الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناع الغناء: نانسى وشيرين تفتقدان المعلم.. فكيف تكتشفان المواهب؟




تزايدت بشكل واضح فى الآونة الأخيرة فكرة اعتماد صناع برامج اختيار المواهب الغنائية على مطربين فى لجان التحكيم حيث استقرت إدارة برنامج «أراب أيدول» على أن تشارك نانسى عجرم مع نجوى كرم وراغب علامة فى لجنة تحكيمية إلى جانب برنامج «The Voice» الذى يعتمد على شيرين وعاصى الحلانى وكاظم الساهر وصابر الرباعى فى أعضاء لجنتها أدما برنامج «صوت الحياة» فيحكم فيه سميرة سعيد وهانى شاكر إلى جانب الملحن حلمى بكر ويبقى السؤال هل يصلح أن يحكم المطرب على مطرب آخر أما العملية تجارية بحتة؟ وهنا يستخدم المطرب كأداة لاستقطاب الإعلانات للبرنامج حتى لا تفشل.

تحدث الملحن محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين عن الظاهرة مؤكدًا أن صناع هذه البرامج «جهلاء» بتقديم المطرب لأداء دور ليس دوره وما هو إلا «سبوبة» فقط.
وأضاف سلطان أنه ليس من المنطقى أن يعالج مريض مريضًا آخر لأن المطرب يتم اختياره عن طريق ملحن والمطرب الذى هو فى النهاية مجرد مؤد مثله مثل آلة بدون نوتة لأن وظيفة المطرب هى أن يتلقى اللحن فقط. وأشار سلطان إلى أن المسئولية هنا تقع على صناع هذه البرامج لأنهم ليسوا على دراية علمية بالأمر نتيجة الجهل وعدم الدراسة مما يفقدهم إدراك أن المطرب والمطربة لا يستطيعان تقييم فن، مضيفًا أن مطربات أمثال شيرين عبدالوهاب ونانسى عجرم يحتاجان إلى من يعلمهما حتى الآن فكيف يحكمان هم على أصوات مثلهما، ومن المفترض ألا يتعدى دورهما دور غيرهما من المطربين مرحلة أن يكونوا ضيوف شرف فقط ولكن الشهرة جعلتهما يتخطيان تخصصاتهما ويعتقدان أنهما على دراية بكل شىء وهذا ما وضعنا فى زمن العجائب عندما يصنع مطرب مطربًا آخر ويبشر بأجيال تزيد من انحدار مستوى الموسيقى. أما الملحن حلمى بكر فرغم مشاركته فى لجنة تحكيم برنامج «صوت الحياة» مع الفنانة سميرة سعيد وهانى شاكر قال: الظاهرة فاشلة لأن رأى المطرب محدود فنيًا لأنه يحكم على الموهبة من خلال صوته وموهبته وهذا خطأ، مشيرًا إلى أن أمثال راغب علامة ونجوى كرم لا يصلحان لمثل هذه المهمة لأن لجنة التحكيم لابد أن تضم ملحنًا أكاديميًا إلى جانب شاعر.


وأضاف بكر أن تجربة برنامج «The Voice» التى يُحكم بها أربعة مطربين خير مثال حيث أن شيرين وتصرفاتها فى البرنامج وانتقاد الجميع لها يؤكد أنه ليس مكانها وأيضًا عاصى الحلانى ولكن كل من كاظم الساهر وصابر الرباعى فهما فى الأصل ملحنان فلا مانع منهما لذا فليس كل من أطلق العنان لزمارة صوته يصلح للتحكيم لأن فى هذا البرنامج يقولون لكل الأصوات أنهم جيدة وهذا غير صحيح لأنهم لا يملكون الخبرة لالتقاط نقاط ضعف أو قوة الصوت الذى يغنى أمامهم لعدم درايتهم بهذا الأمر وهو الاتجاه السائد فى الغناء حاليًا وستظل الأصوات الجيدة فى دائرة الظل مثل أصوات الأوبرا مقترحًا أن تقوم الأوبرا بمشاركة «صوت القاهرة» بعمل تلك المسابقة بلجان من بينهم ومن الجمهور المستمع ذى الحس العالى لأن الجمهور ينجح الأصوات عشوائيًا.
 وعن رفضه للفكرة رغم اشتراكه فى برنامج يوجد به مطربون فقال أن هانى شاكر خبرته تؤهله لذلك ولكن بالطبع ليس تأهيلاً كاملاً واشتراكى مع المطربين يحافظ على توازن التجربة حتى يكون هناك رأى علمى إلى جانب أن وجود نجوم حتميًا لكسب الإعلانات حتى تسوق البرنامج ولا تفلس القناة لأن البرنامج العلمى بحت لا ينجح على الرغم من أن هذه البرامج فى انجلترا منذ عام 73 يحكم بها عالم نفسى وسيكولوجى وخبير فنى ليقيس مدى قبول الشخصية والمظهر لأن العملية ليست عشوائية وتحتاج إلى دراسة ووعى. وأضاف بكر أن نانسى عجرم لا تصلح للتحكيم فى برنامج «عرب ايدول» لأن سيكولوجيتها ستتدخل رغم جودة صوتها. وتساءل الملحن هانى شنودة كيف يقيم مطرب صوت مطرب فإذا كان يستطيع أن يلحن فلماذا لا يلحن لنفسه، متوقعًا عدم نجاح هذه البرامج إلا من لديه خطة تبدأ بأن القناة المنتجة تقوم بطرح أولى أغنيات الفائز 30 مرة مجانًا حتى يرى الجماهير الفيديو كليب الأول له حتى تكون الجوائز تتحدث عن المستقبل قائلا: سمعت أن بعض هذه البرامج يوهم المتسابقين بإدخالهم فى فرقهم الخاصة وهم ليس لهم فرق من الأساس.
وأضاف شنودة أن من يحكم لابد أن يكون إما ملحنًا أو منتجًا وتكون الجوائز للمستقبل ويكون أول أغنية للموهبة الجيدة كلماتها وألحانها هدية من لجنة التحكيم التى اقتنعت بالموهبة ولكن ما دون ذلك من برامج نسمع عنها حاليًا فهى بلا مستقبل لمتسابقيها لأن كل ما تفعله أنها تعطيه جائزة مادية لا تفيده فى مستقبله بشىء وسينتهى حلمه بمجرد أن يصرف هذه الأموال. أما المؤلف محمد رفاعى فقال أن مثل هذه البرامج فى الوقت الحالى ما هى إلا تلاعب بمواهب الشباب فى سبيل التربح لأنه لا توجد صناعة حاليًا ولا يوجد حقوق للملكية الفكرية حتى تكون هناك صناعة فماذا فعلوا مع كارمن سليمان عندما فازت وغيرها. وأضاف أن انتشار مثل هذه البرامج حاليًا ما هو إلا بيزنس لأن كل نجم فى البرامج العربية يحصل على مليون دولار أجرًا موضحا أنه عرض عليه برنامج مماثل على قناة MBC ورفضه لأنه يرى أنه لا توجد صناعة حاليًا، واختيار مطربين فى لجنة التحكيم يعتمد على الشو الإعلامى ولا يوجد تفكير فى الارتقاء بالصناعة التى لا تعنيهم من الأساس وكل ما يعنيهم الكسب فقط.