الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مختار نوح: الطرف الثالث أحد أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير

مختار نوح: الطرف الثالث أحد أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير
مختار نوح: الطرف الثالث أحد أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير




حوار- محمد الجزار

مختار نوح أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين السابقين، وعضو مجلس حقوق الإنسان، وهو أحد المغضوب عليهم من الجماعة الإرهابية يفتح لـ«روزاليوسف» خزائن أسراره عن ثورة 25 يناير، ويكشف علاقة الإخوان بالمجلس العسكرى والدور الذى لعبه أيمن نور للوساطة بين قيادات الجماعة وعمرو موسى ليتولى رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى الدور الذى لعبه محمد البرادعى خلال أحداث الثورة.

 

■ فى البداية هل كنت تتوقع حدوث ثورة فى 25 يناير 2011؟
- متابعة الأحداث قبيل 25 يناير كانت تشير إلى قيام ثورة، خاصة بعد قرار العديد من الحركات والتنظيمات مثل كفاية وغيرها النزول إلى الشارع، لكن أغلب المتابعين للمشهد، كانوا لا يتوقعون قيام ثورة، واذكر أننى وقتها دخلت فى مشادة كلامية ساخنة مع د. رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع الآن.
وقلت له إن ما يحدث ثورة وأن الأعداد تتزايد، واعترض السعيد وقتها على موعد قيامها لأنها تزامنت مع أعياد الشرطة، بالإضافة إلى أن أغلبهم هاجموا دعوات النزول للشارع فى 25 يناير، لكن بعد نجاح الثورة تغيرت مواقف الجميع، رغم أن ما قالوه وكتبوه شاهد على موقفهم، لكن بعضهم أصر على موقفه الرافض للخروج على مبارك واستمر فى تأييده لمبارك وهم قلة.
■ كيف قرأ الإخوان المشهد مع بداية الثورة؟
- الإخوان كانوا يتابعون كل الأحداث بترقب وحذر، وخرجت قيادات الجماعة منهم د. عصام العريان ومحمد البلتاجى لتوضيح موقفهما من المظاهرات، وأكدت أنها لن تشارك فى أى مظاهرة، وأصدرت فرمانا لأعضائها بعدم المشاركة فى أى حدث، وشددت على أن أى عضو يشارك يعتبر خارج الجماعة، لكن بعد خروج القوى الوطنية وجموع الشعب إلى الميادين، ما أجبر أمريكا على إعلان دعمها وتأييدها لثورة 25 يناير، بالإضافة إلى تصريحات الكونجرس الأمريكى أكد فيها دعمه لثورات التغيير، بالإضافة إلى ظهور مدعومين من واشنطن يمهدون الطريق كمحمد البرادعى، وبعد تصاعد الأحداث، اجتمع التنظيم الخاص لجماعة الإخوان بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة وحضر الاجتماع خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمود غزلان ومحمد بديع وأعلنوا تأييدهم ومشاركتهم فى الثورة بعد إعلان أمريكا دعمها، فى محاولة منهم للحصول على مكاسب سياسية من الأحداث.
■ هل تم تشكيل تحالفات بين القوى السياسية والإخوان؟
- بعد أن أعطت أمريكا الضوء الأخضر، بدأت الحركات السياسية فى تكوين الائتلافات وقام أيمن نور بدور الوسيط بين الإخوان وباقى القوى السياسية، لتشكيل تحالف قوى يتفاوض مع المجلس العسكري، وكانت اللقاءات تتم فى منزل أحد رجال الأعمال، وتدخل الأمريكان بشكل كبير بحجة دعم الثورة وعقدوا لقاءات مع الإخوان والمجلس العسكرى وبعض الرموز السياسية ونتيجة لذلك نجحت وساطة الإخوان لدى المجلس العسكرى فى سفر 19 أمريكيا كانوا متهمين فى قضية التمويل الأجنبى وسافروا على متن طائرة أمريكية خاصة فى مارس 2012، وكان خيرت الشاطر عراب هذه الصفقة برعاية المرشد والمشير طنطاوى وبعض القضاة، خاصة بعد تنحى القاضى محمود شكرى، وفى رأيى أنه يجب فتح هذه القضية مرة أخرى ومحاسبة المتهم الحقيقى فى تهريب 19 أمريكيا.
■ ما الدور الذى لعبه عمرو موسى وأيمن نور خلال الثورة ما وطبيعة علاقتهما بالإخوان؟
