الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القوانين وسوء التوزيع.. كلمة سر أزمة المجلات الأدبية فى مصر

القوانين وسوء التوزيع.. كلمة سر أزمة المجلات الأدبية فى مصر
القوانين وسوء التوزيع.. كلمة سر أزمة المجلات الأدبية فى مصر




كتب – خالد بيومى


أقيمت مؤخرا فعاليات ندوة «الكتاب والمجلات الأدبية نجاحات وإخفاقات»، شارك بها كل من أسامة عفيفى رئيس تحرير مجلة «المجلة» والروائى الكبير محمد المنسى قنديل رئيس تحرير مجلة «إبداع»، وأدار اللقاء المترجم محمد رمضان.
وأشار أسامة عفيفى، إلى أن السبب وراء فشل المجلات الأدبية المصرية فى أداء دورها أمام المجلات الأدبية العربية، يكمن فى أزمة تصدير هذه المجلات وتوزيعها فى الدول العربية، بينما المجلات الآتية من الدول العربية الأخرى إلى مصر لا تواجه مثل هذه المعوقات، مضيفاً أن السبب الآخر يكمن فى سوء توزيعها داخل مصر نفسها شارحاً دورة التوزيع ومراحلها المعقدة التى تتحكم بها مجموعة قوانين بيروقراطية، مناشداً  رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بتحرير المطبوعات المصرية من هذا القيد الذى وضعه السادات، فى قانون 71.
وأضاف أنه عند نشر الأعمال فى مجلته لا يصنف الأعمال أية تصنيف سواء إن كان أدب شباب أو شيوخ أو نساء أو رجال، فالمعيار هو أدب أو غير أدب، مشيراً إلى مشكلة كثرة المنتج الأدبى أمام قلة عدد المجلات الناشرة، فهناك حزب سياسى واحد فى مصر يصدر مجلة أدبية واحدة ألا وهى أدب ونقد، موضحاً أن الدولة منذ عصر مبارك صنعت ما يسمى بالحظيرة الثقافية ووضعت بداخلها المثقفون وأغلقت عليهم وعزلتهم عن أى شىء، فانفرط عقد المثقف بعد أن رحل مبارك، وأصبح تائهاً فى ظل هذه المشاكل الثقافية والمجتمعية الضخمة، مضيفاً إن التدنى الحكومى، قتل مؤتمرًا أدبيًا مهمًا مثل مؤتمر أدباء الأقاليم الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وأشار إلى أن أبرز الجوائز الأدبية الشفافة فى مصر هى الجوائز التى ينظمها كل من الجيش المصرى وجريدة أخبار الأدب والهيئة العامة لقصور الثقافة وجميعها جوائز سنوية، وهى الأكثر مصداقية، فجوائز رجال الأعمال لا تتمتع بأية مصداقية وأبرزها جائزة ساويرس، مشيراً إلى أن رجال الأعمال يحتاجون إلى قوانين تلزمهم بواجبات وطنية.
بينما تحدث الروائى الكبير محمد  المنسى قنديل، عن موضوع أرشفة المجلات الثقافية التى تصدرها وزارة الثقافة وجمع مطبوعاتها إليكترونياً حيث قال إن جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق كان يخطط لهذه الأرشفة الإليكترونية لكل مطبوعات الوزارة، مشيراً إلى أنه أثناء دراسته الطب منذ سنوات عديدة كان يذهب إلى دار الكتب،  وكان يدهشه جداً الحالة المتهالكة التى عليها الدار والكتب القديمة ذات الورق المتهالك مؤكداً أن وضعها الحالى أصبح أكثر بؤساً، مشيداً بأهمية الأرشفة واحتياج الوزارة لتخزين كل هذه الكتب على سيديهات وموضحا أن مصر لا تدرك حجم الثروة التى تمتلكها.
 وأشار قنديل إلى أن الجيل الجديد من شباب الكتاب يحاول جاهداً الخروج من الحظيرة، وبالفعل، نجحوا فى ذلك، موضحاً أنه من خلال حفلات التوقيع التى لا حصر لها نستطيع القول بأننا نواجه جيلاً جديدًا بمعايير مختلفة، ينشئ كل شىء خاص له بنفسه، ويقيم نفسه بنفسه، وقال: «إحنا فى ظاهرة تحرر الكتاب من السلطات الضاغطة التى كانت تحاربه فى السابق» مشيراً إلى أن أغلبية الكتابات الجديدة قد تكون رديئة لكن لا يهم هذا، المهم أنهم حققوا ثورة إبداعية خالصة لنفسهم لم تنضج بعد، أما الحالة الثقافية فستتبلور شيئاً فشيئاً، مقارناً ذلك الجيل بجيل الستينيات مشيرا إلى أن جيل الستينيات حقق ثورة إبداعية بسبب حدث جلل وهو النكسة، بينما الجيل الجديد حقق نفس الطفرة بسبب حدث جلل وهو ثورة يناير.