السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبنى: هاجرت مع زوجى لأمريكا بسبب اعتقاله فى عهد عبدالناصر

لبنى: هاجرت مع زوجى لأمريكا بسبب اعتقاله فى عهد عبدالناصر
لبنى: هاجرت مع زوجى لأمريكا بسبب اعتقاله فى عهد عبدالناصر




حوار - سهير عبدالحميد


على رغم عودتها لمصر منذ سنوات طويلة ورغم رصيدها الفنى وأفلامها التى  اعتبرتها السينما المصرية علامات فى تاريخها إلا أن الفنانة لبنى عبدالعزيز لم تحظ بتكريم رسمى من الدولة حتى هذه اللحظة وهذا عن تعمد وقصد على حد قولها مؤكدة أن هذا الأمر لا يشغل بالها ولكن يثير فضولها  لمعرفة السبب.
لبنى عبدالعزيز أو جولييت جاردن سيتى، كما كانوا يطلقون عليها فى الستينيات فتحت لـ«روزاليوسف» قلبها وتحدثت عن وجودها مؤخرا بمهرجان الاقصر وذكرياتها مع اهل الفن وعن تفاصيل شخصية تكشفها لأول مرة عن حياتها الخاصة وزيجاتها وحقيقة مطاردة المخابرات المصرية فى عهد عبدالناصر  وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:

 


