الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالصور.. قصة 240 يوماً قضاها ضابط مخابرات مصرى داخل معسكرات العدو




لا تزال ملحمة أكتوبر المجيدة تخفى فى طياتها المئات من البطولات التى لم يكشف عنها الستار بعد، والتى تؤكد عظمة الإنسان المصرى الذى انتفض لاسترداد كرامته وحريته.
 

 
وبينما يحتفل المصريون بحلول الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب السادس من أكتوبر المجيدة هذه الأيام، يفصح رجال القوات المسلحة المصرية عن بعض من أسرار وبطولات الحرب المجيدة بروايات مثيرة تكشف عظمة من خطط ونفذ وضحى وعبر من أجل رفعة وطنه.
 

 
من بين تلك الملاحم نقدم قصة بطل شارك فى الحرب، نروى بطولاته خلف خطوط العدو كما صورها بنفسه وهو على خطوط المواجهة، بينما كان وحيداً فى صحراء سيناء .
 
إنه اللواء عبدالوهاب سيد عبدالعال الضابط الذى زرعته المخابرات الحربية المصرية خلف خطوط العدو ليراقب معسكرات جيشها فترة تزيد على ثمانية أشهر يكشف فيها مخططاتهم الدفاعية والهجومية دون أن يكشفه أحد.
 

 
عاش اللواء عبدالوهاب " الصقر المصرى " فترة ما قبل الحرب وهو كان وقتها برتبة نقيب بالمخابرات الحربية أكثر من 8 شهور خلف خطوط العدو، بين قبائل سيناء كأحد أبنائهم، وباسم حركى " سلمان حسب الله سالم "، ليسرد كل ما يدور فى معسكرات الجيش الاسرائيلى .
 

 
يروى اللواء عبدالوهاب أنه خاض تدريبا مكثفا داخل القوات المسلحة على فك أجهزة الشفرة، والتواصل مع جهاز جمع المعلومات بالقوات المسلحة، بجانب التدريب على وسائل العبور المائية والتعامل مع الجمال " سفينة الصحراء " لاستخدامها وقت الضرورة، بجانب كيفية التعامل مع جميع الاسلحة وأدوات إطلاق النار .
 

 
تأكيدا على هذه الروح يحكى اللواء عبدالعال أنه تعرض لعدد من المواقف الصعبة منها أنه كان فى زيارة إلى مجموعة من شيوخ القبائل وقبل أن يدخل إلى مقر اجتماعهم علم بدورية إسرائيلية لمراقبة مشايخ سيناء، فاضطر الى الاختفاء فى احد الجحور المليئة بالزواحف لمدة تزيد على ساعتين لحين انتهاء الدورية.. موقف صعب آخر تعرض له البطل المصرى مع المخابرات الإسرائيلية عند دخوله منطقة سدر الحيطان التى كانت يتواجد فيها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكثافة شديدة، ولكنه تخفى فى زى قبلى ونجح فى دخول المنطقة بمساعدة بدو سيناء.
 

 
تابع عبدالوهاب: ارتبطت بعلاقات جيدة جدا مع قبائل البدو فى سيناء وكنت أبدو واحداً منهم فعلا ، فقد كنت حريصاً على الظهور معهم كأحد ابناء هذه القبائل، وهم ساعدونى كثيرا فى مهماتى بسيناء.
 
كان اللواء عبدالوهاب يقوم بمهماته فى الجبهة الشرقية للقناة وفى منطقة عيون موسى، وسدر الحيطان وجبل المر، إذ كان ينفذ دوريات استطلاع من اعلى الجبال ويتخفى بين الصخور، ويروى انه كان يعتمد فى أكله طوال تلك الفترة على دعم القبائل السيناوية الذين كانوا يمدونه بالطعام والدقيق الذى كان يقوم بخبزه على حرارة الشمس .
 

 
ويروى عبدالوهاب انه كان يقوم بجمع القمامة الخاصة بالمعسكرات الإسرائيلية فى سيناء قبل الحرب ليقوم بتجميع الاوراق وترجمة ما فيها ليتعرف على نوعية الأسلحة وتحركات الجيش الإسرائيلى ، مشيرا الى ان هذا الامر كان يساعده بشكل كبير فى مهماته.