الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«عويس» لمس جذور المجتمع المصرى بالنقد والتحليل

«عويس» لمس جذور المجتمع المصرى بالنقد والتحليل
«عويس» لمس جذور المجتمع المصرى بالنقد والتحليل




كتبت – سوزى شكرى


أقام المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا احتفالية بعنوان «مئوية الدكتور سيد عويس»، بحضور الأمين العام للمجلس الدكتورة أمل صبان وعدد من علماء الاجتماع والمفكرين والأدباء منهم نجله الدكتور مسعد سيد عويس، الدكتور أسامة برهان نقيب المهن الاجتماعية، السفير اللبنانى خالد زيادة، سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، ورفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، والكاتب سيد ياسين، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع، والدكتور أحمد دراج، والشاعر شعبان يوسف، وقد تضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلى مدته عشر دقائق عن الدكتور سيد عويس.
 بدأت الاحتفالية بكلمة للدكتورة أمل الصبان، حيث ذكرت أن استعرضت خلالها مسيرة رائد وعالم الاجتماع الراحل الدكتور سيد عويس والمحطات الهامة فى مشواره ووصفته بأنه أحد علماء الاجتماع، وقد اهتم بخصوصية الثقافة القومية، وركز مؤلفاته على التواصل الحضارى لشعبنا العريق.. وأضافت أنه يعتبر الضمير الحيّ للمجتمع المصرى فى همومه الذاتية وتطلعاته المستقبلية، حيث حمل بأمانة تاريخه الذى أحبه إلى حدّ العشق وعايشه بشفافية، وحلّل ظواهره وسماته العامة وأبدع فى نظرياته، تاركًا عطاءً خصبًا من الكتب والدراسات والمحاضرات، التى لمست جذور المجتمع بالنقد والتحليل والإرشاد النفسى والتوجيه التربوي، وأوضحت الصبان أن الراحل كان يؤمن بالتجربة الذاتية، ويعتقد أنها مهمة ومثلها مثل أهمية المدرسة والجامعة. وأشارت إلى كتابه «لا للعنف» الصادر منذ أكثر من 30 عامًا، والذى تنبأ بما يحدث الآن، إذ استطاع أن يضع يديه مبكرًا على بذور واحدة من الظواهر التى اجتاحت المجتمع، وهى العنف الموجه وربما الممنهج على شتى الأصعدة ومختلف الوجوه. ويرى د.سيد عويس فى كتابه أنّ العنف الذى مارسته الجماعات المتطرفه دخيل على الشخصية المصرية، وذلك فى ضوء تراثنا الثقافى المصرى، وأكد قائلا: «نجد أنّ المصريين القدماء عرفوا أنّ الرجل الفاضل يُسمى محبًا وحامل السلام»، وكتب «إننى أدعو للسلام القائم على العدل. مع ملاحظة أنّ مفهوم العدالة نبت فى تربة مصر منذ آلاف السنين فى شكل إلهة العدالة «ماعت»، وكان شجاعًا وهو يُقر بالحقيقة التى يتغافل عنها المتطرفون وأرجع السبب إلى الخصوصية الثقافية لكل شعب، فكتب أنّ المسيحية والإسلام عندما دخلا مصر «لم تكن مصر أرضًا بكرًا أو صحراء جرداء»، بل إنّ مصر أعطت العالم القديم كله التحضر بعد أنْ نقلته اليونان عن مصر.. كما كان لكتابه «هتاف الصامتين: ظاهرة الكتابة على هياكل المركبات فى المجتمع المصرى المعاصر» تأثير كبير على عدة مستويات من القراء بدءًا بالمفكرين والمثقفين وانتهاءً بطلاب المعرفة والثقافة.
وقرر الحاضرون تدشين كتاب تذكارى للحضور بمناسبة مئوية ميلاده، وأعلن الكاتب والمفكر سيد ياسين، وهو أحد تلامذة العالم الراحل بأنه سيقوم بكتابة مقدمة الكتاب.