الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تليفزيون الواقع «القاهرة - هونج كونج»

تليفزيون الواقع «القاهرة - هونج كونج»
تليفزيون الواقع «القاهرة - هونج كونج»




يكتب: د.حسام عطا
بينما كنت أشاهد واحدة من السلسلة البرامجية الشهيرة دولياً «بين الأغنياء والفقراء» التى تم تصويرها فى هونج كونج، رحت أتأمل العلاقة الخفية بين الدراما وفنون البرامج المصورة، ذلك أن البث الفضائى الرقمى قد صنع علاقات جديدة ناشئة بينه وبين جميع الفنون الجميلة وخبرات التحرير الصحفي، واحدة منها فكرة تليفزيون الواقع الذى ينقل خبرة درامية مباشرة تشبه أحد أنواع المسرح التجريبى وهى دراما الحادثة، وكلاهما نوعان من الدراما تقوم على فعل تمثيلى يولد رد فعل حقيقى للبشر ويقدم صورة حية للنظر والفهم، وقد شاهدت مجموعة من النساء والرجال ممن يديرون شركات عابرة للقارات من هونج كونج وبعض من عارضات الأزياء الشهيرات، ونجوم الفن وهم يسلمون بطاقات الائتمان ونقودهم وهواتفهم المحمولة لمنظم الحدث، ويتركون عالمهم المريح لينتقلوا إلى عالم الفقراء، حيث تعيش أم مثلاً فى غرفة واحدة بمسئولية إطعام وتعليم ورعاية طفلين مقابل ما يوازى مائة جنيه مصرى فى الأسبوع، وهى تعمل بأحد المطاعم لمدة اثنتى عشرة ساعة يومياً، أو ليحل أحدهم ضيفاً بلا مأوى لينام بأحد الحدائق مواجهاً البرد والتشرد والبحث عن عمل يومى، كانت ردود الأفعال والتعليقات بمثابة صفعة موجهة لضمير أغنياء هونج كونج بأرباحهم المليارية، وكانت أكثر تعليقات المشاركين عمقاً ترى أن هؤلاء لا يعيشون حياة بشرية، بل يبقون على قيد الحياة، وأكثر ما هو غير إنسانى فى الأمر أنهم ليس لديهم أمل أو خطط للمستقبل، تذكرت ما يحدث على الشاشات الفضائية عندنا وبرامج الاتصال وجمع التبرعات والصدقات لأصحاب الحاجات، ولاحظ مدى الفارق الحاد بين الاتصال الهاتفى والمعايشة، وكذلك لاحظ الاقتراب الإنسانى الحميم الساخر من الفقر بلا إيذاء والمتعاطف بلا حدود، لأتصور دوراً غائباً لتلك العلاقة بين الفن والبرامج المصورة والعدالة الاجتماعية، فهل يقدم التليفزيون المصرى مثلاً فذاً كهذا، يساهم فى تدعيم دور بدأ يحضر بقوة للدولة فى دعم الفقراء، ممثلاً فى قرار الرئيس عبد الفتاح السياسى بتخصيص 200 مليون جنيه لدعم تطوير العشوائيات، مع إطلاق مشروع تحيا مصر للإسكان الإجتماعى الذى يستهدف 200 ألف وحدة سكنية،     جدير بالذكر أن الإطلالة المتعاطفة المنظمة إعلامياً وفنياً وثقافياً على هؤلاء ضرورة للمستقبل فى مصر، لمنح أمل للفقراء يستعيد الحراك الاجتماعى العادل عبر التعليم والشرف والكرامة هو ضرورة لا غنى عنها لعودة مصر الجميلة وللدخول نحو المستقبل، فهل نضع الأمر على خريطتنا الفنية الإعلامية والثقافية من أجل مواطن يملك حلماً للمستقبل؟