السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء أحمد أسامة إبراهيم: دمرنا 27 دبابة إسرائيلية.. وأذقنا «شارون» مرارة الهزيمة




يروى اللواء أسامة والذى كان رائدا فى القيادة العامة للقوات المسلحة وقتها ذكرياته عن المعركة الشرسة وكيف استطاعت القوات المصرية السيطرة على بعض المواقع قبل أن تستعيد قوات العدو السيطرة عليها مرة أخرى، كما يروى تفاصيل معركة الدفاع عن مدينة الإسماعيلية، فإلى نص الحوار:

 
■ ما رتبتك أثناء حرب أكتوبر؟

 
- كانت رتبتى رائداً احتياطياً قيادة عامة بقوات الصاعقة، وكانت مهمتى بالمعركة هى قيادة المجموعة 139 صاعقة وهى مجموعة مكونة من 4 كتائب.

 
■ اختلفت الروايات حول أسباب وتفاصيل ثغرة الدفرسوار.. بصفتك كنت أحد ضباط المعركة كيف تصف ما حدث؟

 
- ثغرة الدفرسوار حادثة أدت لتعقيد مسار الأحداث فى حرب أكتوبر 73، وكانت فى نهاية الحرب، حينما تمكن الجيش الإسرائيلى من تطويق الجيش  الثالث الميداني من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وكانت بين الجيشين الثانى والثالث الميدانى امتداد بالضفة الشرقية لقناة السويس.. وقتها طلبت منى قيادة العمليات التحرك للإسماعيلية لتدمير قوة من العدو تقدر بكتيبة مشاة وسرية دبابات نجحت فى الدخول من الثغرة، والسيطرة على تلك النقطة مرة أخرى، حيث كانت تحت سيطرة الإسرائيليين ونفذنا الهجوم ونجحنا فى استعادتها، لكنهم نجحوا فى السيطرة عليها مرة ثانية.

 
■ وما سبب نجاحهم فى استعادتها مرة أخرى؟

 
- وقتها تحركت يوم 19 أكتوبر ودخلت الاسماعيلية، وذهبت لمقابلة رئيس أركان حرب القوات المسلحة سعد الشاذلى، فى مركز قيادة الجيش الثانى الميدانى، وقال لى معك الف جندى فقط، مقابل 3 ألوية إسرائيلية أحدهم لواء مدرع والثانى مشاة ميكانيكي ومطلوب منك الدفاع عن مدينة الإسماعيلية بمساعدة لواء جوى.

 
■ وما أصعب اللحظات التى مرت عليك فى تلك المعركة؟

 
- فى الليلة التالية تحركنا بالكتيبتين بالموازاة لترعة السويس واصطدمنا بالدبابات الإسرائيلية فى منطقة «أبو عطوة» ودارت معركة غير متكافئة، فقد كان تسليحنا خفيفا من البنادق الآلية والـ «ر بى جى» والعدو مسلح بدباباته ومدفعيته وبكل قوته، ومع هذا صمدنا وكانت خسائرنا قليلة جدا فى المعركة، وتمسكنا بالدفاعات لآخر طلقة وآخر رجل بالرغم من أن قوات الصاعقة لا تقوم باعمال الدفاع، فهى مدربة على الهجوم فقط وعمل غارات وكمائن، ونفذنا مجموعة ضخمة من الكمائن للدفاع عن الاسماعيلية،  وحدثت بطولات من الجنود والضباط.. دبابات العدو ظلت طوال الليل تتحرك وتحدث أصواتا عالية لتخويف الأهالى والقوات.

 
■ وما التخطيط المضاد الذى قمت به وقتها لمواجهة العدو؟

 
- عندما ذهبت لقيادة الجيش لأطلب دبابات لم أجد لدى قائد الجيش سوى عربتين مدرعتين فقررت استعمالهما لخداع العدو، وأمرت الجنود بقيادتهما طوال الليل لإحداث أصوات عالية، لاستعراض القوة بالصوت اعتمادا على الظلام فى المنطقة واعتقد اليهود أن قوة مدرعة ودبابات انضمت لنا. وفى الصباح بدأ «اريل شارون» قائد مجموعة العدو يهجم بمجموعة فيها لواء مظلات ولواءان دبابات، لكننا نجحنا فى قتل حوالى 200 فرد منهم فأوقفوا الهجوم المترجل وبدأوا يهجمون بالدبابات، لكننا كنا قد نصبنا عدداً كبيراً من الكمائن منتشرة فى كل مكان وعلى أكثر من خط، وضربنا الدبابات بـ«ار بى جى» ودمرنا 27 دبابة وخسائرنا لم تتعد 20٪ وفى هذه المعركة تجرع شارون مرارة ذل الهزيمة.

 
■ وماذا عن معنويات قوات الجيش بعد العبور؟

 
- الجيش المصرى عبر بالكامل إلى الضفة الشرقية من القناة وبقى فى الغرب بعض الإداريين واحتياطى ضعيف بالقاهرة مع ذلك أخذ الرئيس الراحل أنور السادات قراراً بعدم انسحاب أى جندى من سيناء للغرب لمواجهة الثغرة خوفا من خفض معنويات القوات، ونجحنا بفضل الله فى الصمود حتى تم الاتفاق على وقف اطلاق النار وسحب القوات.

 
■ وما المواقف الصعبة التى أثرت بك فى حرب أكتوبر بشكل عام؟

 
ألمنى جداً ما حدث للكتيبة 183 صاعقة فى واقعة شهيرة تسمى «مذبحة الهيلكوبتر» حيث تم نقل قوات هذه الكتيبة فى 24 طائرة هيلكوبتر لتنفيذ مهمته على الجبهة بمنع تقدم الامداد للعدو، وتعرضت تلك الطائرات لخسائر فادحة حيث تم تفجيرها فى الجو واحترقت وقوات الصاعقة داخلها ولم يعد منها سوى 3 طائرات، وذلك لعدم وجود غطاء جوى يحميها من الطائرات المقاتلة كما كان مخططاً بضربة جوية ثانية تفاجأنا بعدم تنفيذها.