السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد سلماوى: نجاح الإخوان مشروط بمدى التزامهم بسياسات عبدالناصر




 
يمكن اعتبار محمد سلماوى همزة الوصل الرسمية بين المثقفين ولجنة وضع الدستور، ليس فقط كرئيس لاتحاد الكتاب وإنما أيضا كمنسق عام للجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأى والتعبير، ناقش مؤخرا مع المستشار الغريانى رئيس اللجنة التأسيسية للدستور كل ما يتعلق بالدستور الجديد خاصة باب الحريات، استمع منه وقدم إليه رؤية المثقفين وطلباتهم واقتراحاتهم، عما خرج به من هذا اللقاء، ورؤيته للوضع السياسى الحالى وتقييمه لأداء الرئاسة والإخوان المسلمين، دار هذا الحوار، الذى أكد فيه أنه نجح فى لقائه بالغريانى فى وضع آلية تسمح بوضع آراء المثقفين أمام اللجنة التأسيسية بشكل رسمى ... فى انتظار معرفة هل سيتم الأخذ بها أو تجاهلها ... ليتحدد رد فعل المثقفين ساعتها ... فإلى نص الحوار:
 

 
■ بصفتك المنسق العام للجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير .. ما الإجراءات التى اتخذتها اللجنة بخصوص الدستور؟
 
- اللجنة التأسيسية تعتبر باطلة قانونيا، لأن من اختارها كان البرلمان السابق، الذى يشوبه الكثير من الشكوك، وجاء حكم المحكمة الدستورية بحله، وهذا كافٍ لإثارة المخاوف والشكوك فى عمل اللجنة، ولجنة كتابة الدستور المصرى لابد أن تكون فوق الشبهات، لأنها سوف تضع دستور 80 مليون مواطن مصري، وسيكون هذا الدستور حكما بين طوائف الشعب لسنوات طويلة، ومن عيوب اللجنة أيضا اعتمادها على أغلبية برلمانية وليس على توافق، الدستور ليس فقط وثيقة قانونية، لكنه وثيقة اقتصادية ثقافية اجتماعية يجب أن يعبر عن كل هذا.
 
وحين طلب من كل الاتحادات تقدمنا نحن اتحاد الكتاب رشحنا عشرة اسماء الى رئيس البرلمان السابق الكتاتنى وارتضينا فى الاختيار باثر اللجنة التى وضعت دستور(54)، حين كان اللجنة فيها 50 عضوا من بينهم 10 أسماء لمقامات عالية من المثقفين، أما اللجنة الحالية فمكونة من 100 اسم ومع ذلك تم استبعاد كل أسماء المثقفين التى اقترحناهم للانضمام لها، وغريب جدا أن من بين أعضائها مَنْ طلب إلغاء مادة اللغة الإنجليزية لأنها حرام! وأعضاء لا يقفون احتراما للسلام الوطنى المصرى.. فهل هذه نماذج فكرية تؤتمن على دستور مصر القادم؟
 
■ وماذا عن دور اتحاد الكتاب من الدفاع عن حرية الفكر والتعبير؟
 
- اجتمعت مع المستشار حسام الغريانى رئيس اللجنة التأسيسية للدستور، ووضعت أمامه كل هواجس ومخاوف المجتمع المصرى من الدستور القادم، والحقيقة أنه أبدى اهتماماً كبيراً جدا وتفهم وطلب منى أن يبدى أدباء وكتاب مصر رأيهم فيما انتهت إليه مواد الدستور ووعدنى أنه سوف يرسل لنا فى الاتحاد الدستور بالكامل، الحقيقة تعجبت أن هذا الرجل موجود على رأس التأسيسية، التى يصدر عنها ما تقدمه لنا الفضائيات والإعلام من اقتراحاتها ومناقشاتها.
 
