الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المرأة وترويض الإعلام لخدمة قضاياها

المرأة وترويض الإعلام لخدمة قضاياها
المرأة وترويض الإعلام لخدمة قضاياها




تكتب: د. ملاك جمعة

نجح الإعلام خلال الآونة الأخيرة فى فرض كلمته كلاعب رئيسى فى الساحة العامة فضلًا عن كونه أحد أبرز الروافد فى تشكيل الرأى العام فى مختلف المجالات.
واستطاعت الآلة الإعلامية بما لها من قوة هائلة أن تعيد تشكيل خريطة التوجهات والقيم والمواقف الخاصة بأفراد المجتمع، إلى الحد الذى تقدمت فيه على دور المؤسسة التربوية والتعليمية، فالإعلام هو عقل المواطن الفاحص والناقد لكل ما يدور هنا وهناك، وهو ضميره الحى الذى يستيقظ ويئن لكل ما يحرك مشاعره أو يؤرق إحساسه، فضلا عن كونه عين الشعب عن أداء الحكومات والأنظمة ذات الصلة بمصالح المواطنين.
وتعد المرأة أحد أبرز مكتسبات العقد الأخير لما قدمته من دور محوري، سواء على المستوى الثقافى أو السياسى والمجتمعي، فبعد محاولات استئصال شأفة المرأة من جذورها، والتقليل من دورها، تارة بالتشكيك فى قدراتها، وتارة أخرى بحرمانها من المشاركة تحت دعاوى الفتاوى المتطرفة والدولة الثيوقراطية.
ونجحت المرأة بصفة عامة – والمصرية - بصفة خاصة فى أن تبرهن للعالم أجمع أن المرأة المصرية قادرة على المضى قدما نحو الإبداع والتميز، وأنها مؤهلة تماما لقيادة قاطرة التقدم حال طٌلب منها ذلك، ومن ثم فقد وضعت المرأة المصرية فى الآونة الأخيرة حجر الأساس نحو اعتمادها شريكا أساسيا فى النهوض بمصر ودفعها نحو الريادة والتطور لاسيما فى ظل المنافسة الشرسة بين مختلف دول العالم على الفوز بمقعد وسط هذا الزخم الشديد.
وخلال الخمس سنوات الماضية تعرضت المرأة المصرية لتحديات عدة على المستويين السياسى والمجتمعي، كانت اختبارا حقيقيا لقدرة المرأة على الخروج من عنق الزجاجة الذى وضعتها فيه تلك المنظومة الثقافية والمجتمعية البالية، وفرصة سانحة لتفنيد محاولات التشكيك فيها وفى مؤهلاتها، وبالفعل نجحت المرأة فى الأختبار بجدارة، وتفوقت على الرجل فى كثير من المواقف والتحديات التى كان للمرأة الكلمة العليا فيها لاسيما فى المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية والدستورية المختلفة، وهو ما تُوج مؤخرا بإعادة النظر رسميًا وشعبيًا فى قيمة المرأة ومكانتها.
لذا فإن المتابع للمشهد العام بمختلف توجهاته يخرج بنتيجة واحدة مفادها أن النجاح الذى حققته المرأة مؤخرا فرض عليها مسئوليات جسام، ومهام ثقيله، يجب عليها أن تعد العدة جيدا للقيام بها على أكمل وجه، من خلال توظيف المنظومة الاعلامية بشكل فعّال ومؤثر بما يخدم قضاياها، ويقدمها للمجتمع بشكل جيد.
فالمجتمع الذى حصد ثمار نجاح المرأة ودورها المؤثر فى الحياة السياسية والمجتمعية خلال الأعوام السابقة لن يقبل أبدًا بأى تراجع مهما كان الثمن، وعلى المرأة أن تشحذ كل طاقاتها الإبداعية والإعلامية نحو مزيد من النجاح والتفوق، لاسيما فى ظل دستور أكد فى كثير من مواده على أهمية المرأة ودورها المحوري، فضلا عما أقرته المواثيق الدولة والإقليمية من حقوق للمرأة.
فهل تستطيع المرأة المصرية أن تفرض كلمتها من جديد وتعيد بناء إمبراطوريتها على أسس من الجد والاجتهاد والنجاح والتقدم فى مختلف مجالات الحياة؟ أم تكتفى بما حققته من إنجازات خلال الفترة الماضية؟
هى فرصة قد لا تعوض، فعلى المرأة أن تواصل سيرها نحو الأمام، وأن توظف الدعم السياسى المعنوى من قبل مؤسسة الرئاسة لصالحها، وألا تفكر مرة أخرى فى الانزواء للخلف مهما كان الجهد المطلوب.