الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خفايا المواجهة بين مصر وإسرائيل في أكتوبر 73




كانت الاستراتيجية العربية قبل حرب 73 ضعيفة ومذبذبة وكانت قضية فلسطين عاملا للتفرقة بين الدول العربية بقدر ما هي عامل لتوحيدها.. وكان الخلاف يتمثل في عدم وجود استراتيجية موحدة مقبولة من الجميع إذا اسثنينا الاتفاق العربي العام علي فرض حظر البترول عن جميع الدول التي تساعد إسرائيل في أي نزاع ينشب في المستقبل بينها وبينهم وقد اتضحت قوة هذا الخطر بما فيه الكفاية في عامي 1973و1974 إلا أن الهدف الاصلي العربي قد تعدل فأصبح لا يقتصر علي تحرير الاراضي العربية المحتلة وإنما يشمل ضرورة تصفية دولة إسرائيل.. وثمة اتفاق بين الحكومات العربية علي تأييد فكرة إنشاء دولة فلسطينية عربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلي وطنهم إلا أن هناك اختلافا فيما بينهم علي وسيلة تحقيق هذا الهدف.

وكانت استراتيجية العرب بوجه عام تعتمد علي شن حرب استنزاف.. ويبدو أن هذه الاستراتيجية مستمرة الآن، لأن الدول العربية تمر بمراحل متفاوتة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولابد لها من أن تواجه إسرائيل التي يمكن القول إن وصلت إلي المستويات الغربية من حيث التنمية، ويعتبر عامل الوقت بالنسبة للعرب بالغ الاهمية لأنهم يحتاجون إلي الحصول علي مزيد من الاسلحة.. ولكي يستوعبوا هذه الاسلحة لتحقيق التوازن مع الكميات الهائلة من الاسلحة التي تملكها إسرائيل كما يحتاجون الوقت للعمل علي تضييق الفجوة التكنولوجية بينهم وبين إسرائيل، ويبدو مؤكدا أن الاستراتيجية العربية العامة يمكن تلخيصها في عبارة «استراتيجية المدي الطويل» وهي تعتمد علي الوقت والكثرة البشرية والاسلحة والتكنولوجيا والروح المعنوية وقد أعطت حرب أكتوبر قوة دفع لهذه الاستراتيجية.
الاستراتيجية الإسرائيلية:
بالنسبة لإسرائيل فإن الحرب أحدثت تغييرا تاما في استراتيجيتها إذ قذفت بها بقوة من موقف الهجوم إلي موقف الدفاع، فقد كانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ نشأتها.. بل إن الأركان العامة الإسرائيلية لم تعبأ بالتفكير في الوضع الدفاعي.. ومن ثم لم يكن هناك في إسرائيل موقع دفاعي واحد حتي أكتوبر 73.. وفي رأي الأركان العامة الإسرائيلية أن هذه السياسة عادت بفائدة كبري في 1948و1956و1967 واقنعت الشعب الاسرائيلي بأنها افضل استراتيجية بل بأنها الاستراتيجية الوحيدة لإسرائيل، وكان الهدف الاسرائيلي والصهيوني في نفس الوقت هو إنشاء دولة يهودية قوية عسكريا محاطة بدول عربية منقسمة وضعيفة عسكريا بحيث يمكن لإسرائيل أن تسيطر عليها وأن تعاقبها كلا علي حدة إذا حادت عن الخط المرسوم لها.. وذلك بمهاجمتها بحملة عسكرية شديدة التأثير قصير الأمد.. وقد اكتسبت إسرائيل تفوقا عسكريا لا يتناسب مع قلة عدد سكانها وذلك بفضل المعونات الخارجية التي اصبحت أمريكا مصدرها الرئيسي في الفترة الأخيرة.. والاسلحة المتطورة التي تحصل عليها دائما قبل أن تحصل الدول العربية علي مثيلاتها.. فضلا عن التفوق الإسرائيلي في المهارة الفنية علي العرب الذين خرج الكثير منهم تواً من عزلة الصحراء إلي القرن العشرين لأول مرة.. وقد سمحت هذه المزايا لإسرائيل بانتهاج استراتيجية هجومية.. وفي إطار تلك النظرية كان الطيارون وقادة الدبابات الاسرائيليون يعدون أهم الرجال ويعدون الابطال ذوي الادوار الحربية المجيدة.. وبالنسبة للجو كان طيارو أسراب «الهنتر» وهم صفوة المجتمع الإسرائيلي يشبهون أنفسهم بالنسور المسيطرة علي أجواء الشرق الاوسط وكانوا يتمتعون بتفوق ساحق علي الطيارين العرب «هذا ما كانت تعتقده إسرائيل وتروجه دعايتها».
