الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحيا مصر.. بدون تبرعات

تحيا مصر.. بدون تبرعات
تحيا مصر.. بدون تبرعات




يكتب: ياسر شورى

تلقيت الأسبوع الماضى مكالمة غريبة، لم اجد لها تفسيرا، المكالمة تلقيتها من شاب قال خلالها إنه من صندوق «تحيا مصر»، وبدأ كلامه بالحديث عن المشروعات العديدة التى يقوم بها صندوق «تحيا مصر» ثم طلب منى مباشرة التبرع للصندوق، تعجبت من الطلب وقبل أن أفتح بابًا للمناقشة فاجأنى الشاب بأن التبرع يتم باسم حساب «تحيا مصر» واعطنى رقم الحساب المعروف للجميع، وهنا عندى ملاحظتين:
المكالمة لو كانت بالفعل من صندوق «تحيا مصر» فتلك مصيبة وإذا لم تكن كذلك ووراءها مجموعة من المحتالين فإن المصيبة أكبر!
أولا، أنا بلا أى تردد أميل إلى أن المكالمة حقيقية، وأن القائمين على الصندوق الذى أنشأه الرئيس يتجهون إلى جمع التبرعات من عموم المصريين على غرار ما حدث فى مستشفى ٥٣٧٥٣ وغيرها من المستشفيات التى تم بناؤها بتبرعات المصريين، وإذا صحت هذه الفرضية، فإننا بذلك أمام كارثة، لأن اللجوء إلى أسلوب الشحاتة من عموم المصريين لصندوق أنشأه الرئيس ليكون وعاءً لرد الجميل لمصر من قبل رجال الأعمال الذين حققوا ثروات طائلة فى عهد النظام السابق، ليس له تفسير غير أن أثرياء مبارك لم يتبرعوا بالشكل الأمثل للصندوق.
أما إذا صحت فرضية الاحتيال فإننا أيضا أمام كارثة أخرى، وان هناك من يمارس النصب على الشعب باسم صندوق «تحيا مصر» بلا خوف، ولكننى استبعد هذا الاحتمال لسبب بسيط ان الشخص الذى هاتفنى لم يطلب أموالا سائلة يتحصل عليها، ولكنه أبلغنى بالتبرع لحساب «تحيا مصر» الحقيقى المعروف لنا جميعا.
أيا ما كان الأمر، يجب أن يتم التحقيق فى الواقعة، خاصة أن الكثيرين ممن اعرفهم تلقوا نفس المكالمة وهناك آخرون سوف تأتيهم اتصالات خلال الايام القادمة.
لا نريد أن يتحول رهان الرئيس إلى هذا العبث الذى يحدث، فالصندوق انشأ فى الأساس لتخفيف الضغط عن الموازنة العامة للدولة، وإقامة مشروعات لمساعدة الفقراء، وليس دوره جمع التبرعات بسيف الحياء، واستغلال الحماس لدى جمهور عريض من أبناء الطبقة الوسطى للنظام السياسى الحالى وعدم ادخار أى جهد أو مال لنجاحه.
رأينا هذا الحماس من قبل فى مشروع قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات التى موّلها المصريون من مدخراتهم.
آفة المسئولين بعد ٣٠ يونيو أنهم بلا كفاءة ولا يعتمدون إلا على شعبية الرئيس للجباية، لذا يجب أن يحسن الرئيس اختيار الوزراء والمساعدين، خاصة مع وقوع الكثير من الأخطاء طوال الفترة الماضية، والغلاء غير المسبوق وفواتير الكهرباء والمياه التى اثقلت كاهل المصريين.
وبعد ايام قليلة سوف يذهب رئيس الوزراء شريف إسماعيل إلى البرلمان طالبًا تجديد الثقة، وهو بلا أى إنجازات تقريبًا، وحتى برنامجه وحسب الكثير من المراقبين به الكثير من الثغرات، ويعتمد على نفس الأساليب القديمة، ولا يقدم أى إبداع فى إنتشال مصر من عثرتها الإقتصادية فعلى أى شىء يستند إسماعيل؟ لا شىء سوى أنه اختيار الرئيس، وأن أعضاء مجلس النواب سوف يمنحونه الثقة لهذا السبب، للأسف فإن واقعة المكالمة وإعادة اختيار حكومة شريف إسماعيل واستمرار سياسة الاعتماد على شعبية الرئيس، فإننا بذلك لن نراوح أماكننا، وسنظل ندور فى فلك سياسات قديمة بعيدًا عن الدولة المدنية الحديثة التى ننشدها، وبذلنا من أجلها الغالى والنفيس.
انظروا إلى البرلمان وكيف يتدحرج رويدا رويدا ليصبح صورة طبق الأصل من برلمانات مبارك، وتابع سياسات صندوق «تحيا مصر» نفسه ومن هم مجلس امنائه؟ والنتيجة أن الصندوق لا يجد امامه سوى جمع الاموال بالتليفون تحت شعار تعاطفك لوحده مش كفاية.