الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أخلاقنا

أخلاقنا
أخلاقنا




كتب: صبحى مجاهد
عانى المجتمع المصرى منذ فترة وبالتحديد عقب ثورة 25 يناير من ضياع العديد من القيم والأخلاق التى عرفها المجتمع المصرى على مر تاريخه ولا أعنى من ذلك أن الثورة هى سبب ضياع اخلاق وقيم المجتمع المصرى ولكن كانت سببا فى الكشف عن ضياع تلك القيم والأخلاق.
ولعلنا جميعا لاحظنا ضياع قيم مهمة كانت معروفة عن المصريين من الشهامة والتسامح والعفو والكرم، فقد كان غريبا على المجتمع المصرى أن نرى مصابا فى الطريق وينصرف الناس من حوله وكأن شيئا لم يكن ، كما كان غريبا ما نراه اليوم من أن انسانا يقف فى طريق سفر يطلب العون ولا يقف له احد لمساعدته لفقدان الثقة والأمان بين بعضنا البعض.
لقد أصبح السؤال الملح هو متى تعود الأخلاق لمجتمعنا؟ ومتى نرى الشهامة والمروءة والثقة التى كانت تنتشر بين المصريين؟ ولماذا لم تعد الأسر تهتم بتربية الابناء على تلك القيم بل تقوم بزرع الخوف والحظر الدائم ، وعدم الثقة فى نفوس الأبناء؟
كل تلك الأسئلة جعلت من إطلاق حملة «للأخلاق»  تركز على عودة الحب والتسامح والرحمة والانصاف والمبادرة والطموح والتعاون والاتقان والبساطة إلى المصريين امرا فى غاية الأهمية كى تعود الشخصية المصرية إلى سابق عهدها بعيدا عما نراه اليوم من تشدد وخوف وعدم ثقة وعدم تسامح.
وفكرة حملة أخلاقنا كما اخبرنى د.عمرو خالد بدأت من اغسطس العام الماضى وبدأالعمل للاعداد لها من اول سبتمبر الماضى ، وانا اعتبرها كما قال د. عمرو خطوة حقيقية لتجديد الرؤية الدينية لأن ٩٣٪ من الدين اخلاق، فالأحكام لا تحتل سوى 7% فقط من مضمون الدين، ويعد تركيز حملة أخلاقنا على النشئ والشباب والمرأة أمرا فى غاية الأهمية حيث سيتم بناء المجتمع اخلاقيا من جديد فيظهر نشء جديد يعيد للمجتمع المصرى قيمه وأخلاقه القديمة.
والمهم فى تلك الحملة انها ليست مجرد خطوة فى فترة معينة ثم تنتهى، وإنما هى نقطة انطلاق لكثير من مشروعات الخير تظل مستمرة فى المجتمع ويظهر من خلالها أكثر من قائد وسفير للخير فى المجتمع فتنتشر فكرة الخلاف بين الأفراد.
وأود أن أقول لمن يستهين بأهمية الأخلاق ان الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الأخلاق من اهم أسباب دخول الجنة فعن أبى هريرة رضى الله عنه: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج» كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»، ومكارم الأخلاق أثقل شيء فى الميزان يوم القيامة: فقال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء فى الميزان أثقل من حسن الخلق».