الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الكواليس السرية للشرق الأوسط» جديد القومى للترجمة

«الكواليس السرية للشرق الأوسط» جديد القومى للترجمة
«الكواليس السرية للشرق الأوسط» جديد القومى للترجمة




كتب – مجدى الكفراوى


صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من (الكواليس السرية للشرق الأوسط: النصف الثانى من القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين) والتى كتبها وزير الخارجية الروسى  الأسبق يفجينى بريماكوف، وقام بترجمتها نبيل رشوان.
الكتاب يرصد الأحداث بداية من  انهيار المنظومة الاستعمارية وظهور دول جديدة على الخريطة العربية، ويروى الكتاب كيف أن جمال عبد الناصر كا ن أكثر ثباتا على السلطة، من بين الدول التى تحررت من الاستعمار ،وبدأت بالفعل معالم التيار القومى المصرى فى الظهور بشكل أوضح أيضا من خلال السعى لتصفية جميع مواقع دول الاستعمار العسكرى والاقتصادى المتبقية، كما وضحت البراجماتية فى السياسة الخارجية التى تميزت بتطور متقطع فيما يخص الولايات المتحدة والتعاون الوثيق مع الاتحاد السوفيتى، فقد شكلت العقيدة القومية العربية الثورية حقبة كاملة من التاريخ العربى وكان البطل الرئيسى فى هذا المشهد بلا منازع هو جمال عبد الناصر، ويروى المؤلف، كيف لعب الجيش الدور الحاسم فى تغيير الانظمة الاستعمارية وشبة الاستعمارية فى أغلب الدول العربية لأن الجيش –كان ولايزال- هو القوة الأكثر تنظيما، ثم يستعرض المؤلف أكثر من نصف قرن بما يحتويه من صراعات وحروب تقلبات فى السياسات الدولية: فيتناول من خلال فصول الكتاب: الفرص الضائعة لنزع فتيل التوتر العربى-الإسرائيلى، حتمية المواجهة مع الغرب، طريق وعر لتقارب الاتحاد السوفيتى والعالم العربى، غياب المستقبل  الشيوعى، الولايات المتحدة تتصدر المشهد، بداية ونهاية حرب الأيام الستة-خلفية الصورة، نيكسون وكارتر – تكتيك شرق أوسطى جديد، حرب 1973، كيف صنع الاتفاق المصرى الإسرائيلى، لبنان فى قلب التناقضات، الاتحاد السوفيتى وإسرائيل، ظاهرة صدام حسين، إيران قوة إقليمية نووية، إسرائيل دولة نووية غير رسمية، الربيع العربى وأخيرا التسوية فى الشرق الوسط – الفرص الضائعة والمستقبل.  وبحسب المؤلف، فانه فى بدايات عام 2011 اجتاحت كلاً من تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسوريا موجة مظاهرات عارمة. فقد أدى الانفجار الثورى فى مصر وتونس الى تغيير النخب الحاكمة، فيما يسمى الربيع العربى، ويختتم المؤلف الكتاب ، بأنه بعد الربيع العربى أصبحت الأحداث معقدة وغالبا غير متوقعة، وقابلة للانفجار فى اى لحظة، وتكونت حولها تربة لنظرية (أن تناقض العالم اليوم هو حضارى-دينى) وهذا النوع من التقسيم مرتبط بظهور الإرهاب على المسرح الدولى الذى يزعمون أنه مرتبط بالإسلام بوصفه دينًا، وفى مثل هذه الأحوال يجب علينا توضيح للشرائح الأوسع من غير المسلمين، ما الفرق بين الإسلام الأصولى والإسلام  المتطرف وأنه لا يمكن لدين من أقدم الأديان التى يدين بها سكان الأرض- بحسب المؤلف- أن يولد الإرهاب، ويحذر المؤلف من صعود التطرف الإسلامى والذى لاحظه الجميع فى الآونة الأخيرة، ويختتم الكتاب بأن العالم منذ فترة قصيرة كان مقسمًا على أساس أيديولوجى، واستطاعت الإنسانية أن تهزم هذا، لكن تقسيم العالم على أساس دينى حضارى جديد، بإمكاننا القول أنه ليس أقل تهديدًا، ويجب أن تجد الإنسانية فى نفسها القوة لكى تتخطاه.