الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«البرلمان» استقبل «الرئيس».. واستلم السلطة التشريعية

«البرلمان» استقبل «الرئيس».. واستلم السلطة التشريعية
«البرلمان» استقبل «الرئيس».. واستلم السلطة التشريعية




كتبت ـ ولاء حسين وفريدة محمد


أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس فى خطاب تاريخى أمام مجلس النواب انتقال السلطة التشريعية للبرلمان المنتخب، وبعد أن احتفظ بها كإجراء استثنائى، فيما استهل الرئيس خطابه بدعوة النواب بالوقوف دقيقة حدادًا على شهداء مصر من الجيش والشرطة ممن دفعوا حياتهم ثمنًا لأن يصل الوطن لهذه اللحظة التاريخية، كما وجه الرئيس التحية للنواب بمناسبة اكتمال خارطة المرحلة الانتقالية.
وتتضمن خطاب الرئيس العديد من الرسائل للنواب وللشعب فى مقدمتها التحذير من المخاطر التى تتعرض لها مصر ومن يتربص بنا حتى الآن، وأضاف قائلاً: «انتميت للمؤسسة العسكرية مقاتلاً وتعلمت مبادئ الشرف والإخلاص وعلمت أن الوطن فى مهمة إنقاذ، وكنت بمعرفة بالأوضاع الحرجة التى تمر بها البلاد اقتصاديًا وأمنيًا وما تتعرض له المنطقة وكنت صادقًا معكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق والعبور للمستقبل طالما نمتلك الوعى والإرادة ووحدة الصف».
وأضاف السيسى: «ستظل راية الوطن خفاقة والأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية تتطلب أداء استثنائيًا ليبقى البنيان شامخًا، مشددًا على ضرورة أن يكون البرلمان حرًا ممثلاً لرغبات الشعوب فى سياق الممارسة الديمقراطية دون استعراض إعلامى ولا تنافس سياسى لا يضع مصلحة الوطن العليا فى المقدمة».
وقال الرئيس: «نسعى لرفع معدلات النمو الاقتصادى فى زمن اقتصادى وجذب الاستثمارات الأجنبية لرفع إجمالى الناتج القومى ورفع معدلات التصدير، بخلاف تشييد البنية الأساسية التى تساعد على جذب الاستثمارات وإجراء تعديلات تشريعية، مشيرًا إلى المشروعات التى أعلن عنها فى وقت سابق ومنها شبكات الطرق والمطارات والموانئ البحرية وتطوير شبكة الطاقة الكهربائية».
وأشار السيسى إلى أن الإنجازات شملت  بدء مشروع الضبعة، مؤكدا أن العمل بها خلال الأسابيع القادمة، لافتًا إلى أن المشروعات وفرت للشباب مليون فرصة عمل، بخلاف تمثيلهم فى المحافظات والرئاسة تطبيقًا لما أعلنه من أن عام 2016 هو عام الشباب.
وشدد الرئيس على ضرورة تسوية الأزمات التى تشهدها المنطقة سواء فى سوريا وليبيا، داعيًا دول العالم إلى القيام بتحرك جاد لمواجهة الإرهاب وفق رؤية متكاملة والتنسيق بين دول العالم.
وقال السيسى: «ما قلته موجز من التحديات والإنجاز وما يواجهه الوطن يجعل القلق والتخوف أمرًا مشروع وما تم من إنجاز يجعل الأمل حتميًا وفرضًا وطنيًا»، ممثلًا بالبرلمان قائلاً: «هناك وجوه جديدة سياسيًا، ما حدث ضخ دماء جديدة بخلاف التمثيل غير المسبوق للمرأة والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والأحزاب والمستقلين».
ووجه التحية لنائبات البرلمان، فضلاً عن توجيه كلامه للشباب: «أرى فيكم الأمل والثقة والتى تدفعنى لليقين بأنكم نواة حقيقية لحياة سياسية متجددة تقوم على الثوابت الوطنية وتمثيلاً مشرفًا لذوى الاحتياجات الخاصة».
كما وجه الرئيس مجموعة من الوصايا لنواب البرلمان قائلاً: «أوصيكم بإعلاء مصلحة الوطن باحترام الدستور والقانون، مضيفًا «مارسوا سلطة التشريع والرقابة وأدعوكم للاهتمام بالتعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى والاهتمام بالمرأة والشباب والتكاتف والدفاع عن الدولة المصرية».
وقال السيسى: «علينا ألا ننسى أننا نجحنا فى إفشال مخطط وإبطال مؤامرة وأن ندرك أن هناك من هو متربص ولا يريد أن يكون الوطن استثناء وهناك من يريد أن يعطل مشروعنا ونمتلك حلمًا نطبقه عملاً لأننا أمة قادرة على اجتياز المحن والصعاب وإرادة الشعب أقوى من كل المكائد والشعب يتطلع إلينا بأمل وثقة».
بدأت جلسة مجلس النواب بتلاوة د. على عبدالعال رئيس المجلس قرار رئيس الجمهورية بدعوة البرلمان للانعقاد ودخل القاعة كل من البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وحضر عدد من الشخصيات العامة والسيدة الأولى».