■ بداية كيف رأيتى تكريمك فى الدورة الرابعة لمهرجان الأقصر واختيارك رئيسة شرفية له؟
- سعدت جدا بهذا التكريم خاصة أن الأقصر لها معزة خاصة لدى ففيها صورت فيلم عروس النيل وقضيت شهر العسل مع زوجى الدكتور إسماعيل وأتمنى أن يكون هناك مهرجان فنى فى كل محافظات مصر حتى  نجذب انظار العالم إلينا والسياحة تعود لبلد السلام خاصة أن العالم لديهم  فكرة  عنا أننا طول الوقت  ماسكين سكاكين وبندبح فى بعض.
 ■ هل تكريم الدولة تأخر بالنسبة للبنى عبدالعزيز؟
-  هو تأخر متعمد خاصة فى السنوات الأخيرة فاسمى حذف من أسماء المكرمين أثناء عيد الفن العام قبل الماضى  لأسباب شخصية على الرغم أنه كان موجودا من بداية الترشيحات التى تقدم بها الدكتور أشرف زكى لرئاسة الجمهورية، حيث فضلوا اسم عن اسم وعلى العموم أنا مش زعلانة.
■ تنتمين للعصر الذهبى للسينما المصرية، حدثينا عن علاقتك بفنانين جيلك وشكل المنافسة بينكم؟
- منذ دخولى الفن  ولم يكن لى أى علاقات داخل الوسط الفنى خاصة أنى  دخلته بالصدفة صحيح كنت ممثلة وأدرس  دراما فى الجامعة الأمريكية لكن فى هذا الوقت كان التمثيل غير مقبول من العائلات وقتها  أرادت أن أجرب وإحسان عبدالقدوس جارى وصديق العائلة كان يشجعنى على خوض هذه التجربة ويلح على أن أقدم «أنا حرة» لأنها قصة حياتى أنا وهو وفى هذا الوقت عبدالحليم كان بيجهز «الوسادة الخالية» وأنا قلت هجرب الأول فيها وكان شرطى  عليهم ألا أوقع عقدا إلا بفيلم واحد وإذا نجح استمر.  
■ ما هى الأعمال التى تحبين مشاهدتها؟
- من زمان ولا أحب الذهاب للسينما وكنت لا أذهب لها الا عندما يقال إن هناك فيلما جيدا حتى بعد عودتى من أمريكا حاولت أرى أعمال قدمت فى الفترة التى غبت فيها لأرى ما فاتنى لكن للأسف وجدت أنها أخذت منحنى آخر غير الذى كنت أعرفه فبطلت أتفرج على سينما حتى الدراما أصبحت مليئة بالاسفاف ولا تحترم شهر رمضان وانزعجت جدا مما يعرض فى هذا الشهر الكريم واضطر اقضيه خارج مصر لأنى أشعر أن المسلسلات تهينة بدلا من تكريمه سواء بكثرة الأعمال أو بمضمونها.
■ لماذا لا تحبين أن ترى نفسك على الشاشة؟
- لأنى دائما أشعر أن  هناك شيئا ناقصا كان لازم أعمله.
■ هل مقياس الجمال فى جيلك تغير عن  الجيل الجديد؟
- لكل عصر جماله وعمرى ما فكرت أنى جميلة وكنت أغضب جدا عندما  ينظرون لى على أنى  ممثلة جميلة والحمد لله الأدوار القليلة التى قدمتها خرجت من منطقة الجمال واعتمدت أكثر على التمثيل فأنا أفضل أنهم يوصفونى بالذكاء والثقافة والخلق عن أنهم يقولون انى بنت جميلة لكن فى العموم الجمال فى السينما  اول شىء ينظر له.
■ هل قدمتى فى بدياتك أعمال بهدف الانتشار؟
- لحسن حظى أن 18 فيلما الذى قدمتها على مدار مشوارى لم أقدم فيها فيلما لا يقول  شيئا أو لا يقدم رسالة.
■ الفترة الأولى من حياتك الفنية هل تأثرت اختياراتك بزواجك من المنتج رمسيس نجيب؟
- بالتأكيد أثر على وعلى السينما المصرية كلها  فأنا اول فنانة اكتشفها رمسيس نجيب بعدها قدم معظم نجمات جيلى وظهرت صناعة النجم فى مصر وكنت اشجعه على ذلك وأساعده فقد كنت  اخذ الوجوه الجديدة وأساعدهم وأذهب بهم لمدرسين فى التمثيل والموسيقى والإتيكيت.
■ هل منعك أنك تشتغلى مع منتج غيره؟
- لم يمنعنى لكنى حبيت العمل معه وبيننا كميا واتفاق وكنت اختار ما أريد  أن اقدمه فقد اجتمعنا على حب السينما.
■ فى فترة الستينيات هل تعرضتى لمضايقات من جانب المخابرات فى عهد عبدالناصر كمحاولة للعمل معهم مثلما حدث مع فنانات أخريات؟
- لم يحدث هذا لكن زوجى الدكتور اسماعيل تعرض لمضايقات ففى أحد الأيام فوجئنا بالقبض عليه أمام منزله وتم اعتقاله لمدة 24 ساعة وعندما علمت بالأمر اتصلت بوالدى ليجرى اتصالات لمعرفة الحقيقة ووقتها تدخل رئيس مخابرات الجيش وخرج زوجى فى نفس اليوم.
■ ما سبب القبض عليه؟