ومع كل ذلك أذيق الاسرائيليون طعم الدفاع، اضطروا إليه عندما اقتضي الامر تعزيز خط بارليف ولكنهم رفضوا قبول الدفاع كنظرية واجبة الاتباع.. واكتفوا باعتباره عنصر ازعاج عسكري مؤقت وكانوا يتجاهلونه قدر الامكان.
وبعد حرب أكتوبر أصبح الاسرائيليون مقتنعين تماما بضرورة التفكير بعقلية دفاعية.. فأنفقوا ملايين الدولارات علي بناء خطين قويين تقليديين للدفاع أولهما في سيناء في مواجهة المصريين وثانيهما فوق هضبة الجولان في مواجهة السوريين، وأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت إسرائيل تنظر إليه بعين الاستعلاء قبل الحرب أصبح مقبولا كضرورة عسكرية لحماية «الحدود الاسرائيلية» واصبح الحديث يدور بعد ذلك حول بذل التضحيات لكسب حدود آمنة يسهل الدفاع عنها، وعندما اضطر الاسرائيليون بعد إبرام اتفاقية سيناء التي رتب لها كيسنجر للانسحاب مما يسمي بالخط الاخضر علي امتداد تسعين ميلا أخفوا معهم كل ما يمكن نقله مثل الالغام والاسلاك ودمروا ما تعذر نقله.. وعلي بعد أميال قليلة أعادوا بناء خط جديد يسمي خط «سيناء» وجعلوه أقوي من الخط السابق إذا أنشئوا دشما وطوابي من الخرسانة خلفها دفاعات معاونة لتعزيزها.. وأن ذلك تكلف الكثير من النفقات والمواد والقوة البشرية.. كما أنه يؤثر تأثيرا بالغ السوء علي الروح المعنوية.. لقد اضطرت إسرائيل نتيجة لحرب أكتوبر إلي انتهاج استراتيجية دفاعية جديدة تقوم علي بناء سلسلة من خطوط الانسحاب ربما تمتد إلي داخل إسرائيل ذاتها وكانت إسرائيل فيما مضي تعتمد بدرجة كبيرة علي سلاحها الجوي ولكنه تلقي ضربة قاصمة من شبكات الدفاع الجوي العربية.. ولذلك فإنها توخت الحذر بعد ذلك ما أسهم في التغيير الذي طرأ علي استراتيجية إسرائيل.
ونظراً لأنه ما من دولة تستطيع أن تهيئ شعبها وقواتها المسلحة للتفكير بعقلية دفاعية وهجومية في وقت واحد ولابد أن إسرائيل أجرت تعديلا علي الاستراتيجية الهجومية التي كانت تنتهجها من قبل.. إن لم تكن قد عدلت عنها تماما.
السادات والأسد
في نوفمبر 1972 قررا الرئيسان أنور السادات وحافظ الأسد القيام بعمل عسكري مؤثر ضد إسرائيل في خريف 1973، حيث كان السبيل للخروج من موقف اللا سلم واللا حرب في المنطقة هو الاسراع بعمل يرغم القوي العظمي والأمم المتحدة الاهتمام بهذه الأزمة.
وكان المشير أحمد إسماعيل الذي عين في 26/10/1972 وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة بعد أن نحي الفريق أول محمد صادق وعدداً من كبار معاونيه علي أثر اجتماع عقده الرئيس السادات لمجلس الأمن القومي في 24/10/1972 تبين له أنهم لا ينفذون بعض الاجراءات والمخططات اللازمة لاعداد القوات المسلحة لاحتمال خوض القتال ضد إسرائيل.. وتم اتخاذ موقف مشترك في هذا الخصوص نتج عنه تشكيل قيادة عسكرية مشتركة بقيادة الفريق أول أحمد إسماعيل في 28/1/1973 ضمت مصر وسوريا والاردن في 26/2/1973 قام الفريق أول أحمد إسماعيل بزيارة للاتحاد السوفيتي وأجري محادثات أسفرت عن إزالة التوتر الذي كان قد أصاب العلاقات المصرية ـ السوفيتية في 1972 وترتب علي تلك الزيارة تزويد مصر بكميات جديدة من الاسلحة والمعدات اللازمة للقوات المسلحة المصرية ضمت «دبابات تي62 وصواريخ سام 6 وطائرات ميج 21 مطورة وجسور عائمة حديثة».. وإثر ذلك قامت رئيسة الوزراء الاسرائيلية «جولدا مائير» بزيارة لأمريكا في أول مارس 1973 أسفرت عن تزويدهم بنحو «48 طائرة فانتوم و48 طائرة سكاي هوك جديدة».
