الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لما قلبه ينشف من قلّة الحب والتدوير على شغل!




العجز هو المفردة النقيض للشباب، بما ان مجتمعنا بيتعامل مع العجز على انه تقدم فى السن، طول عمر المفهوم ده هو السايد، لكن الوضع اتغير، فى بلد خرج فيها الشباب وكله غضب واسقط نظام حكم اكبر من عمره فى بعض الحالات. امتى الشاب يعجز، سؤال طرحته «اتكلم» على عدد من الشباب علشان نعرف ايه هو مفهوم العجز عندهم؟، فسمعنا الاجابات التالية.
 
 
 
 
 
يسرا ابراهيم، طالبة فى كلية اداب انجليزى جامعة القاهر، شايفة ان الشاب بيعجز لما قلبه يبقى عجوز، وقالت فى شرحها لوجهة نظرها: «ممكن قلب الشاب يبقى عجوز لان تفكيره رجع يبقى طفل تانى، ومهتم بس بالخبرة ومفيش تجديد لمشاعره، فقلبه يعجز وميقدرش يحب تانى، ولا يسامح، وممكن كمان يكون مجروح ومش عارف يداوى نفسه، ممكن يحس انه كبر فجأة ومش عايز يتعلم، وصل لمرحلة انه بقى حكيم اكتر من انه عايز يدى طاقة لحياته علشان يستمر، ويبقى وجود الناس زى عدمه فى حياته، كل ده بيعجز الواحد.
 
وحددت يسرا سبب الاخفاق فى الاحساس بالشباب وقالت: «الشاب بيعجز بجد لما يبقى مشلول على انه يبدع او يجدد حياته، السبب فى ده اما صدمة عاطفية، او صداقات فاشلة، او انه يبقى مش عارف يوصل لحاجة من أحلامه».
 
رامى الالفى، مصور فوتوغرافيا حر، بلور رده على سؤالنا فى السطور التالية: «الشاب يعجز لما يبقى بانى كل امالك على انه تخرج ويلاقى شغل ويساعد اهله وبعدين يتفاجأ بسور كبير اسمه معندناش شغل وفوت علينا بكره ومعامله زى الزفت، بيبقى فاكر انه هيطلع من الدراسة وبعدين يعدى سنتين الجيش، يلاقى بعدها وظيفة والدنيا تبقى جميلة، وبعد سنتين تلاته ويتجوز ويبنى عائلة، تيجى الدنيا تقفل فى وشه، شكرا لكل خطه كان حاططها، مفيش شغل، مفيش فلوس، عليه ديون، عايز يساعد اهله، مفيش مفيش مفيش، بيركبه الهم، يكتئب من قعده البيت والقهوة، مش لاقى حاجه طبعا يعملها، مش بيكون قدامه غير حل واحد من اتنين.
 

 
يا يبيع ويشرب مخدرات ويكبر دماغه، او يشتغل اى حاجه، بتاع بطاطا فى الحسين زى خريج الهندسة اللىاعرفه، يا يبيع بلالين، اى حاجه تجيب فلوس، شوية شوية يبقى عنده 26 او 27 سنه وهو لسه معملش اى حاجة فى حياته، شعره بيبيض من الهم، بيكبر فى السن رغم انه صغير، يروح يرمى نفسه فمركب مش ضامن هايخرج منها ولا لأ، شباب زى الورد بيموتوا بالهبل كل شويه، وعينات كتير من حملة المؤهلات شغالين اسوأ الشغلانات اللى ممكن تتخيلها، كل ده ومش عايزين الشباب يعجز؟!».
 
تسنيم مجدى، 22 سنة، طالبة فى كلية فنون تطبيقية قسم سينما، رد على سؤالنا: «والله فى ناس صغيرة من كتر الهم بتعجز يعنى مثلا لما ولد عنده 12 سنة او اقل يشتغل صبى ميكانيكى ويشيل مسئولية أسرة بالكامل (ودول موجودين بكمية رهيبة)، ويتحرم من تعليمه فشيء طبيعى انه هييجى على سن العشرينات وهيبقى شاف اللى ماحدش شافه فى سن التلاتين، وبالتالى من بدرى هيعجز».
 
