الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عظمة جـيش مصر

عظمة جـيش مصر
عظمة جـيش مصر




يكتب: خالد عبد الخالق

مع نهاية كل عام يصدر عن مراكز البحوث والمعاهد الاستراتيجية والعسكرية الدولية تقارير تُقيم الاوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية لقدرات كل دولة، التقارير تتمتع بقدر كبير من الدقة وإن كانت لا تخلوا من أبعاد وتوجهات سياسية، وهذا ما عهدناه فى المدارس الغربية، من ضمن تلك التقييمات ما أورده موقع globalfirepower بشأن ترتيب الجيوش على مستوى العالم، والتى احتل فيها الجيش المصرى المركز 18 من بين 126 دولة فى العالم (وفقا لأخر تصنيف تم فى  18 يناير الماضى).
الجيش المصرى على الرغم من احتلاله تلك المرتبة المتقدمة بين جيوش العالم؛ إلا أنه يستحق المركز الاول عن جدارة، كونه جيشاً وطنياً بامتياز؛ لأنه الجيش الذى حافظ على الدولة والشعب فى وقت تداعت فيه كل جيوش المنطقة ودولها، وانخرطت فى حروب أهلية، وبدلا من أن تكون سيف الشعب، اصبحت سيف على رقبة تلك الشعوب، وبدلا من أن يحنو عليه ويدعم متطلباته كان عصى النظام ومطرقته ولنا فيما حدث فى كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق خير مثال.
الجيش المصرى كان ولازال عونًا وسنداً للدولة المصرية، ولم يكن عصا للنظام يبطش بها من يخالفه الرأى؛ لذلك عندما انتشر الجيش المصرى يوم 28 يناير 2011 فى شوارع مصر خرج الشعب مرحبا به، مطالباً إياه أن يكون عونا وسنداً للثورة المصرية، وقد استجاب الجيش لدعوات المصريين وضمد جراح المصابين إبان ثورة 25 يناير وما تلتها من أحداث، ولم تكن التحية العسكرية التى قدمها الجيش المصرى لشهداء الثورة إلا تقديراً لشباب مصر وشعب مصر العظيم.
لم يشعر المصريون بالامان مثلما شعروا به عندما رأوا الجيش المصرى يقف خلفهم بجنوده وضباطه وآلياته لحمايتهم.
قُدر لى فى تلك الفترة أن أكون فى موقع قريب من عدد من الدبلوماسيين والمسئولين العرب، وخاصة تلك الدول التى مُنيت فيها شعوبها بخيبة أمل فى جيوشهم، وأتذكر أنى سمعت كلمات تعبر عن الغبطة على المصريين - وليس الحقد - لأن لديهم جيش وطنى بكل معنى الكلمة وكانوا يتمنون أن يكون لديهم جيش عظيم كالجيش المصرى.
حجم الانفاق العسكرى المصرى لا يمكن مقارنته بما تنفقه دول المنطقة على جيوشها، فمصر وإن كانت الأقل إنفاقا إلا أنها الأكبر قوة، والأكثر تميزا عسكريًا، ويحسب لها ألف حساب فى موازين القوى بالمنطقة، ففى الوقت الذى تنفق فيه بعض الدول أضاعف ما تنفقه مصر على جيشها؛ إلا أن تلك الجيوش تراجعت فى مراكز متأخرة عن جيش مصر. نتذكر جميعًا ما كشف عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى «أن رجال الجيش المصرى ظلوا 20 عامًا يتقاضون نصف المرتب» لتحقيق قدرة اقتصادية تساعد جيشهم، وتدعم قوته بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد.
جيش مصر يخوض معارك على مختلف الجبهات يحارب الجماعات الإرهابية فى سيناء، علاوة على تأمين الحدود الغربية والجنوبية، إضافة إلى حماية المياه الإقليمية وثرواتنا الطبيعية، ولا يقتصر دور الجيش المصرى على الجانب الدفاعى فقط، بل كان له دور تنموي، إذ قام بتنفيذ عدد من المشروعات القومية والإنتاجية فى وقت توقفت فيه كل هياكل ومؤسسات الدولة المدنية عن الانتاج نتيجة لدعوات تخريبية من قبل جماعات إرهابية، واستطاع أن ينجو بمصر من هذا المنحدر الذى راهنت عليه قوى دولية كبرى بأنه لن تستطع مصر الخروج منه؛ إلا أنها استطاعت النهوض من تلك الكبوة بعون الله وبقوة وعزيمة قواتنا المسلحة، وبالرغم من ذلك ظل الجيش المصرى محافظاً على مراكزه المتقدمة فى التصنيفات الدولية والعالمية.
كافة الخبراء والمحلليين فى المعاهد العسكرية والاستراتيجية العالمية يعكفون على دراسة الجيش المصرى فى تلك المرحلة، الذى استطاع أن يبقى فيها صامدًا قويًا، على الرغم من أنه مر بظروف وأوقات عصيبة كانت كفيلة بتفككه أو انهياره ـ لا قدر الله ـ مثلما حدث مع غيره من جيوش المنطقة، وستظل مصر صامدة قوية طالما لها درع وسيف وهو الجيش المصرى.