الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مدينة «الثور الأسود» تتحول إلى مأوى للبلطجية ومتعاطى المخدرات




 
تحقيق من القليوبية
 
تحولت المنطقة الاثرية "أتريب" بمدينة بنها فى القليوبية والتى اسماها (جوتييه) فى قاموسه مدينة "الثور الاسود" من مقابر مقدسة ومعابد وحمامات رومانية لطالما حفظها التاريخ وصان قدسيتها الى أوكار للمجرمين والمنحرفين ومتعاطى البانجو والمخدرات وممارسة الرذيلة بالاضافة لتحويلها لمقلب عمومى قمامة تعشش به الثعابين والآفات السامة.
 
«روزاليوسف» رصدت تناثر القطع الأثرية ورءوس الاعمدة وبقاياها وسط تلال القمامة ومخلفات البناء التى تلقى بالمنطقة، يقول الدكتور ياسر سهيل بجامعة بنها إن "أتريب" كانت عاصمة الإقليم العاشر من أقاليم مصر السفلى، وعرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم (حت – حرى – إيب)، أي: "مقر الوسط"، وعرفت فى اليونانية باسم "أتريبس"، وأصبحت فى العربية: "أتريب"، وأضيفت إليها الكلمة العربية الدالة على الموقع الأثري: "تل".وتقع تل أتريب على بعد نحو 3 كيلومترات شمال شرقى مدينة "بنها" عاصمة القليوبية، على الضفة الشرقية لفرع دمياط.
 
وأشار سهيل الى أنه عُبد فى أتريب أكثر من إله، من بينهم (كم – ور)، أي: "الأسود العظيم"، والذى رمز له بالعجل، وإلهة تتخذ صفات الإلهة "حاتحور" وكذلك الإله "حور" فى إحدى صوره.مطالبا بضرورة الاهتمام بالمنطقة والعمل على تحقيق حلم القليوبية فى إنشاء متحف.
 
ويضيف زميله الدكتور سلامة عبدالعظيم إن الآثار المصرية أصبحت من أهم ضحايا الإهمال الذى يضرب بحذوره فى المواقع الآثرية الشهيرة فى مصر محذرا من اختفاء الحضارة المصرية وثرواتها بعد أن تركت عرضة للسرقة والنهب والطفح الدائم لمياه المجارى والصرف الصحى وارتفاع منسوب المياه الجوفية.
 
فضلا عن احتلال البلطجية لها وتحويلها الى مقلب قمامة ومثالا على ذلك ما يحدث فى أتريب الأثرية المدينة التى يحيطها الاهمال والانشاءات فى ظل غياب مسئولى الآثار مطالبا بسرعة اعداد الدراسات اللازمة لانشاء متحف لآثار القليوبية.
 
ويلفت محمد عبدالفتاح ـ موظف بمدينة بنها ـ الى أن منطقة أتريب الأثرية تحولت إلى مأوى لتجار المخدرات والبلطجية مؤكدا أن وزارة الآثار لم تفعل شيئا لحمايتها. بدليل صدور قرار بإقامة سور حول المدينة لحمايتها من قطاع الطرق ومدمنى البانجو ومحاولة إعادة قيمتها الأثرية لها ولكن إلى الآن لم يتم اتخاذ ولو خطوة ايجابية واحدة رغم علم وزارة الآثار بالتجاوزات اللا أخلاقية المشينة التى تحدث بالمدينة ولن تقيد.
 
ويشير محمود عبد العزيز رئيس مركز الحرية لحقوق الانسان بالقليوبية الى أن مساحة المنطقة الأثرية بأتريب «ثلاثة فدادين وقيراطين» و تتبع هيئة الآثار لافتا الى أن العديد من البعثات العلمية ذهبت الى المنطقة لعمل دراسات واعمال تنقيب واكتشافات اثرية وبالفعل اكتشفت بالمنطقة بعض الاكتشافات الهائلة مثل اكتشاف تمثالين من عهد الدولة الوسطى واللذين يتواجدان الآن بالمتحف البريطانى أحدهما من الجرانيت الأشهب والآخر من الجرانيت الأسود.
 
ويطالب يسرى ابراهيم احد سكان المنطقة بإيقاف انشاء أى مبان تقام على الآثار وتكثيف التواجد الامنى بالمنطقة واقامة متحف بمدينة بنها.