الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إياد علاوى رئيس الوزراء العراقى السابق لـ«روزاليوسف»: إيران تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط لغياب مصر




 حذر الدكتور إياد علاوى رئيس الوزراء العراقى السابق من انزلاق جديد للعراق نحو العنف فى ظل ما وصفه بحكم الديكتاتورية لنورى المالكى رئيس الوزراء الحالى مما سيقود البلاد إلى التقسيم والطائفية مؤكدًا أن محاولات التمديد له لفترة ولاية ثالثة تمثل احتكارًا للسلطة دون مشاركة باقى الائتلافات العراقية موضحًا فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» أنه رفض حضور القمة العربية الأخيرة حتى لا يكون شاهد زور وهو يرى أبناء عروبته ينزفون دمًا وهو ما يستدعى ضرورة استعادة مصر مكانتها العربية والعالمية لأن إيران استغلت الأوضاع الحالية فى الوطن العربى للسيطرة على الشرق الأوسط.. وإلى نص الحوار..
 
 
 
■ كيف ترى مستقبل العراق بعد عدة سنوات من سقوط نظام صدام وإلى اى طريق يتجه؟
 
- بعد مضى تسع سنوات على إسقاط الولايات المتحدة الطاغية فى العراق وما كلفه ذلك للبلاد من الأرواح والأموال، بدأت البلاد تنزلق مجددا نحو براثن حكم فردى خطير الذى لا شك انه سيقود إلى ديكتاتورية شاملة بدأت فعلا تطيح بكل الآمال والطموحات من أجل عراق اتحادى ديمقراطى مزدهر ومستقر. فرئيس الوزراء نورى المالكى يخرق الدستور باستمرار، مستغلا الدعم اللامحدود لطهران وعدم مبالاة واشنطن، من أجل تركيز السلطة بيده مستخدما قوى الأمن والجيش لتهديد واضطهاد منافسيه السياسيين، بل والمجتمع بشكل عام كما اتضح فى اضطهاده للتظاهرات السلمية فى العراق مؤخرا.
 
■ وما السبب وراء تصعيد حدة الهجوم على اقليم كردستان العراق؟
 
- مؤخرا قام المالكى بتصعيد خطابه العدائى ضد حكومة اقليم كردستان على خلفية تحركه غير الدستورى ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمى ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك مباشرة بعد عودته من رحلة الى الولايات المتحدة الأمر الذى أدى بالعراقيين إلى استخلاص المواقف الخاطئة بشأن دور الولايات المتحدة فى سلسلة الأحداث هذه، بشكل يتناقض كليا مع رؤية الولايات المتحدة لبناء دولة ديمقراطية فى العراق تقوم على الحريات المدنية والمصالحة الوطنية والقضاء العادل المستقل وأنظمة سياسية واعلامية تعددية كما أن تجاهل الولايات المتحدة الواضح للوضع فى العراق أعطى المالكى ثقة غير مبررة للتحرك والاقتراب بشكل أكبر من هدفه فى إقامة سلطة مطلقة عن طريق تجنبه الفاضح لتطبيق اتفاقية اربيل لتقاسم السلطة التى كانت برعاية مسعود البرزانى والبيت الأبيض، وفعلا تلاشى الآن وبشكل حقيقى اى زخم متبق للمبادرة وانزلقت البلاد مجددا نحو الطائفية والحكم التسلطى بدلا من التوجه نحو البناء والمصالحة. وبات هذا الوضع يغذى خيبات الأمل المتزايدة بين اوساط العراقيين ازاء دور الولايات المتحدة وجهودها لإقامة ديمقراطية مستقرة فى العراق.
 
