الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المجتمع يرفع شعار «العيب» والبنات:«سرى للغاية»

المجتمع يرفع شعار «العيب» والبنات:«سرى للغاية»
المجتمع يرفع شعار «العيب» والبنات:«سرى للغاية»




كتبت - علياء أبوشهبة


 التثقيف الجنسى للشباب وبالأخص المقبلين على الزواج يعد من التابوهات والخطوط الحمراء التى ندير لها ظهورنا ونرفض الحديث عنها وكأنها غير موجودة، وقد ظهرت منذ سنوات قليلة جمعيات تقدم دورات للتثقيف الجنسى لا تلقى الكثير من القبول من المقبلين على الزواج، حاولنا التعرف على آراء الفتيات المقبلات على الزواج وحديثات الزواج فى هذه الدورات التثقيفية ومدى إمكانية إقبالهن عليها.
 «خايفة خطيبى يفهمنى غلط»
فى البداية تحدثت «ندى» عن مخاوفها الشديدة من ليلة الدخلة وما تثيره من رعب فى داخلها، خاصة أنها لا تجد المصدر المضمون للحصول على المعلومة الصحيحة، رغم أنها ليست صغيرة السن كما تقول فهى فى نهاية العشرينات من عمرها و تقول: «كلما اقترب موعد زواجى تحاصرنى الأفكار السلبية وما يزعجنى أن والدتى تتجنب الحديث معى عن الأمر». وبسؤالها عما إذا كانت سمعت عن دورات التثقيف الجنسى قالت: «نعم سمعت عنها و من الممكن أن أحضرها ولكن بدون دعوة خطيبى للحضور أو حتى علمه بالأمر لأنه سوف يظن أننى غير محترمة».
 أما «منال» التى تستعد للزواج خلال الأيام المقبلة رفضت تماما الحديث عن الأمر، و تعتبره «حرام و بجاحة» وتفضل أن العمل بمنطق «خليها على الله» متسائلة: «كيف تزوجت أمهاتنا وجداتنا فلم يكن لديهن أى علم بأى شىء ثم أصبحن أمهات»، وتقول إنها تشعر بالخجل الشديد مما تقوله دكتورة هبة قطب والتى تعتبر ما تقوله «مضللاً ومثيراً لغرائز الشباب، وتطلب من البنات أن يفعلن أشياء خلاف ما تربين عليه».
حكاية الكيس الأسود
 وتحكى «رشا» عن تجربتها فتقول أنها فضلت فى البداية الاعتماد على الكتب فاستعانت بكتاب «تحفة المرأة المسلمة» والذى يتمتع بأسلوب محترم فى عرض المعلومات حيث كانت من قبل استعانت بكتب مترجمة لديها أسلوب فظ فى عرض المعلومات شعرت أنه مثير أكثر من إعطائه للمعلومات الحقيقية،  تضحك «رشا» بشدة عندما تتذكر أنها كانت تشترى هذه الكتب خلسة وتضعها فى كيس أسود، لكنها استفادت منها كثيرا فى بداية زواجها، الذى لم تمر عليه سوى شهور قليلة، وترحب بحصولها مع زوجها على دورات للتثقيف الجنسى.
 علينا أن نبتعد عن النعامة.
دكتور مدحت عبدالهادى، المحلل النفسى واستشارى العلاقات الزوجية، يرى أن مشكلتنا فى المجتمعات الشرقية أننا نتعامل مع الجنس بمنطق «النعامة» حيث نفضل دفن رءوسنا فى الرمال بدلا من مواجهة المشكلة و التصدى لها فالجنس غريزة طبيعية، وحق لأى إنسان طبيعى، «من خلال عملى أقابل الكثير من الحالات التى يعتبر الفشل الجنسى هو أزمتها الحقيقية والذى يدفعهم للحصول على الطلاق».
 الكارثة الأكبر كما يقول د.مدحت فى أن معلومات الطرفين تكون فى الأغلب خاطئة ومدمرة وهو ما يترك أثاراً نفسية سيئة يصعب نسيانها كما أننا تعاملنا مع فحوصات ما قبل الزواج من منطلق أنها مجرد إجراء يدفع الكثيرين رشوة لإتمامه سريعًا.
يكمل د. مدحت عبدالهادى موضحا أن دورات التثقيف الجنسى تحظى فى الأغلب باهتمام المتزوجين وليس المقبلين على الزواج؛ وهو أمر طبيعى نظرا لحاجز الخجل الذى تفرضه المجتمعات الشرقية على طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجتمعاتنا فى تلك المرحلة، كما يشير إلى أنه كثيرا ما يواجه حالات يأتى فيها أحد أطراف العلاقة دون الطرف الآخر، والجدير بالذكر أن السيدات هن الأكثر إقبالًا للحصول على هذه الدورات.
ويرى د.عبدالهادى، أن الحل الأمثل فى نشر محاضرات التثقيف الجنسى وليس التدريس كمنهج علمى فى المدارس، ويطالب أن يتم ذلك لأولياء الأمور والأبناء فى نفس الوقت.