الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مأساة العقل العربى فى مناقشة كتاب «تحرير العقل»

مأساة العقل العربى فى مناقشة كتاب «تحرير العقل»
مأساة العقل العربى فى مناقشة كتاب «تحرير العقل»




كتبت – رانيا هلال


فى  ندوة لمناقشة كتاب «تحرير العقل» للكاتب والمفكر د. جابر عصفور، شارك السفير اللبنانى خالد زيادة وكل من نبيل عبد الفتاح ومحمد خولى، وأدار الندوة محمد الشحات.
وقال الكاتب نبيل عبد الفتاح أن الكتاب يثير الكثير من الأسئلة  ووجهات النظر المتعددة، ما هو نوع العقل الذى يطالب عصفور بتحريره هل هو العقل المصرى أم العربى أم الأجنبى أم السائد، واختياره العنوان بدون تحديد نوع العقل جعل له نوعًا خاصًا من التشويق، ووصف الكتاب بانتقاله من مفهوم النص لمفهوم الخطاب وتناوله العديد من الموضوعات التى تعتبر تجليا للقضايا المعاصرة ونفى غربة مصطلح العقل والتفكير العقلانى عن التاريخ الإسلامى، وقال عبد الفتاح: «الكتاب هو انتصار لسلطة العقل فى الفكر العربى الحديث، وقال: نحن إزاء نزعة اعتزالية  ضد السلطة الأشعرية والسلفية السائدة وتسليط الضوء على التنوير من داخل الثقافة».
وقال الدكتور خالد زيادة إن جمع جابر عصفور لمقالاته فى كتاب واحد ربط القضايا ببعضها وأسفر عن مفهوم بين لها، مضيفاً أن المسألة ليست فى نوع العقل ولكن فى مدى الحرية لاستخدامه، فالعقل هو مدخلنا للإنسانية، مضيفاً أن الكتاب يعكس مشروع جابر عصفور والذى ظهر منذ سنوات وعقود.
واختلف زيادة مع الكاتب فى ثلاث قضايا هى: قضية المثقف، وقضية  أنه لا فرق بين عقل دينى وعقل لا دينى فكلنا لدينا عقل واحد ويجب تجديد الفكر الديني، وأخيراً أن أمثلة الكاتب اقتصرت على المصريين فقط ولم يذكر أى مثال عربى آخر.
وعاب محمد الخولى  على الإعلام وجود بعض المشاهد التى تقدم إهانات للعقل إلى حد ازدرائه  مثل مشايخ العفاريت والفن الهابط، مضيفاً أن هذا الكتاب مبارك لأنه يحمل عنوانا للعقل وتحريره خاصة أن العقل العربى إما مأسور أو مطارد أو مهمش، وعلى كل المفكرين والأدباء والمثقفين العمل على تحريره.
وتابع الخولى أن كتاب عصفور هاجسه الفكرى هو التنوير ومأساة غيابه، ووجه دعوة  قائلاً: «يا متثقفين العالم اتحدوا لتستكملوا وتتكاملوا فى الأطروحات التى تقدمونها».
وقال الدكتور جابر عصفور أن الكتاب لن يسر طائفة كبيرة لكنه سيسر طائفة قليلة من المفكرين، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والمحاضرات والأبحاث التى قدمتها منذ سنوات مضيفاً أن العقل فى حاجة لنوع من الكتابات لتحريره وأن من حقه أن يفكر فيما يشاء كما يشاء وهو ما يجب أن نؤمن به، وأضاف: «لقد ورثت عن طه حسين إيمانه بالعقل والحرية فهما جزءان أساسيان لا يتجزئان للفكر التنويرى،  وتعلمت أكثر مما أريد أو مما كنت أتصور».