الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بنطلون جولييت» فى «روزاليوسف» : بطلة الفيلم : المجتمع مغلق ومن يريد التحرر يدفع الثمن




 بغض النظر عن فكرة وجودة فيلم «بنطلون جولييت»، إلا أننا علينا أن نتفق على أنه يفتح المجال للوجوه الشابة، والطاقات الفنية الحبيسة لدى الآلاف ممن يملكون موهبة التأليف والتمثيل والإخراج دون أن تصل موهبتهم للجمهور الذى ابتلى بأنصاف النجوم بعد أن فرضهم المنتجون لأسباب ومعايير أخرى لا علاقة لها بالفن!
 
ولأن الثورة السياسية لابد وأن تواكبها ثورة فنية تعطى الفرص للجميع، ولأن فكرة إنتاج وتوزيع فيلم جديد فى هذا التوقيت الحرج تستحق الدراسة والمناقشة حتى يتعلم من التجربة عشرات الموهوبين الآخرين، استضافت «روزاليوسف» فريق العمل وعلى رأسهم طارق الإبيارى الذى يمثل ويؤلف ويخرج، ومعه الوجوه الشابة نهال لاشين، وأحمد صفى، ومحمد أبوالسعود، لمناقشتهم فى إيجابيات وسلبيات التجربة، وإعطائهم الفرصة للرد على كل ما قيل عنها.
 
 
■ روزاليوسف: يناقش «بنطلون جولييت» أزمة ارتداء الفتيات للبنطلونات الضيقة فما الهدف من طرح فيلم يحمل فكرة كهذه فى هذا التوقيت ؟
 
 
طارق الابيارى: لم يكن هناك أى هدف، ففكرة الفيلم بسيطة للغاية وهى «بنطلون جولييت» الذى تدور أحداثه حول شاب يقع فى حب زميلته فى الجامعة ولكنه يرى أنها تقوم بارتداء بنطلونات ضيقة سخرية، ومن ثم يصبح هناك موجة سخرية عليه لأنه كان يسخر فى الأساس من بعض الفتيات اللاتى يرتدين نفس البنطلونات الضيقة، وجاءت الفكرة من أرض الواقع التى استوحينا منها الموضوع خاصة أنه محل نقاش بين الأصدقاء وبعضهم البعض، ولا ننكر أن كثيرًا من الشباب يرى أن أى فتاة ترتدى ملابس ضيقة تصبح غير محترمة فى وجهة نظره، رغم أن هذا غير صحيح، وفى الوقت نفسه عندما تقوم بنصيحة الفتيات أن هذه الملابس لا تصلح باعتبارها غير مناسبة لمجتمعنا الشرقى.
 
 
تكمل نهال لاشين بطلة العمل قائلة: تفكير الشباب غير البنات اطلاقا ومن هنا كانت الفكرة فى تنفيذ فيلم يمزج بين الرومانسية والكوميديا، كما أن فكرة الجدل بين الشباب والفتيات تشبه ما يحدث حاليا فى مصر على الصعيد السياسى وكأننا جميعا نتحدث عن نفس البنطلون، ووقع الاختيار على اسم «جولييت» لأنها من أشهر الشخصيات التى كتبها الأديب الإنجليزى وليم شكسبير، ولذلك أطلقنا على العمل «بنطلون جولييت».
 
 
■ روزاليوسف: وهل الفيلم مع رأى الشباب أم الفتيات؟
 
 
طارق الابيارى: هذا ما حاولنا إبرازه فى نهاية الفيلم، حيث تركنا الجميع يحكم على ذلك من خلال تفكيره، دون أن نوضح إذا كنا مع أو ضد، واقتصر العمل على توضيح جميع وجهات النظر المختلفة دون أن نوضح قرار «جولييت» فى نهاية الفيلم وتركنا الحكم للجمهور بعد أن أظهر الفيلم المشكلة وطرح جوانبها مع طرح أكثر من حل لها من وجهة نظر الشباب، ووجهة نظر الفتيات.
 
 
■ روزاليوسف: هل جولييت ستلتزم بالنصيحة فى الحقيقة وتقرر عدم ارتداء هذه الملابس؟
 
 
نهال لاشين بطلة الفيلم: أهم شىء أن أدرك طبيعة الملابس التى أرتديها فى المكان المناسب والوقت المناسب، فلكل مقام مقال، ويجب أن أراعى الناس فى اختيارى لملابسى ليس من أجلهم بقدر ما هو رغبة منى فى تجنب المشاكل خاصة أن المجتمع مغلق، ومن تريد التحرر ستدفع الثمن.
 