■ وما عواقب حكم المالكى الذى تصفه بالديكتاتورية على مستقبل العراق؟
 
- فى ظل الغياب المتواصل لأى جهد واضح من قبل واشنطن كراعية لاتفاقية اربيل من أجل تجاوز المأزق الحالي، فان العراق سيسقط حتما فى دوامة من العنف بين طوائفه واعراقه وحتى أحزابه السياسية. كما أن استمرار الوضع الحالى سيؤدى إلى تفاقم الخلافات ويشجع أيضًا بعض المحافظات على إعلان نفسها مناطق مستقلة كما هو الحال مع محافظات البصرة وصلاح الدين والانبار وديالى. وهذا سيؤدى بدوره إلى مضاعفة النزاعات بين الحكومة المركزية والأقاليم من جانب وبين مختلف الطوائف والفرق الدينية التى مابرحت تتنافس فيما بينها من أجل السلطة والنفوذ من جانب آخر، بما يهدد باحياء جولات العنف الانتقامى المتبادل التى شهدها العراق فى الأيام السوداء بين عامى 2006 و 2007. بل ان تشظى العراق والعودة إلى العنف الطائفى لن تمزق نسيج المجتمع العراقى فحسب وانما ستزعزع بشكل أكبر منطقتنا التى تعانى أصلا من عدم الاستقرار بما يمهد لتدخل دول الجوار التى تتنافس الآن على النفوذ فى العراق.
 
■ هل لإيران دور فى محاولات تعرضك للاغتيال؟
 
- هناك عناصر مرتبطة بإيران خططت لاغتيالى وهى الحرس الثورى الإيرانى ولقيت عدة تحذيرات من دول عربية صديقة أكدت لى ذلك.
 
 ■ وكيف ترى زيارة نجاد الأخيرة لجزيرة أبوموسى المتنازع عليها مع دولة الإمارات؟
 
- أرى أن تلك الزيارة هى زيارة استفزازية من قبل نجاد لمشاعرالدول العربية المجاورة.
 
■ هل ستوافقون على التمديد للمالكى لولاية ثالثة؟
 
- تلك المحاولات هى احتكار للسلطة وتدمير للعملية السياسية بالكامل فى العراق واذا لم يقم المالكى بالشراكة الواقعية سوف نختار شخصًا غيره من التحالف الوطنى.
 
■ لماذا اعترض المالكى على دعوات دول عربية بتسليح المعارضة السورية؟
 
- ان السعودية وقطر تلتزمان بموقف جامعة الدول العربية وقرارات الدول العربية فى الشأن السورى ولا أرى أى مبرر لتوجيهه الاتهامات إلى أى دولة عربية وإنما يتعين طرح التصورات والمبادئ والتى بموجها ممكن حل المسألة السورية أو اليمنية أو غيرها من مناطق التوتر، والظاهر أن المالكى قد نسى أن السعودية دعمت المعارضة العراقية إبان عهد صدام ومنها فتح الأبواب أمام جماعات من حزب الدعوة.
 
■ هل نجحت العراق فى استضافة القمة الماضية؟
 
- لم تكن القمة الأخيرة موفقة على الإطلاق لا من حيث مستوى الحضور والتمثيل ولا من حيث القرارات والأخطر من ذلك، لم تكن بمستوى التحديات المصيرية والتوترات التى تمر بها الدول العربية والمنطقة، وعجبى هو مباركة الرئيس الأمريكى لبعض القادة العراقيين بالقمة الثالثة والعشرين وتساؤلي: هل مباركته جاءت لأن القمة لم تخرج بقرارات بمستوى طموح شعوبها. لذلك اقول إن القمة الماضية لم تنجح من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.
 
■ ما أسباب عدم حضورك تلك القمة؟
 
- لا أريد أن أكون شاهد زور أو متفرجاً فقط وأمتى تنزف دماً غزيراً وتعمها التوترات والمشاكل حتى المسألة الفلسطينية وعملية السلام العادل والشامل، وللأسف الشديد تحقق تراجعاً مخيفاً، فضلاً على ذلك فإن نظام بغداد لم يشاور القوى السياسية العراقية ابداً فيما يتعلق بموقف العراق من القمة ومن المشاكل الواسعة التى كان يتعين تناولها فى القمة.
 
