد المواطنون كتباً مرصودة غريبة عليه استبعدها من قائمته.
وأوضح أن الإقبال على المعرض هذا العام كبير، عن العام الماضى بنسبة 25%، مشيراً إلى ازدياد عقد الندوات ومدى إقبال الجمهور عليها، وأنه لأول مرة فى مخيم الفنون هذا العام تقام عروض موسيقى سيمفونية نالت إشادة وإقبالاً كبيراً من المواطنين عليها، مضيفاً: نحن بحاجة إلى مشهد ثقافى مصرى ومستمر وممتع للجمهور.
ونفى حلمى النمنم - وزير الثقافة - ما تردد عن الترويج لكتب خاصة بالتطرف والمذهب الشيعى فى الأجنحة الرسمية لدور النشر بمعرض الكتاب، قائلًا إنه من الوارد أن يكون هناك كتب لدى بائعى الكتب القديمة، وأنه سيتم حرمان أى دار نشر، يثبت تورطها فى طبع أى كتب خاصة بالتطرف من المشاركة فى معرض الكتاب لمدة عامين، متابعًا أن هناك كتبًا علمية تتناول المذهب الشيعى ضمن المذاهب الإسلامية لا يمكن منعها لأنه ليس من حق أحد منعها.
وذكر أن «مذهب الشيعة من المذاهب الإسلامية، ويدرس فى جامعة الأزهر، وطلاب قسم الفلسفة، ولا يقدر على منع الكتب العلمية التى تتحدث عن الشيعة، كما أن هذا ليس دوره وليس له عداء معه.