السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أوراق» جمال عبد الناصر تكشف الصورة الحقيقية لكيفية حكم مصر فى عهده

«أوراق» جمال عبد الناصر تكشف الصورة الحقيقية لكيفية حكم مصر فى عهده
«أوراق» جمال عبد الناصر تكشف الصورة الحقيقية لكيفية حكم مصر فى عهده




كتبت - رانيا هلال

شهدت قاعة «كاتب وكتاب» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة لمناقشة كتاب «الأوراق الخاصة لجمال عبدالناصر» لكاتبته السيدة هدى عبد الناصر، بحضور وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة والدكتور محمد بسيونى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وأدار الندوة الدكتور طلعت إسماعيل. 
أكد القيادى العمالى ووزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة أن تقارير التقييم السرية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وقت أن كان ضابطا فى الجيش كان بها ثناء شديد عليه، حيث أكدت التقارير أنه كان شجاعا ولم يهرب من المعارك وهو ما أدى إلى جرحه فى أحد معارك حرب فلسطين التى شارك فيها الجيش المصرى ضد الصهاينة.
 وأضاف: خلال ندوة مناقشة الكتاب بقاعة «كاتب وكتاب» أن المؤسسة العسكرية فى مصر هى ملك للمصريين، والمصريون هم من ينفقون عليها، لافتا إلى أن جمال عبدالناصر حينما وصل إلى رئاسة الجمهورية ألغى نظام المراسلة فى القوات المسلحة ولم يقبل بهذا فى الجيش المصرى، باعتبار أن الجيش كان به نظام المراسلة وهو أن يتم اختيار أحد المجندين ليكون عمله قضاء حوائج قائده فجاء عبدالناصر ليلغى هذه المراسلة فى الجيش المصرى.
ولفت «أبوعيطة» إلى أنه سيكون خصيما لأى شخص يهاجم جمال عبد الناصر أو ثورة 23 يوليو، أو ثورة 25 يناير التى خرجت بمطالب سامية للكرامة والعيش والعدالة الاجتماعية، وهى المطالب التى لم تتحقق حتى الآن وهى نفس الأهداف التى تبناها جمال عبدالناصر فى عهده، منذ ثورة 23 يوليو 1952 التى تعتبر فى شكلها وإجراءاتها انقلابا عسكريا، إلا أنها جاءت بأبعاد اقتصادية وعدالة اجتماعية حيث رفع الظلم عن الكادحين من المظلومين فى وقت ما قبل الثورة برد حقوقهم إليهم من خلال إعادة توزيع الأراضى على الفلاحين.
وعبر «أبو عيطة» عن تخوفه من تحول ثورة 25 يناير و30 يونيو اللتين كانتا بمثابة ثورة شعبية نضاهى بها الأمم إلى انقلاب عسكرى، بعكس ثورة 23 يوليو 1952 التى بدأت انقلابا عسكريا وتحولت بعد انحيازها للشعب وإجراءاتها الاقتصادية والاجتماعية إلى ثورة شعب، مشيرا إلى أن عبدالناصر فى ظل مؤامرة 5 يونيو 1967 من قوى الاحتلال لضرب الثورة، إلا أنه لم يرضخ لأصحاب رأس المال فقام بقرار عظيم بحركة التأميمات وتخفيض الحيازة الزراعية من 100 فدان إلى 50 فدانًا.
ورأى الدكتور محمد بسيونى أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن كتاب «الأوراق الخاصة لجمال عبد الناصر» أتى فى أجزائه بإعداد سهل وصادق من خلال عرض الوثائق الحقيقية الصادقة دون أى تلاعب فيها، ويأتى بعدها نقل مكتوب لهذه الوثائق، الأمر الذى يجعلنا نثق فى هذه الوثائق لأنها مادة خام تعتبر كنزا للشباب للتعرف على الطريقة التى كان يفكر بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف أن الجديد فى الكتاب أن أوضح لنا الصورة الحقيقية التى كان يدير بها جمال عبدالناصر البلاد، حيث عكس الصورة المأخوذة عن عبدالناصر بأنه الرئيس الذى يصدر التعليمات للجميع، بينما كل شخص فى مكانه يحول هذه التعليمات إلى خطوات ووقائع، وأوضح لنا هذا الكتاب أنه لم يكن الوضع على هذا الشكل، ولكن كان الوضع أن كلا فى مكانه سواء الوزراء أو القيادات الأخرى فى الدولة كل يبدع فى مجاله، حتى تحدث أزمة فيتخذ «عبد الناصر» قراراته بعد استطلاع الآراء المختلفة، وهذا هو الأسلوب الذى يدرس فى معاهد إعداد القادة، حيث إنه يترك فرصة للإبداع والإضافة على رأيه.
لافتا إلى أن هذه المذكرات تتحدث عن خيانة الإخوان وبعض الأحزاب فى عهد عبد الناصر بالتعاون مع الغرب، فضلا عن خيانة بعض الدول العربية لعبد الناصر فى هذا التوقيت، وهو الأمر الذى لم نجده فى أى كتاب يفسر الحقائق فى هذه الفترة من عمر مصر، حيث إن تحليل المشهد السياسى دائما لهذه الفترة لم يكن أبدا يشرح كيف يكون شكل التخبط فى الحياة السياسية بعكس هذا الكتاب الذى أوضح كل شىء بما فى ذلك اعتراف جمال عبد الناصر نفسه بأن ثورة 23 يوليو كانت انقلابا.
وقال أن كتاب «الأوراق الخاصة لجمال عبد الناصر» كشف أن عددًا من الصحفيين الذين كانوا يكتبون لجمال عبدالناصر فى ذلك التوقيت وعلى رأسهم محمد حسنين هيكل لم يكونوا هم من يكتبون ولكن كان هو يكتب مقالاتهم وهم يضعون أسماءهم عليها فقط وهذا شىء لم نكن نعرفه.