 
■ روزاليوسف: ألا تعتبر أن تنفيذ فكرة بهذا الشكل قد تأخر كثيرا وكان من المفترض طرحها منذ 5 سنوات وليس الآن؟
 
 
أحمد صفى: الموضوع لم يتأخر كثيرا، لأن موضة البنطلونات الـ«فيزون» على سبيل المثال، لم تنتشر بسرعة كبيرة فى الجامعات إلا من خلال فترة قصيرة جدا لم تتعد سنتين، وأصبحت الآن هذه الموضة تتعامل كبنطلون عادى بعد أن كانت بعض الفتيات ترتدى الـ«فيزون» تحت الجيبة قبل الثورة، والآن أصبحت هذه البنطلونات موضة كبيرة ومنتشرة، ومن الممكن أن نقيس على ذلك العديد من التغيرات التى تحدث بين الشباب والفتايات وفى الوقت نفسه لم نتاجر بذلك، فقمنا بتوضيح الملابس الضيقة من خلال رسوم كارتونية حتى لا يتهمنا أحد بالإسفاف والابتذال، وأوضحنا تلك الاختلافات من خلال المناقشات بين الشباب فى الفيلم، وأوضحنا أيضاً أنه لا يصلح أن نحكم على احترام الفتاة من عدمه عن طريق ملابسها فقط.
 
 
■ روزاليوسف: وكيف بدأ الاستعداد للفيلم؟
 
 
طارق الإبيارى: بدأ الفيلم كمشروع تخرج لى فى الجامعة الأمريكية، ثم فكرنا فى تحويله لفيلم سينمائى مستقل، وقمت انا وزملائى الشباب بعمل «ريميك»، وكلنا كنا نتعامل مع بعض ونساعد بعض والمشروع كله جماعى.
 
 
■ روزاليوسف: هل قلقتم من رد فعل الجمهور من الفيلم خاصة أن العمل شبابى جماعى؟
 
 
محمد أبوالسعود :لم نقلق كثيرا لاننا أردنا فقط طرح الفكرة، ولم نتخيل أنها ستعرض فى دور العرض المصرية، كما أننا قبل البدء فى العمل قمنا بعمل استطلاعات رأى كثيرة، لأننا نناقش فى المقام الأول ظاهرة موجودة فى المجتمع ووراءها معان كثيرة من خلال سياق درامى جيد، كما أننا مجموعة شباب لذا لم ننظر إلى إيرادات العمل بقدر ما كان طموحنا أن تتحول الفكرة لفيلم سنيمائى يتم عرضه فى أكثر من دور عرض ويشاهده الجمهور.
 
 
■ روزاليوسف: لماذا استعنتم ببعض المشاهير مثل طلعت زكريا وليلى علوى وعمرو أديب؟
 
 
طارق الابيارى: لم يكن الهدف هو التسويق نهائيا، بدليل أننا لم نوضح ذلك فى إعلان الفيلم أو حتى أفيش الدعاية الخاص به، لأننا لا نريد فى بداية الطريق أن نخدع الجمهور بأن الفيلم يتواجد فيه أكثر من نجم ثم يكتشف فى دور العرض أن لكل نجم فى الفيلم «لقطة»، والسبب الحقيقى لتواجد النجوم فى العمل هو الضرورة الدرامية التى لا نريد حرقها وسيتأكد المشاهد من ذلك فى دور العرض، ثم إن معظم هؤلاء النجوم لا يتواجدون فى أعمال فنية كضيوف شرف، وقبولهم للقيام بذلك من الأساس نابع من إعجابهم بالسيناريو ليس أكثر.
 
 
■ روزاليوسف: وماذا عن اختيار نسمة محجوب مطربة «ستار أكاديمى» لغناء الأغنية الدعائية للفيلم ؟
 
 
طارق الابيارى: اختيار نسمة جاء لعدة أسباب، أولها أن نسمة صوت مصرى أصيل، وثانيها أنها شابة صغيرة فى السن وكانت من الفتيات اللاتى شارك فى العمل معنا، حيث أردنا أن يكون كل من يتعامل مع الفيلم من الشباب، وأخيراً فنسمة أبدعت بالفعل فى أداء الاغنية التى ألفها أبوالسعود الابيارى ولحنها محمد عبدالوهاب وقدمتها رجاء حسين فى الخمسينيات قبل أن تغنيها مرة أخرى نسمة محجوب فى العمل
 
 
■ روزاليوسف: هل استعان طارق الإبيارى باسم عائلة «الإبيارى» لمساندته فى مشواره الفنى؟
 
 
طارق الابيارى: شرف لى أن انتمى لهذه العائلة التى زاد اسمها من الثقل الملقى على عاتقى خاصة أن والدى وجدى وغيرهم عملوا أعمالاً عظيمة أجد نفسى أن أقدم أعمالا لا تقل عنها فى المستوى، لكنى أعترف أيضاً بأن اسم العائلة سهل لى أمورا كثيرة، وفى النهاية لن انجح أو استمر إلا إذا كنت موهوبا ومجتهدا بحق.