وشهدت القاعة تصفيقًا حادًا بمجرد دخول الرئيس السيسى القاعة استمر لعدة دقائق وصفق معهم رئيس المجلس وهتف النواب تحيا مصر، وقال عبدالعال: «نشهد بداية مباركة لنشهد مسيرة حضارية: مرحبًا بالرئيس».
وأكد رئيس مجلس النواب أن المجلس عازم على أن يواجه جميع المشكلات التى يواجهها المجتمع المصرى بصفته السلطة التشريعية التى تجسد إرادة الشعب، والتى تعبر عن جميع طموحاته وأحلامه.
وأضاف عبدالعال «البرلمان وبرلمانات العالم تحتفل معنا بمرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية فى مصر، مضيفًا لـ«السيسى»: «أنت رئيس لكل أبناء الوطن على إختلاف الانتماءات السياسية دون تفرقة أو انحياز وأنجزت ما وعدت وأنقذت مصر من الفتنة ووضعت رأسك على كفيك، وهنا صفق النواب للمرة الثانية».
وقال عبدالعال مرحبًا بـ«السيسى»: «قمت بحماية الوحدة الوطنية والديانة الإسلامية والمسيحية»، مضيفًا «استطعتم سيادة الرئيس أن يكون مجلس النواب عبقريًا فريدًا يعطى أملًا فى التعددية السياسية والحزبية، ويكفى المجلس فخرًا أن يضم 90 نائبة وهو ما يضع البرلمان المصرى من أفضل برلمانات العالم تمثيلاً للمرأة».
وتابع عبدالعال: «يزيد المجلس فخرًا تمثيله للشباب أمل الحاضر وكل المستقبل والمجلس الجديد عازم أن يقوم بدور رئيسى فى التغلب على المشكلات التى يواجهها المجتمع وحل مشكلاته» ، وقال «نستشعر المسئولية فى التوفيق بين المصالح المتعارضة من أجل الصالح العام للوطن، وسيظل الوطن مساعدًا للحكومة من أجل الإصلاح الإدارى للدولة وحل المشاكل الاقتصادية والقيام بمهمة الرقابة الواعية للسلطة التنفيذية، مضيفًا «الدستور كرس التعاون بين السلطات والفصل بينها».
وأكد عبدالعال أن تعاون السلطات ضرورة وأن تعمل فى تناغم والمجلس يجب أن يعبر عن كل فئات الشعب شفافًا ويتيح للإعلام أنشطته ويتواصل مع الشعب وفتح قنوات للتواصل والحوار والاستماع لمقترحاتهم وشكاواهم وأن يكون فعالاً يناقش القضايا ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وأردف عبدالعال النواب مسئولون أمام الرأى العام ومن أحسن يجد شكرًا وتأييدًا وسيكون الشعب عليه إذا أهمل، كما أثبت رجال القوات المسلحة والشرطة أنهم سياج الأمن والأمان واستشهد أطهر الشهداء وهم يقومون بواجبهم يتصدون لخفافيش الظلام التى تريدنا أن نستقل قطر الموت وأن تتحول مصر لبحر دماء ولكن ستظل مصر صامدة بأزهرها ونشر صحيح الدين هنا صفق النواب ثلاث مرات».
وأكد عبدالعال لـ«السيسى» الإرهاب لا دين له والمنطقة العربية تواجه تحديات ويجب أن يرسخ وجداننا ضرورة احترام سيادة القانون حتى لا تتحول الديمقراطية لشعار، مضيفًا «نعرف جهودك والشعب خلفك يدعمكم كما وقفتم معه ونحن مقبولون على تحديات كبيرة، أنت ربان ماهر تقود السفينة لبر الأمان».
كان حرس الشرف قد اصطف استعدادًا لقدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى لإلقاء خطابه أمام البرلمان، واستقبل الرئيس هيئة المكتب المكونة من الرئيس د. على عبدالعال والوكيلين السيد الشريف وسليمان وهدان، وقال وهدان «نشهد يومًا تاريخيًا ونتوقع الكثير من النقاط التى تحدد الإستراتيجية العامة خلال المرحلة السابقة وما تم انجازه».
فيما استقبلت الشرفات العليا لمجلس النواب حرم رئيس الجمهورية والتى شاركت فى حضور فعاليات الجلسة، وجلس إلى جانبها حرم رئيس مجلس النواب على عبدالعال، وعلى الجانب الآخر حرم رئيس مجلس الوزراء، وهو تقليد برلمانى قديم.
وكانت الشرفة التي تتوسط الشرفات العليا قد تم إعدادها وتجهيزها منذ أسبوع، وتم تجهيزها بصالون خاص، وتجديد الجانب المطل منها على القاعة باستبدال أعمدة المواسير النحاسية بأخرى من خشب الأرابيسك.
وكانت القاعة قد شهدت اهتمامًا ملحوظًا من النواب بشرفة حرم الرئيس، ونظرًا لعدم معرفة هوية من يجلس بجوار حرم الرئيس فى البداية، بينما كان هناك ترقب لحضور السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الأسبق أنور السادات أسوة بحضورها بمرافقة قرينة الرئيس السيسى خلال احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة.
وحرص النواب على التواجد من الصباح الباكر لحجز مقاعد داخل القاعة الرئيسية واتشح بعضهم بعلم مصر، وكان الرئيس قد اجتمع مع هيئة المكتب قبل إلقاء الخطاب أمام البرلمان.