- الفتن وقتها كانت كثيرة حيث أشيع أن زوجى يتحدث عن الرئيس عبدالناصر بشكل غير لائق ومن وقتها قرر الهجرة خارج مصر فى هذا الوقت أنا  كنت بعيدة عن السياسة ولم أتعرض لأى مضيقات من جانب السلطة وسافرت مع زواجى بإرادتى وقد يكون هو تضايق من الموقف الذى حدث معه  فقرر السفر وهذا كان قبل نكسة 1967.
■ الجميع يعلم بصداقتك الكبيرة بعبدالحليم حافظ فهل كنتى  تعلمين شيئا عن زواجه من سعاد حسنى؟
- لم يكن لى حياة اجتماعية فى السينما وصداقتى بحليم كانت فنية وليست شخصية والشلة التى كنت دائما فيها كانت  شلة كامل الشناوى التى ضمت  كمال الملاخ وإحسان وأنيس منصور وفتحى غانم  وكنت أنا لعبتهم لأنى وقتها كنت صغيرة ووالدى كان صحفيا  فى الأهرام معاهم وكنت أحب أكون موجودة  فى هذه الصحبة لأن معظمهم مفكرين وأدباء استفيد بخبرتهم وفكرهم.
■ حدثينا عن مرحلة ما بعد سفرك لأمريكا؟
- تحولت لامرأة عادية وربة أسرة وزوجه وأم تغسل وتطبخ وتوصل الأولاد المدرسة.
■ هل ربيتى بناتك بنفس الطريقة التى نشأتى عليها؟
- بالتأكيد حاولت أنى لا أتركهن يندمجن فى  القواعد الأمريكية وأروى لهم وأتحدث لهم باستمرار عن عادتنا وتقاليدنا لكن للأسف الخطأ الكبير الذى  وقعت فيه أنا وزوجى  أننا ركزنا فى تعليمهن على اللغات الأخرى ولن نعلمهن اللغة العربية وهذا كان بناء  على نصيحة  أطباء أغبياء نصحونا ألا أجعلهم يشغلن بتعلم أكثر من لغة وفى وقت متأخر  اكتشفت أن الطفل يسيطيع أنه يمتص فى السنوات الأولى  أكثر من لغة.  
■ ماذا عن الجانب الدينى فى حياتهن؟
- تعلمن قواعد  الدين وأصوله بداية من قراءة القرآن والصلاة والصيام وكان هناك بجوار البيت مسجد  نذهب له من وقت لآخر لكن للأسف الدين الإسلامى فى الخارج أخذ اللون الأسود.
■ هل أعطيتهم الحرية فى اختيار شريك حياتهم؟
- بالتأكيد فهن اخترن أزواجهم وهم أمريكان أشهروا إسلامهم فى القنصلية قبل الزواج وحضر زفافهم سمير صبرى وصدفة أنى أنا وبناتى تزوجنا وارتبطنا برجل على غير ديانتنا واعلنوا اسلامهم لكن الفرق ان أهلى رفضوا الفكرة من البداية وتعرضت لهجوم منهم بسبب زواجى من رمسيس نجيب الذى أشهر إسلامه قبل أن يتزوجنى.
■ حدثينا عن تجربتك فى السينما العالمية؟
- قدمت النسخة الإيطالية من فيلم «وإسلاماه » وهذا كان نتاج تعاونى مع رمسيس نجيب  حيث اعطانى كتاب «وإسلاماه» لعلى أحمد باكثير وسافرت لأمريكا وأجريت اتصالاتى مع الوسط الفنى هناك واستعنا  بكاتب سيناريو حاصل على الأوسكار  مخرج حاصل على الأوسكار وقام شادى عبدالسلام بتصميم الملابس ونفذت فى إيطاليا كما استعمنا  بممثلين إيطاليين  قدموا أدوار فريد شوقى وتحية كاريوكا وهذا الفيلم وقتها كان فكرة  جديدة على السينما.
■ لماذا لم  تكملى الطريق؟
- بعد سفرى جاءت لى عروض عالمية  ومثلت فيلمًا انجليزيًا صورته فى لندن باستديو شبرتن وفرحت به جدا لأن  فلوسه كثيرة لكن وبعدها جاء لى عرض احتكار  من شركة  «إم تى إم «التى  اشترطت عليا قاسية   لمدة سبع سنوات وألا أتحرك أى خطوة الا بموافقتهم وأنا لا أزور مصر أو أرى أهلى خلالهم فرفضت.
■ وكيف ترين تجربة الفنان المصرى فى السينما العالمية؟
- عمر الشريف الوحيد اللى عمل اللى محدش عمله فى السينما المصرية ووصل للعالمية على الرغم أن رشدى أباظة وأحمد رمزى كانوا مرشحين أيضا للمشاركة فى «لورانس العرب» أيضا  فاتن حمامة قدمت  فيلم «كايرو» لكنهم لم يستطيعوا الوصول لمكانة عمر الشريف العالمية  فالمجتمع العالمى ينظر لهذا الأمر بنظرة مختلفة  فهناك نجوم لهم شهرة كبيرة فى بلدهم وموهوبين لكن لا يصلوا للنجومية على مستوى العالم.
■ هل تتدخل  الحسابات  السياسية فى ذلك؟
- لا أعتقد ذلك فالفن منفصل عن السياسة.
■ ما الشىء الذى  يخيفك؟
- بضحكة شديدة ترد «الصرصار» وتسترد قائلة: لا أخاف من شىء أنا إنسانة متصالحة مع نفسى ورفضت أن أقدم شيئًا أخجل منه عبر مشوارى الذى لم يتعد عشر سنوات  القصير فأنا ذوقى ميال لتقديم أفلام هادفة خالية من الجنس والمخدرات وتحديت لقب  «جولييت من جاردن سيتى» تحديت بجانب أننى أنتمى لطبقة.