الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أطفال المنيا.. من لا يموت بالمرض يقتله إهمال «سوزان مبارك»

أطفال المنيا.. من لا يموت بالمرض يقتله إهمال «سوزان مبارك»
أطفال المنيا.. من لا يموت بالمرض يقتله إهمال «سوزان مبارك»




كتب ـ إبراهيم المنشاوى


يبدو أن مستشفى «سوزان مبارك» بالمنيا، لا يعرف الرحمة، ولا يسمع عنها شيئا، حيث إنه لا يتعامل مع بعض المرضى الذين يستقبلهم يوميا، بغض النظر عن حالاتهم الصحية، علاوة على أن عددا من الأطباء لا يجيدون فن التعامل مع المرضى، خاصة المصابين بأمراض معدية، بل ويفضلون عدم التعامل مع تلك الحالات، ليتركوها تلفظ أنفاسها الأخيرة.
تلقت «روزاليوسف» شكاوى متكررة من ذوى المرضى ونزلاء مستشفى «سوزان مبارك»، بسبب القصور الطبى الموجود به، وإهمال الأطباء فى إسعاف الحالات، وعدم اطلاع أولياء الأمور عن حالات ابنائهم أولا بأول.
ومن جملة الاستغاثات التى تلقتها الجريدة من خلال مكالمة هاتفية، من المواطن محمد سمير كامل، والد الطفل محمود، شهرين ونصف الشهر تفيد بأن نجله يصارع الموت على فراش «سوزان مبارك»، ولا يجد من يهتم به أو يعتنى بحالته، ويقوم باسعافه ويفيدهم بتقرير عن صحته منذ دخوله المستشفى.
ويلفت إلى أن «محمود» كان يعانى تشنجات عصبية، وبتوقيع الكشف الطبى عليه باحدى العيادات الخاصة، قرر الطبيب المعالج له إحالته إلى مستشفى الحميات، أو سوزان مبارك، وبالفعل ذهبنا به إلى سوزان مبارك مساء أمس الأول، وتم استقبال الحالة واحتجازها بقسم الأطفال، بالطابق الرابع بالمستشفى.
ويتابع: تم توقيع الكشف الطبى على نجلى بصورة روتينية، وكتب الطبيب روشتة علاج، قمنا بشرائها من صيدلية خارجية، وفى صباح أمس لاحظت والدة الطفل أن الطبيبة ترفض التعامل معه، بحجة إنه مصاب بمرض معد، الأمر الذى أثار غضبها، ودفعها تصيح: «لستم ملائكة الرحمة.. ولا تعرفون عنها شيئا».
ويشير كامل إلى أن المستشفى لم يقدم للطفل أى أدوية سوى التى دونها الطبيب فى أول فحص طبي، منوها إلى أن المسشفى لم يطلعه على حالة فلذة كبده الصحية، وأنه حتى الآن لا يعلم المرض الذى أصييب به نجله، لافتا إلى الطبيب الخاص قال إنه يعانى تشنجات عصبية، لكن «سوزان مبارك» قالت إنه مصاب بمرض معدٍ دون أن تفصح عنه.
ويضيف والد الطفل: لم يكن لدينا واسطة أو محسوبية وبالتأكيد لو كانوا لدينا لم يكن هذا حالنا، مطالبا بمحاسبة المقصرين وفرض الرقابة على تلك المستشفى وإعادة هيكلة المنظومة الصحية بأكملها لتقديم خدمة أفضل للمرضى خاصة البسطاء الذين لا يستطيعون توفير المبالغ المالية الطائلة للتعامل مع المستشفيات الخاصة، فى ظل الغلاء الذى ضرب السلع وجميع المقومات الأساسية.
على الفور تعامل محرر «روزاليوسف» مع الشكوي، وحاول التواصل مع مسئولى المستشفى لكن يبدو أن عاملى «السويتش» خارج نطاق الخدمة، حيث إنه منذ الساعة الرابعة عصرا ونحن نحاول التواصل مع إدارة المستشفى ولم نتمكن سوى التاسعة مساء، لتشعر بأن التواصل مع وزير التعليم العالى أسهل بكثير من التواصل مع مسئولى سوزان مبارك.
«يافرحة ما تمت» فبمجرد أن تواضع الموظف وقام بالرد أحال المكالمة إلى عناية الأطفال، التى لم نجد بها طبيبا يتابع حالة المريض، وبعد نحو ساعتين تحدثنا مع أحد الأطباء الذى أكد لنا أن الطفل غير متواجد بذلك القسم، ووجهنا بمعاودة الاتصال بالسويتش وتحويلنا إلى قسم الأطفال، وبالفعل تواصلنا مع السويتش الذى أحالنا بدوره إلى الأطفال لكن القسم رفض التعامل بحجة أن هذا لم يكن التليفون الداخلي، ومضى نحو ساعتين على هذا المنوال، لتكون المحصلة صفرا، ويكون الرد النهائى من الموظف «ياباشا القسم بيسوحك أنا حولتك عليه 100 مرة».. حاولت «روزاليوسف» التواصل مع السويتس للحصول على رقم المدير، لكن لم تتمكن، والكارثة أن الحل الذى نصحنا به موظف الاستقبال هو الانتظار للتاسعة صباحا لحين حضور مدير المستشفي، فى الوقت الذى يصارع فيه الطفل الموت بفراش سوزان مبارك.