■ هل ناقشت الغريانى فى هذه التسريبات؟ وماذا كان رده؟
 
- نعم تحدثنا فى هذا الموضوع، وواجهته بما نعرفة وما يطرحه لنا الإعلام، ومن الذين يستقيلون من التأسيسية أو من أعضاء لازالوا متواجدين بها، مثل حديثهم عن مادة لخفض سن الزواج إلى 9 سنوات، ونفى الغريانى نهائيا هذا التصريح، وقال: أن يطرح عضو من أعضاء التأسيسية أى اقتراح فهذا من حقه، لكن أن توافق اللجنة على هذا الاقتراح ويصاغ ضمن الدستور فهذا شىء آخر، وطلبت منه أن يكون لديهم متحدث إعلامى واحد فقط يدلى بتصريحات حتى لا يحدث بلبلة.
 
■ هل طمأنك لقاؤك بالغريانى على مواد الدستور؟
 
- أعتبر أننا وضعنا آلية تسمح لنا بالتعبير بحرية ونضع آراءنا أمام اللجنة التأسيسية بشكل رسمى، أما هل ستأخذ اللجنة برأينا أم لا؟! فوقتها سوف يكون لنا موقف أو مواقف أخرى.
 
■ كيف ترى ثقافة الحشد التى يتبعها الإخوان بالشارع المصرى مقابل تواجد ضعيف للمثقفين من التيارات المدنية واللبيرالية؟
 
- الحشد الشعبى جزء أصيل فى الممارسة الدايمقراطية، وفى النهاية يكسب من يستطيع أن يحشد أكثر ويطلق عليه «الأغلبية»، لكن أيضا أهم ما يميز الديمقراطية هو عمل حساب الأقلية، بنفس أهمية الأغلبية، لأن الأقلية يمكن أن تقلب أوضاع كثيرة، والاغلبية مهما حصدت مكاسب لا تستطيع أن تتواجد بدون رأى الأقلية.
 
ورغم ضعف التواجد الفعلى للتيارات الليبرالية فى الشارع فهم متواجدون وبدأ تأثيرهم يزيد، وأصبح صوتا يسمع بشكل أكبر، ويجد اهتماما من البسطاء بالشارع المصرى أكثر من أى قت سابق، وهذا يعنى أن صوت الأغلبية الحاكمة أو «الإخوان» بدأ يفقد جزءا من رصيده، فقد قابلت سائق تاكسى أعلن ندمه على انتخابه الإخوان، وقرر ألا ينتخبهم مرة أخرى.
 
■ ما سبب انفصال شرائح كبيرة من الشعب عن الإخوان والنخبة فى نفس الوقت؟
 
- الأداء السيئ لمجلس الشعب السابق سبب هذا الابتعاد من شرائح من الشعب عن الإخوان، بالإضافة للمواجهة الدائمة من المثقفين والليبراليين لكل مواقف الإخوان وعدم صمتهم عن أخطائهم، وبدء الشعب يسمع فكر المثقفين.
 
أما على صعيد النخب المثقفة، نجد أن الوقفات الاحتجاجية التى يقوم بها المواطن المصرى لا يجد حوله أى مثقف، والعكس أيضا الوقفات الاحتجاجية للمثقفين لا نجد فيها المواطن العادى، وكأن لكل منهم مطلب مختلف، مع أننا جميعا نريد الحرية والعدالة الاجتماعية.
 
■ ما رأيك فى هجوم على جمال عبدالناصر؟
 
- هذا الهجوم يوضح الازدواجية التى يعانى منها الإخوان، فهم على المستوى الشفوى يهاجموا جمال عبدالناصر بشدة، وعلى المستوى العملى لا يستطيعون الابتعاد عن تراث عبد الناصر، فمثلا اتجاههم للعروبة وموقفهم من القضية الفلسطينية وعدم الانحياز وتأكيدهم على العدالة الاجتماعية هو فى حد ذاته مشروع ناصري، وجاء به الشباب فى ثورة يناير من ضمن المطالب، ونجاح الإخوان سوف يكون مشروطا بمدى التزامهم وتطبيقهم لسياسيات عبدالناصر.
 