- بعد نجاح الثورة بدأت تظهر عدة شخصيات مؤثرة فى المشهد السياسى، وأخذت فى التودد لجماعة الإخوان ومنهم أيمن نور الذى استفاد من علاقته القديمة بهم، وعمرو موسى الذى كان يتم إعداده لتولى منصب رئيس الوزراء، خاصة بعد اتفاق جميع القوى السياسية عليه وموافقة الجماعة والمجلس العسكرى، لكن الموضوع فشل بعد ذلك بسبب قيام أيمن نور بدعوة قيادات المجلس العسكرى وعمرو موسى إلى منزله للاتفاق على الصفقة، لكن عمرو موسى بعد ذهابه لمنزل نور وجد عددا من الصحفيين، فغضب عمرو موسى واعترض ما أدى إلى فشل الصفقة.
■ هل تنحى مبارك كان متوقعا؟
- تنحى مبارك كان أمرا محسوما خاصة بعد تخلى الإدارة الأمريكية عنه وإعلان دعمها للثورة، وحاول مبارك خلال خطابه الإنسانى إعادة الأمور مرة أخرى إلى ما قبل 25 يناير، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ففى صبيحة اليوم التالى للخطاب حدثت موقعة الجمل، الأمر الذى عجل بنهاية مبارك خاصة أن الكثيرين ممن تعاطفوا معه بعد الخطاب تخلوا عنه بعد سقوط شهداء فى موقعة الجمل، وكانت تلك الحادثة من تخطيط التنظيم السرى للإخوان وتحت إشراف خيرت الشاطر، وبالإضافة إلى أن الإخوان كانوا وراء العديد من الأحداث، لكن لم يكتشف أحد ذلك، ما أدى لخروج أصوات تقول إن وراء الأحداث «طرف ثالث» أو «اللهو الخفى» بالإضافة إلى وجود بعض المقربين من مبارك شاركوا التنظيم السرى للإخوان فى القضاء على مبارك، وكانت قد صدرت تعليمات لرجال الحزب الوطنى من الشعب بعدم التحدث أو المشاركة فى أى شىء، حتى يتم الخلاص من نظام مبارك عبر الضغط على المجلس العسكرى الذى كان رافضا للتوريث.
■ ما أبرز الأسباب التى أدت لسقوط نظام مبارك؟
- كان مبارك يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين الأقوياء القادرين على حل أصعب المشاكل التى تواجه نظام مبارك، أبرزهم الدكتور رفعت المحجوب، الذى حاول قيادات الحزب الوطنى التخلص منه، إلا أن قربه من الرئيس مبارك حال دون ذلك، خاصة أنه مهندس استخدام الإخوان كفزاعة للضغط على أمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى نجاح مبارك فى جعل أوروبا تسقط ديون مصر كمكافأة لمصر بعد مشاركتها فى حرب الخليج، ما جعل النظام يقوم بالعديد من المشروعات وتطوير البنية التحتية، لكن بعد زواج السلطة بالمال والسماح لرجال الأعمال بفرض سطوتهم، واستعانة مبارك بمستشارين قانونيين فقط مثل فتحى سرور وشهاب مفيد وكمال الشاذلى، وعدم قدرتهم على تعويض الدور الذى كان يقوم به المحجوب، ما أدى إلى ضعف النظام وسمح لجمال مبارك وأتباعه بالسيطرة على مفاصل الدولة.
كما لعب أحمد عز دورا كبيرا فى إسقاط نظام مبارك، خاصة بعد التزوير الذى شهدته انتخابات 2010 وإقصاء جميع قوى المعارضة من المشهد السياسى.
■ ما الأسباب التى أدت لسقوط الشرطة  أثناء ثورة يناير؟
- الجميع ساهم فى إنجاح الثورة، لكن أحد أهم أسباب نجاح الثورة هو الطرف الثالث والذى انكشف بعد ذلك واتضح أنهم عناصر التنظيم السرى للإخوان بقيادة خيرت الشاطر، لكن أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الشرطة هو هروب قيادات الداخلية وترك شباب الضباط والعساكر فى مواجهة تنظيمات خاصة تبع الإخوان، ما أدى لفراغ أمنى نتج عنه عمليات اقتحام السجون، بالإضافة إلى دخول عناصر إرهابية البلاد عبر الحدود المجاورة.
لكن الغريب فى الأمر أنه بعد عودة الشرطة لن يتم القبض على أى متهم فى العديد من الأحداث المسجلة بالصوت والصورة منها معركة الجمل واقتحام وزارة الداخلية واقتحام مبنى أمن الدولة، بالإضافة إلى اعتداء ميليشيات الإخوان على المتظاهرين أمام الاتحادية، ما يثبت ضلوع الإخوان فى مؤامرة على الدولة ومؤسساتها.
■ ما الدور الذى لعبته حماس، وما هى علاقتها بالأحداث؟
