الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تتعجلوا تقييم البرلمان

لا تتعجلوا تقييم البرلمان
لا تتعجلوا تقييم البرلمان




يكتب: ملاك جمعة
حالة من السخرية والاستهزاء سادت أوساط الشارع السياسى فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعى مع أولى جلسات انعقاد مجلس النواب، تبعها هجوم لاذع على سلوك بعض الأعضاء فى الجلسات اللاحقة، وهو ما دفع المجلس إلى رفض بث الجلسات على الهواء مباشرة والاكتفاء بإذاعة ملخص عن أعمال اليوم يأتى فى صورة تقرير ممنتج، ليضع العديد من السياسيين والحقوقيين علامات الاستفهام فى محاولة للبحث عن إجابة: هل يخشى البرلمان إذاعة جلساته تجنبا للسخرية من تجاوز بعض أعضائه؟
بداية لابد وأن نعترف أن هناك تجاوزًا لا ننكره من قبل بعض الأعضاء، لكن من يتابع المشهد بصورة أوضح يجد أن هذا التجاوز يرجع إلى عاملين اثنين:
الأول: مراهقة بعض النواب السياسية وافتقادهم لخبرة العمل العام والاحتكاك بالجماهير العريضة ووسائل الإعلام، وهو ما دفعهم للظهور بهذه الطريقة الفوضوية.
الثانى: سعى بعض النواب للفت الأنظار وتسليط الأضواء عليه من الوهلة الأولى، وذلك من خلال عنترية البعض، وفلسفة البعض الأخر، وبين المراهقة السياسية والعنترية اللفظية وقع المجلس الجديد فى فخ السخرية والاستهزاء.
ومع ذلك لابد وأن نقر أن هناك ملفات عديدة وقضايا شائكة لابد من البت فيها داخل أروقة المجلس مهما كان مستواه الحالى، فالظرف السياسى والأمنى الاستثنائى الذى تمر به البلاد يدفع الجميع إلى تحمل «المر» أحيانا، وقبول ما هو موجود أيا كان.
الجميع الآن مطالب بإعطاء المجلس الفرصة الكاملة حتى يفرز لنا نائبا قويا ومعارضة شرسة ومن ثم تشريعات متمكنة قادرة على النهوض بمصر وعبورها للمأزق الحالى.
وبنظرة مدققة نجد أن معظم الهيئات والمؤسسات الحالية تحيا حالة من التجريب.
فحالة الخواء التى عانى منها أركان الوطن عقب 3 يوليو دفعت النظام حينها إلى الدفع ببعض الأسماء التى يفتقد بعضها للخبرة الكافية، لكن مع الوقت والتأهيل نضجت الخبرات وباتت تمثل قوة دافعة لنجاح تلك المؤسسات، وهذا هو المعمول به فى معظم دول العالم عقب القيام بثورات وانتفاضات شعبية وغيرها.
ومن ثم فنحن مطالبون الآن انطلاقا من حبنا لهذا الوطن أن نعطى الفرصة كاملة لهذا المجلس الوليد، وألا نتعجل الحكم عليه، وأن ندعمه ونُأزره كل بما يملك حتى تعبر مصر محنتها.
وحينها لكل حدث حديث.