الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثقافة الإرهاب

ثقافة الإرهاب
ثقافة الإرهاب




يكتب: صالح الورداني


نتج الإرهاب من ثقافة تقوم على عقل الماضي، ولا يمكن مواجهته والقضاء عليه إلا بثقافة مضادة تقوم على عقل الحاضر، وقد اكتظت المصادر الفقهية والعقدية بالنصوص التى تؤصل ثقافة الإرهاب وتدعمها على مستوى السنة والشيعة، وهى نصوص موجهة للمسلمين المخالفين (أهل البدع)، وغير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم، وهو ما يفرض إعادة قراءتها من جديد.
نماذج من هذه النصوص: فى مصادر السنة
- قال ابن عبد البر: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعريًا كان أو غير أشعرى ولا تقبل له شهادة فى الإسلام أبدًا ويهجر ويؤدب على بدعته فإذا تمادى عليها استتيب منها.
- وقال الشاطبى: إن فرقة النجاة ــ وهم أهل السنة ــ مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه، وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم.
وقال: وحين تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزينها فى قلب العوام ومن لا علم عنده فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس. وهم من شياطين الإنس فلابد من التصريح بأنهم من أهل البدع والضلالة.
- وقال ابن القيم عن الكتب المخالفة: والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهى أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف. وإتلاف آنية الخمر، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها كما لا ضمان فى كسر أوانى الخمر وشق الزقاق.
- وقال محمد بن الحسن: لا ينبغى أن تترك فى أرض العرب كنيسة ولا بيعة، ولا يباع فيها خمر وخنزير مصرًا كان أو قرية.
- وقال أحمد بن حنبل: إن من السنة أن تهدم الكنائس التى فى الأمصار القديمة والحديثة. وقال: ليس لليهود ولا النصارى أن يحدثوا فى مصر مصره المسلمون بيعة ولا كنيسة ولا يضربوا فيه بناقوس إلا فيما كان لهم صلحًا.
وقال ابن تيمية: من قامت عليه الحجة من أهل البدع استحق العقوبة وإلا كانت أعماله البدعية المنهى عنها باطلة لا ثواب فيها، وكانت منقصة له، خافضة له مسقطة لحرمته ودرجته لأن هذا حكم أهل الضلال وجزاؤهم. وقال: إن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم، ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا . وقال: إن كل كنيسة فى مصر والقاهرة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد ونحوها من الأمصار التى مصرَّها المسلمون بأرض العنوة - المستولى عليها بالقوة - فإنه يحب إزالتها إما بالهدم أو غيره، بحيث لا يبقى لهم معبد فى مصر مصرَّه المسلمون بأرض العنوة وسواء كانت تلك المعابد قديمة قبل الفتح أو محدثة لأن القديم منها يجوز أخذه، ويجب عند المفسدة، عدم جواز ابتداء أهل الكتاب بالسلام، كفر تارك الصلاة.
* فى مصادر الشيعة
دمان فى الإسلام حلال لا يقضى فيهما أحد بحكم الله حتى يقوم قائمنا: الزانى المحصن، ومانع الزكاة يضرب عنقه، من جحد إمامًا برئ من الله وبرأ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام.
بعث محمد بخمسة سيوف: سيف على المشركين، وسيف على أهل الذمة وسيف على مشركى العجم وسيف على أهل البغى وسيف للقصاص. منكر (نكاح)المتعة كافر، الراد على المجتهد كالراد على الله،لا يدخل الجنة إلا من كان معه براءة من على، من رغب عن الإسلام وكفر بما أنزل الله على محمد بعد إسلامه فلا توبة له وقد وجب قتله وبانت منه امرأته ويقسم ما ترك على ولده. إن صافحك اليهودى أو النصرانى فاغسل يدك أو امسحها بالتراب وبالحائط ولا تؤكل ذبيحته إن سمى وإن لم يسم. حد اللوطى مثل حد الزانى إن كان أحصن رجم وإلا جلد. جواز قتل المشركين واستحياء شيوخهم وصبيانهم. عدم جواز بدء أهل الكتاب بالتسليم. خروج المفطر فى رمضان عمدًا من الإيمان. تارك الصلاة كافر.
انظر هذه النصوص وغيرها فى مجموع فتاوى ابن تيمية ج 28 والسياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية ونقض المنطق والاعتصام للشاطبى وأحكام أهل الذمة والطرق الحكمية لابن القيم وأحكام أهل الملل للخلال وجامع بيان العلم، ومنهج أهل السنة فى نقد الرجال والكتب والطوائف. وانظر مفهوم أهل السنة والجماعة، وحكم بناء الكنائس والمعابد الشركية فى بلاد المسلمين، وانظر مصادر الشيعة مثل بحار الأنوار سيرة أئمة أهل البيت والكافى وروضة الكافى والمحاسن للبرقى ومسند الباقر والأنوار النعمانية للجزائرى وغيرها وانظر لنا كتاب: ثقافة الإرهاب بين الفقهاء والروايات.