- حماس كانت تأمل فى الخروج من أزمتها فى غزة، خاصة بعد فشلها فى المواجهات مع إسرائيل، بالإضافة إلى توتر العلاقات مع فتح، كما كانت علاقتها بنظام مبارك تسير من سيئ إلى أسوأ، الأمر الذى جعل حركة حماس تتعاون مع قيادات الإخوان، وساعدتهم فى عمليات اقتحام السجون وتفجير الأكمنة الأمنية، طمعا فى الحصول على مكافأة من الإخوان بعد وصولهم للحكم، الأمر الذى حدث بالفعل مع وصول مرسى إلى كرسى الرئاسة، فحاول مرسى تحقيق حلم حماس فى الحصول على جزء من سيناء وضمه لغزة وسعى لإلغاء حق التملك فى سيناء لغير المصريين وشراء أراض بسيناء لصالح حماس عبر أموال قطرية، الأمر الذى تصدى له الجيش ومنعه، لكن حماس ندمت بعد ذلك وعرفت أنها أخطأت بمساندتها للإخوان خاصة بعد عزل مرسى وضياع حلمهم، كما اكتشفوا أن الإخوان مستعدون للتحالف مع الشيطان نفسه لتحقيق حلمهم.
■ ما العلاقة بين المجلس العسكرى والإخوان؟
- أمريكا كانت تسعى لتحقيق تقارب بين المجلس العسكرى والجماعة لتصبح المتحكمة فى كل خيوط اللعبة، الأمر الذى أوجد علاقة بين المشير طنطاوى وبعض قيادات الجيش، استمرت حتى أطاح مرسى بالمشير طنطاوى، وكان السيناريو الموضوع هو خلق حياة ديمقراطية يصبح الإخوان جزءا منها، الأمر الذى كشف سعى الجماعة للاستيلاء على السلطة، وجعل قياداتها يخططون له وهو ما نجحوا فيه، وجعل مرشحهم محمد مرسى يخوض جولة الإعادة أمام أحمد شفيق وفى النهاية فوزه بالانتخابات، ولولا الانشقاق الذى حدث وعدم الاتفاق بين أبو الفتوح وحمدين وأبو العز الحريرى على مرشح موحد، لما نجح مرسى فى الانتخابات.. خاصة بعد نجاح الإخوان فى الإطاحة بعمر سليمان من سباق الانتخابات.
■ هل كانت رسائل متبادلة بين الإخوان وأمريكا وإسرائيل؟
- طبعا كانت هناك العديد من الرسائل المتبادلة بينهم سواء من الإخوان أو محمد مرسى نفسه عندما وصل إلى منصب الرئيس، بالإضافة إلى ما قاله عصام العريان عن حقوق اليهود المصريين فى مصر، فكانت تلك التصريحات بداية الغزل مع إسرائيل، فبعد وصولهم للحكم تغيرت تصريحاتهم تجاه إسرائيل، فبعد أن كان اليهود هم أبناء القردة والخنازير أصبح الحديث عن وجوب احترام لاتفاقيات مع الدولة الصهيونية أمر واجب، ثم جاء خطاب مرسى لشيمون بريز وما به من عبارات ود ومحبة والذى ختمه بصديقك الوفى وأنه يتمنى له أن تعيش إسرائيل فى رغد وتقدم، وذلك فى 14 يوليو 2012، الأمر الذى يكشف تغير موقف الإخوان من دون مقارنة من زجل مصالحهم والمصادفة الحزينة أن الخطاب جاء فى يوليو شهر الثورة المصرية وقائدها ومدى عدائه لإسرائيل وأمريكا.
■ هل هناك علاقة بين حرب الأيام الخمسة التى شنتها إسرائيل ضد غزة فى عهد مرسى والشباب المصرى الذين قبض عليهم فى تل أبيب؟
- هو سيناريو معد مسبقا وربما يكون متفقا عليه، فتشن إسرائيل الحرب على غزة ويتدخل مرسى لتهدئة الأوضاع، ولا أحد يعرف لماذا قامت؟! ولماذا توقفت؟ بل كانت محاولة لمنح مرسى شعبية وتصويره بأن المدافع عن قضية فلسطين، الأمر الذى يكشف أن عملية القبض على الشباب المصرى الذى ذهب لزيارة تل أبيب كان مخططا له لتتم عملية مبادلته بجواسيس إسرائيليين.
الأمر الذى يرفع الحرج عن مرسى ويظهره بمظهر المنقذ للشباب وهى سياسة إخوانية للتقارب مع إسرائيل لتحقيق مصالحهم.
■ ما دور البرادعى فى ثورة يناير؟
- البرادعى هو المبشر بثورة يناير وقد كتبت عنه مقالين قبل الثورة فى جريدة آفاق، الأول بعنوان «الله يرحم أبوك يا برادعى» أى نقيب المحامين الراحل مصطفى البرادعى لأنه لم يكن خائنا يوما ما، والمقال الآخر قلت فيه لم أنتخب البرادعى ضد مبارك والبرادعى أصلا متاجر وينفذ خطط أمريكا فى المنطقة ولم يدخل إسرائيل للتفتيش، بل دخل بالاتفاق مع أمريكا وإسرائيل ولم يفتش أى موقع إسرائيلى وهو يسير بتخطيط أمريكى لتحقيق مصالحه فقط ولا يهمه مصر بل يبحث عن مصلحته الشخصية ويسير بأوامر أمريكية، والنهاية أن الإخوان والبرادعى الآن خارج المشهد المصرى ولا وجود لهما إلا فى أوهام أتباعهم لأن مصر تعلمت الدرس من محاولة حكم الإخوان ومن المخطط الأمريكى للمنطقة العربية خاصة الشرق الأوسط.