الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهادات الناجيات من عنف الأزواج.. خواطر عن القهر والوجع

شهادات الناجيات من عنف الأزواج.. خواطر عن القهر والوجع
شهادات الناجيات من عنف الأزواج.. خواطر عن القهر والوجع




 كتبت - نهى عابدين


 بدأت مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون فى نشر سلسلة من الشهادات الحقيقية للناجيات من العنف الأسرى تحت عنوان «حكاوى ناجية»، وهى شهادات تم الحصول عليها من الناجيات أثناء جلسات الحكى والفضفضة التى تنظمها المؤسسة بشكل مستمر منذ ثلاث سنوات لتقديم الدعم النفسى والقانونى للنساء المعنفات، وحرصت على مراعاة وضع اسم مستعار لصاحبات تلك الشهادات احترامًا لخصوصيتهن.
يأتى نشر تلك الشهادات لتحريك المياه الراكدة، فقد أشارت انتصار السعيد، مديرة المركز إلى أن الهدف من نشر وقائع حقيقية للناجيات من العنف هو تسليط الضوء على هذه القضية خاصة أن الاهتمام بقضايا العنف ضد المرأة أصبح أمرا موسميا ولا يحقق نتائج على أرض الواقع لردع الظاهرة.
وأوضحت أنه تم إطلاق هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعى باسم «حكاوى ناجية» للتعرف على قصص حقيقية لنساء معنفات ولكن باستخدام أسماء مستعارة احترامًا لخصوصيتهن لتكون درسا لغيرهن وبحثًا عن حل للقضاء على هذه القضية والتحفيز على تطبيق القانون.
الحكاية الأولى كانت لـ«رقية» التى تبلغ من العمر 35 عامًا، وجاء على لسانها كما روت: «اتجوزت وأنا صغيرة كان عندى 16 سنة، أبويا وأمى كانوا مطلقين، وكنت عايشة مع ستى أم أمى ومن أول يوم فى الجواز كان الوضع صعب، مش عشان اتقفل عليا باب مع واحد معرفش عنه حاجة، لا دا كان أسهل ما فى الموضوع، العذاب اللى بجد كان مع أول يوم طلب منى فيه أنه يعاشرنى بطريقة حرام».
 واستكملت شهادتها «الحكاية كانت أبعد من فكرة الوجع والإهانة اللى بتحصل لى كل مرة لكن كنت حاسة إنى خايفة منه أنه يحاسبنى لو رفضت، كنت مجبورة إنى أوافق وخايفة منه، لأنى لما كنت برفض كنت باتضرب جامد قوى لدرجة انه مرة فتح لى وشى وخدت كام غرزة فى شفايفى، وطبعًا علشان كلام الناس وخوفى إنى ابقى لسه عروسة واتطلق.. ولا أغضب عند أهلى ولأن كان مستحيل إنهم يفهمونى ويساعدونى.. كنت باتضرب وهو كان بيعمل اللى عايزه برضه، بس الوجع مكنش بيتوقف هنا يمكن آه وجع جسمى من الضرب بيروح بعد شوية لكن النفسية لأ، وفضلنا على كده لحد ما خلفت بنتى الكبيرة بقيت اخاف تشوفنى بانضرب قدامها مكنتش عايزة افزعها مكنتش عايزة بنتى تكره أبوها وكمان مش عايزة أبدًا بنتى تشوف إن ضرب الراجل لمراته حاجة عادية قبلت بالواقع وبقيت أوافق إنه يعمل اللى هو عاوزه بس منضربش قدام بناتى».
«مش بس كده ما كانش بيصرف عليا أنا والبنات،  وكنت باشتغل معاه فى قهوة صغيرة كان مأجرها فى وسط البلد، وهو بعد شوية رجع تانى يضربنى وياخد الفلوس اللى بنكسبها يجيب بيها حشيش، وكان طول الوقت بيعايرنى بالواد اللى مجبتوش، وفى الآخر راح اتجوز عليا، قال ايه علشان يجيب الواد اللى هو عاوزه وأنا بقى عندى المبرر قدام أهلى والناس أنه يطلقنى رحت عملت قضية خلع واتطلقت منه وبعدين حاول يردنى بس رفضت لحد ما فى يوم طلق مراته التانية ورجع عشان يردنى مع كل الوعود أنه هيتغير وعلشان بناتى ميتعايروش بأمهم المطلقة رجعت له تانى، بس رجعت ريما لعادتها القديمة ورجع الضرب ورجعت المعايرة بالواد واتجوز عليا تانى وحاول برضه يردنى ورفضت راح اتجوز الرابعة».
 «مكنش راضى يصرف خالص على بناته، فرحت مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون ورفعت قضايا طلاق ونفقة ليا أنا وبناتى وكسبتها، بس أنا كمان ما سكتش رحت اشتغلت عاملة وبنتى الكبيرة دلوقتى دخلت ثانوية عامة وإن شاء الله هتدخل الجامعة السنة الجاية والتلات بنات التانيين فى مراحل تعليمية مختلفة.. الحمد لله بناتى شاطرين، وهاكمل معاهم عشان اللى حصل معايا ما يتكررش وياهم».