تسنيم اضافت: «العجز مش مسألة صحة أو سن العجز ممكن يكون فى الاحساس كما ان الواحد يحس انه شاف مآسى كتير قبل الاوان. معظم المشاكل فى الحكاية هتعود للفقر والحاجة والهموم الزايدة قبل اوانها، ومثلا الست اللى بتشتغل وبتشيل البيت وتربى و تقوم بدور مزدوج لأن الراجل قاعد وسايبها هى اللى تشتغل وتصرف بدل ما يشتغل ويحاول يشيل عنها، شيء طبيعى الست دى هتيجى على سن 40 وهتلاقى نفسها ماحستش بالعمر اللى جرى، وساعتها هتحس انها عجزت، مع ان صغيرة، الهم والشقى بيعجزوا الواحد بدرى».
 

 
 
بهدوء ردت سارة الاسكافى على السؤال كما لو انه مش مؤلم: «الشاب يعجز لما يفقد الامل فى نفسه، وتزيد عليه الضغوط الاجتماعية من تقاليد وتعسف الاهل واهمال البلد ليه، كل الحاجات دى بتكبس على نفس الشاب وتصمم تقتله، وغالبا بتنجح، لانه هيفقد الامل، وساعتها هيعجزّ بدرى وهيعجزْ انه يعمل اى حاجة تانية فى حياته لانه مش هيلاقى لها فايدة».
 
اكدت رضوى أحمد، محامية، ان الحب هو محور حياة الشباب وان من غيره هيحس انه عنده 100 سنة، رضوى اضافت: «الشاب عمره ما يعجز طالما قلبه بيحب، حتى لو كبير فى السن بيصغر، ومفيش سن للعجز، الوحدة وعدم الاهتمام وتأخر الشاب فى تكوين بيت واسره وحياة دا اللى بيخللى الانسان يحس بالعمر ويعجز قوام، الحب اللى من غير جواز، شىء صعب، ومبيغنيش عن الاحساس بالعجز، بل ممكن يزوده لما الشاب يحس ان حبيبته قدامه ومش قادر يوصلها لانه معهوش مصاريف الجواز او مش لاقى شغل وحاجات من النوعية دى اللى بيقع فيها اغلب الشباب».
 
بيشوى جمال، 31 سنة، كيميائي، قال أن شعور العجز بييجى للشباب من انتقاله من مرحلة عمرية للتانية زى انتقاله من العشرين الى الثلاتين سنة، وقتها بيحس بالخطر وبيقيم مرحلة عمره اللى عدت، واكد ان الشعور ده انتابه لما تم الثلاتين سنة وحس ان الطموحات والآمال اللى كان من المفروض يلتفت لها بدرى، زى تكوين أسرة وتطوير نفسه، مرت بدون ما تتحقق.
 
بيشوى اضاف : «انا برفض مصطلح (الشاب العجوز) لانه تعبير غير لائق، لان الشباب جواه طاقة مدفونة بتظهر وقت الصعاب واكبر مثل اللى عملوه فى 25 يناير، وانا شايف ان اى احساس للشباب بانه عجز مجرد إحساس عارض».
 
لكن ميخائيل ثابت، مهندس، 32 سنة، اكد أنه حس بأنه اصبح كهلاً قبل الأوان بعد تخرجه من الجامعه، لما ملقاش فرصة عمل ملائمة لإمكانياته وأضطر لقبول أول وظيفة يحصل عليها براتب صغير مش مساعده على تكوين نفسه».
 
ميخائيل كمل كلامه :»الوساطة والمحسوبية لسه موجودة فى كل مكان، والوظائف المرموقة فى الجهات المميزة محجوزة لإشخاص بعينهم مقابل كفاءات شبابية أخرى عاطلة اعتقد ان أقل احساس يمكن أن يحسه شاب عاطل هو الشيب والعجز قبل الاوان».
 
محمد محمود، 29 سنة، محاسب، وقال إن شعور الشاب أنه عجز مرحلة بيمر بها معظم الشباب بعد التخرج، لما ميلقيش شغل مناسب لتكوين نفسه ويعيش حياة كريمة والارتباط بالفتاة التى أحبها.
 
ختم محمد كلامه: «شى مؤسف أن الشباب يفضلوا فى اسر الحالة دى، اللى بتولد احساس بيوأد طموحه واحساسهم ببهجة الشباب وتوصلهم فى النهاية أن الدنيا طولها زى عرضها».