 

 
■ ما رأيك فى شيوخ الفضائيات وتصريحاتهم ضد المثقفين والفنانين والإعلامين؟
 
- بصراحة شيوخ الفضائيات أصبحوا أضحوكة، الشباب يأخذون الحلقات ويعلقون على (الفيس بوك) ويضحكون على كلامهم، حتى أصبحوا «مسخة»، فلابد أن يكفوا عما يفعلونه، فنحن تعلمنا أن الشيخ أو رجل الدين لا يصدر عنه أى كلام أو عبارات خارجة، ولم نر فى من قبل شيوخ هكذا، أتمنى أن يوقفوا هذا التصريحات لأنها تصنع فتن نحن فى غنى عنها.
 
■ كنت من المثقفين الذين حضروا لقاء الرئيس .. فماذا تقول عنه الآن؟
 
- لقد كتبت عن لقائنا بالرئيس 6 مقالات، سجلت بشكل موضوعي، انطباعى الشخصى على حوار الرئيس، فهو على المستوى الشفهى كلام طيب وجيد جدا، يتحدث عن أن مصر دولة وطنية مدنية دستورية ديمقراطية حديثة، أما على المستوى العملى فهناك الكثير من التحفظات على الأداء، وأتساءل: هل رئيس الجمهورية لا يمتلك بعد السلطة الكاملة التى تسمح له أن يطبق هذه التصريحات التى أدلى بها لنا ولغيرنا؟ أم هى مجرد تصريحات ترضى الناس؟
 
والرئيس وحده يستطيع أن يضع فواصل بينه وبين الإخوان، أو أن يظل مرتبطا بهم بحبل سرى، والتحدى التحدى الأكبر للرئيس الآن هو هل سيعتمد على تنظيم الإخوان أم يكون له أرضية جديدة شعبية من المصريين المدنين.
 
■ ما رؤيتك لما حدث مؤخرا من تهجير لأقباط رفح؟
 
- نحن لسنا بحاجة لفتنة طائفية، يكفى ما نحن فيه، الوضع الاقتصادى أصبح مرعباً، فحسب مجلة «الإيكونومست» البريطانية مصر أصبحت ثالث أكثر دولة مديونة فى العالم، ووصل حجم الدين فيها لـ207 مليارات دولار.
 
ومن غير المعتاد أن نرى قرارا بتهجير أسر مصرية قبطية، فمنذ تولى التيار الإسلامى الحكم بمصر أفرز الكثير من الاتجاهات الدينية المتطرفة، لا أريد أن أصفها بـ«المريضة»، فى السويس يقتل شابًا مع خطيبته، وفى الصعيد تهدم كنسية، وفى رفح يطلبوا من الأقباط الهجرة، على الدولة أن توقف هذا العبث وتحاسب مرتكبيه، فالتصدى لهذه الأفعال يحمى الدولة ويبعد عنها تهمة وقوفها وراء هذه الأفعال أو الموافقة عليها.
 
■ ما رأيك فى احتفالات وزارة الثقافة بنجيب محفوظ هذا العام؟
 
- الاحتفال بنجيب محفوظ من خلال مجموعة ندوات أمر معتاد يمكن أن تتم على مدار السنة، وكنت أتصور أن ذكرى المئوية لمحفوظ العام الماضى ستقدم بشكل أفضل، فنحن بحاجة للاحتفال بمحفوظ لا هو، فيجب أن يغير احتفالنا به من صورتنا أمام العالم، بشكل يؤكد على تراثنا الحضارى وينمى السياحة الثقافة، أين الاهتمام بمسارات نجيب محفوظ، وأين الأماكن التى كان يجلس فيها، أين متحف محفوظ.
 
■ هل أبعدك المقال الصحفى اليومى عن كتاباتك الأدبية؟
 
- لا، الأدب يسير فى طريقه، والمقال له وقت معين، وأنا حاليا أحضر رواية جديدة لم انته منها بعد، وآخر رواية كانت «أجنحة الفراشة»، التى طبعت منها حتى الآن خمس طبعات، وصدرت بالإيطالية، وينتظر أن تصدر بالفرنسية.