الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقاد وكتاب: الغيطانى عاش آلام الوطن وأفراحه

نقاد وكتاب: الغيطانى عاش آلام الوطن وأفراحه
نقاد وكتاب: الغيطانى عاش آلام الوطن وأفراحه




كتبت – سوزى شكرى

 

احتفى معرض الكتاب الدولى بمناقشة أعمال الكاتب الراحل جمال الغيطانى ضيف شرف المعرض فى العديد من الفعاليات والندوات ففى قاعة ضيف الشرف بمعرض الكتاب أقيمت مؤخرا ندوة لمناقشة كتاب «أنا والإخوان» للكاتب والروائى الراحل جمال الغيطانى، بمشاركة الكاتب الصحفى حمدى الكنيسي، والكاتب علاء عبد الوهاب، والناقد الدكتور شريف الجيار، والكاتب محمد درويش وإدارتها الكاتبة الصحفية حسنات الحكيم.
فى البداية أكد الإعلامى حمدى الكنيسى على العلاقة القوية التى ربطته بالروائى الراحل جمال الغيطاني، مشيرًا إلى أنهما عملا معًا كمراسلين فى حروب الاستنزاف، وأن الغيطانى كان يرى الأحداث بنظرة المبدع المتعمق فى قضايا الوطن، خاصة فى انتقاد جماعة الإخوان حيث كان مثالا للمواجهة.
وقال الكاتب علاء عبد الوهاب، إنه أراد نشر مقالات جمال الغيطانى المتعلقة بحرب الاستنزاف بعد وفاته، إلا أن الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، قرر نشر مقالات الغيطانى المتعلقة بحكم الإخوان، فى هذا الكتاب المهم، الذى يوضح كيف كانت مصر تواجه خطرًا حقيقيًا.
وأكد الناقد الدكتور شريف الجيار، أن الراحل جمال الغيطاني، عاش آلام الوطن وأفراحه، لاسيما فى كتاباته التى أكدت على مدنية الدولة المصرية، وأكد من خلال إبداعه أنه يمتلك جزءًا من ناصية التاريخ، ويوظف التاريخ من أجل الحلم المصرى والعربى.
وأوضح الجيار، أن الغيطانى يقصد بكلمة «أنا» فى عنوان كتابه، أنها صوت الشعب، أو المثقف العضوى والإيجابى الذى يرفض أى نوع من الفاشية الدينية، فمقالات الكتاب جاءت بشكل مركز وتصاعدى لترصد لنا ما حيك لمصر بعد 25 يناير، حتى 30 يونيو.
وأضاف الدكتور شريف الجيار، أن الكتاب يؤكد على أن الخطاب الثقافى المصرى واع ومعتدل لدولة مدنية يحكمها القانون، ويؤكد على رؤية المثقف الذى يبحث عن التعددية، والآراء المختلفة، وليس الرأى الواحد، فالكتاب بشكل عام يمثل نوعًا من المواجهة يمزج عبقرية المثقف مع تلاحم تاريخنا الحديث والمعاصر.
وأشار الجيار إلى أن الكتاب يوضح للأجيال الشابة الخطر على الدولة المصرية بكل مؤسساتها، ويؤكد أن الصحافة المصرية كانت فى خطر، وأن القلم الحر فى مصر كان فى خطر، لأن هذه الفاشية أرادت الهيمنة على تلك المؤسسات التى تمتلك رأيا ومستقبلا، لكنهم لا يعلمون أن قلم المثقف الحر يصعب كسره.
من جانبه تحدث محمد درويش، عن جانب إنسانى من جوانب شخصية الراحل جمال الغيطاني، موضحًا أنه كان المسئول عن اختصار مقالاته اليومية فى أخبار اليوم، ومشيرًا إلى أن الغيطانى كان يأتمنه على ذلك دون قلق.
وكانت الكاتبة حسنات الحكيم قد افتتحت الندوة بالتأكيد على أن اختيار المعرض للكاتب الكبير جمال الغيطانى ليكون شخصيته لهذا العام  يرجع لأنه دائما كان فى المواجهة منذ أن كان مراسلا حربيا وهذا يتلاءم مع شعار المعرض هذا العام وهو «الثقافة فى المواجهة» بينما اختتمت الندوة التى احتشدت بمحبى الغيطانى بذكر مقولته «أمنيتى المستحيلة أن أمنح فرصة أخرى للعيش، أن أولد من جديد، لكن فى ظروف مغايرة، أجىء مزودا بتلك المعارف التى اكتسبتها من وجودى الأول الموشك على النفاد» وقالت الحكيم: وأنا أقول له سوف تمنح ألف فرصة وفرصة للعيش من خلال أعمالك الإبداعية.