■ هل استطاع المالكى تمرير قرارات تصب فى صالح النظام السورى بحكم علاقته بإيران؟
 
- السياسة العراقية متخبطة أو بمعنى أدق لا وجود لسياسة واضحة للنظام العراقى فبالأمس رأينا الاتهامات الشديدة الموجهة من قبل النظام العراقى للنظام السورى فيما يتعلق بدعم الأخير للارهاب فى العراق واليوم نرى موقفاً آخر فلا نعلم ما نصدق، هذا أم ذاك، القمة كانت مطالبة بوضع تصورات جادة حول ما يحصل فى سوريا والسودان والصومال واليمن وإيران ومداخلاتها فى الشأن العربى وأوضاع العراق المحزنة ونحن فى السنة العاشرة من الاحتلال، وطبعاً مسألة فلسطين ودعم مصر على الاقل اقتصادياً لكن كل هذا لم يحصل.
 
■ إذن كيف تتحرك إيران فى العراق؟
 
- إيران تعبث بالمنطقة وتتدخل فى شئونها ولعلنا فى العراق نجد ذلك واضحاً كما فى دولة الإمارات العربية فيما يتعلق بالاستحواذ على جزر الإمارات فى الخليج العربى، ولإيران الدور الأهم فى العراق فهى تقرر من يحكم ومن لا يحكم بصرف النظر عن ديمقراطية العراق والتى جاء بشكلها الحالى الاحتلال.
 
■ ما هى حقيقة الاتهامات الموجهة إلى طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى؟
 
- لم نر من الاتهامات إلا ما ترشح منها بالإعلام ولم يتمكن محامو الدفاع من الاطلاع على التحقيق ورأينا كيف أن أحد المعترفين (كما تدعى الحكومة) مات من التعذيب لكننا على قناعة من أن هناك استهدافاً لأصحاب المشروع الوطنى فى العراق سواء كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيين عربًا ام كرداً ام تركماناً.
 
■ ما موقفك من تسليح المعارضة السورية وهل ترى أن الحل فى التدخل الأجنبى؟
 
- لا أؤيد التدخل الأجنبى ولا اتفق مع توسيع رقعة المواجهات المسلحة، مطلوب من العرب والعالم موقفاً أقوى بكثير مما هو عليه الآن يضع النقاط على الحروف ويستلهم مطالب الجماهير ومحاكمة المرتكبين وإيقاف حمامات الدم، والتنفيذ الفورى لقرارات جامعة الدول العربية.
 
■ ما وجهة نظرك حول صعود الإسلاميين الى الحكم فى عدة دول عربية؟
 
- الإسلاميون المقصود بهم الحركات الإسلامية فأنا أرى أنهم جزء من مجتمعنا وعليهم وعلى الآخرين أن يفهموا ذلك وأن يكون الاحتكام إلى الشعوب وإرادتها بالتنافس الحر الشريف وعلى الكل ومنهم الإسلاميون الابتعاد عن اى تطرف سياسي، هناك تجربة تركية جيدة وفيها توازن وتنافس حقيقى وهى دولة مدنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أنا أرى أن أى انحراف عن بناء الدولة المدنية ومن أى طرف كان سيصيب الأمة باحباطات جديدة لا سمح الله.
 
■ وكيف ترى الموقف فى مصر بعد صعود الإخوان؟
 
- أنا ادعم مرشحى المشروع الوطنى العروبى فى مصر وسأدعم خيار الشعب المصرى العزيز مهما كان.
 
■ هل أصبحت العراق أداة فى يد إيران؟
 
- إلى حد كبير نعم والأدهى من ذلك أن هذا جرى ويجرى تحت ظل الاحتلال وبسكوت العالم.
 
■ وما هو الحل جراء هذا التغلل الإيرانى فى الدول العربية؟
 
- بالتأكيد إيران تسعى لملىء الفراغ بعد انكفاء العراق وانكفاء مصر بسبب أوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية وفى اليمن هناك مخاض خطير حتماً هناك وجود اقليمى غير عربى إلى حد ما فيما يحصل باليمن، ولكن العراق ممكن أن يخرج من تحت الغطاء الإيرانى من خلال بناء العملية السياسية بناء متوازناً وبناء الدولة العراقية ذات المؤسسات الحرفية والمهنية الناجزة والقادرة على التصدى لوضع العراق فى مسارات الاستقرار والتقدم والبناء وأخيرًا من خلال الدعم العربى والإسلامى والدولى لحين أن ينهض العراق من كبوته.