 وفى نفس السياق استضافت القاعة الرئيسية مؤخرا ندوة جديدة ضمن ندوات شخصية المعرض تحت عنوان «رواية الغيطانى عالميا»، بمشاركة الناقد احمد المدينى «المغرب»، وسلوى بكر، وأدار اللقاء صلاح فضل، فى البداية قالت الكاتبة سلوى بكر، أن الغيطانى كان رجلا محباً لهذا البلد وكان دائما يستخدم تعبيرا ينهى به حديثه وهو «وهذا الأمر يحسب لنا»، لافتة إلى أن الغيطانى كان مدخلا حقيقيا للتعريف بمدينة القاهرة، وتلك الأجواء التى صنعت للقارئ الغربى شكل القاهرة ليرى ما هو فوق السطح وما بالعمق.
وأضافت «بكر»، أعمال الغيطانى كانت تنقل الروح المصرية شديدة الخصوصية عند ترجمتها لمدينة عاشت ألفى سنة، كما كانت تجمع الغيطانى علاقة قوية مع عدد من الباحثين الأجانب المتخصصين فى شئون التصوف الإسلامي، وأيضاً علاقته كانت وثيقة بالراحل جولى سيكليس الذى ترجم فى وقت مبكر لعديد من العرب من بينهم الغيطاني.
وتابعت، كان الغيطانى من أنبل من رافقتهم فى السفر من أدباء ومبدعين، وكان يحترم المرأة ويقدرها، كما كان على علاقة طيبة بكل من هم يدرسون الأدب العربى من جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه أكد، صلاح فضل، أن الغيطانى كان أكثر الأدباء العرب المعاصرين حظاُ فى ترجمة العديد من أعمالهم، لافتاً إلى أن الغيطانى جسد الجمال الحقيقى بإبداع من خلال الإنسان والمكان والروح والمصرى والعربي.
وقال، مشروع الغيطانى فى استلهامه التراث التاريخى كى يعبر عن الواقع بدأ فى روايته الأولي، بالإضافة لبعض حلقاته التى أذيعت فى برنامج تليفزيونى داخل أماكن مصر القديمة وخاصة منطقة الجمالية .
وأضاف، الغيطانى ترجم الجمال الروحى والمكانى والإنسانى فى أعماله ورواياته وترجم صورة للإنسان البسيط للغرب وللمصريين حيث استطاع أن يجسد الحياة ويستعيد منها ريح الماضى ويحولها لأعمال إبداعية قوى وصوله للعالمية
وتابع، لم يكن ضيق الأفق ولا ضعيف المعرفة  كان جمال حلقة وصل لمنظومة القيم الإنسانية الرفيعة التى تبادل مواقع الثقافة والمعرفة وأيضا قيمة الحرية والقيم العليا التى تتحكم فى معنى الجمال والحق والتقدم الإنسانى والحضاري
وأوضح أنه كان يبرز تلك القيم الأمر الذى كان يجعل قراءته ممتعة تظهر فى قصصه ورواياته التى يكتبها ومغامراته الجمالية واكتشافه بما جعله فى مقدمة المبدعين العرب.
وقال الكاتب المغربى أحمد المديني، تعرفت على الغيطانى منتصف الـ70 فى المغرب عندما كان يشارك فى مؤتمرات الرواية هناك برفقة أبناء جيله ومن بينهم صنع الله إبراهيم وغيرهم، وكان مؤثراُ فى الرواية العربية بشكل كبير وملفت للانتباه.
وأضاف، «الغيطانى العصامى الذى ربى نفسه بنفسه وصل لأعلى درجات العلم والمعرفة وكرم من دول أجنبية وكان مبدعا فى سرده وكتاباته التى تشبعت بالأشعار، ولو كان الله سبحانه أمده بالعمر كاد أن يكون خليفة أستاذه نجيب محفوظ ويصل للعالمية بحصوله على نوبل.