ورغم أن المشير إسماعيل كان يدرك خطورة وقوع هزيمة أخري إلا أنه كان يؤمن باحراز نجاح عسكري محدود إذا ما أمكن استغلال العوامل السياسية المواتية وإذا ما أمكن إيجاد الوسائل التي تؤدي الي الحد من أو التغلب علي عوامل التفوق العسكري الإسرائيلي المعروفة والتي لا يمكن انكارها مع العمل في نفس الوقت علي تدعيم المزايا المصرية الأساسية.
وكانت فكرة خطة المشير إسماعيل تقوم علي أنه من المستحيل احراز نصر عسكري كامل لأي من الجانبين فهذا هو ما لا تسمح به القوتان العظميان.
المواجهة العسكرية والدبلوماسية بين أمريكا والاتحاد السوفيتي
كانت تلك المواجهة بعد انتهاء الحرب مباشرة أكثر مظاهر التورط إثارة من جانب القوتين.. ويأتي ذلك في المقام الاول من خشية السوفييت من أن يقوم الاسرائيليون بتدمير الجيش الثالث ويبدو أن الروس كانوا علي استعداد لارسال قوات إلي مصر من أجل منع حدوث هذا.. أما وضع الجيش الثالث وما إذا كان انهياره محتملا فإن الأمر يمكن مجادلته.. غير أن الهدف السوفيتي كان بطبيعة الحال هو تحاشي قوع هزيمة عسكرية وسياسية لمصر التي ارتبط مصيرها بالمعدات السوفيتية وللدعم العسكري الذي حصلت عليه من قبل.. وقد سدت أمريكا طريقة التدخل السوفيتي العلني في الحرب بموقف حازم لم يكن متوقعا وفي نفس الوقت مارست واشنطن الضغط علي إسرائيل لتخفيف حصارها عن الجيش الثالث بعض الشيء..
المواجهة.. الخلافات علي الجبهتين المصرية والإسرائيلية:
أولا: الخلافات الإسرائيلية بين الجنرال شارون من ناحية والجنرال جونين والجنرال بارليف من ناحية أخري.. حيث كانت التصريحات الجريئة التي أدلي بها الجنرال شارون أثناء وبعد الحرب تدعو للعجب، فقد عصي متعمدا أوامر قائده في ثلاث مناسبات علي الاقل وربما كان علي حق في إحدي تلك المرات الثلاث وهي الهجوم علي الجناح الأيمن للفرقة المصرية السادسة عشرة بتاريخ 21 أكتوبر أما في المرات الأخري الهجوم في اتجاه القناة في 9و14 أكتوبر خطأ بشكل واضح.
وسواء كان مخطئا أو مصيبا إلا أن المحللين العسكريين يرون أنه كان يجب عزله من القيادة في كلتا الحالتين، بالإضافة الي ذلك فإنه كان يجادل قائديه باستمرار «جونين وبارليف» فيما يتعلق بالخطط والتكتيكات وتخطاهما مرارا وتكرارا بإجراء اتصالات باللاسلكي المباشر بالمركز الرئيسي لقوات الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب ليطلب من القيادة العليا تغيير الأوامر الصادرة إليه من جونين وبارليف.. وفوق كل ذلك كان يتصرف تصرف النجوم اللامعة بإبلاغ مرءوسيه والصحافة علنا بأوجه الخلاف مع رؤسائه وانتقاداته لهم.. ومن المدهش حقاً أن مثل ذلك السلوك لم يكن يقابل بالتسامح فقط ولكن كان يلقي مكافأة في بعض الأحيان علي صورة قيام تل أبيب بتغيير الأوامر الصادرة إليه.
ويرجع السبب في هذا غالباً إلي التدخل الشخصي لموشي ديان وزير الدفاع إلي صفه.. وذلك لا يعني إعفاء الجنرال جونين من بعض أوجه الفشل الخطيرة في استعداداته الأولية أو بالنسبة للأخطاء الناجمة عن قيادته في 8 أكتوبر إلا أن التحليل الموضوعي أثبت أنه كان أفضل بكثير من شارون.
أما الخلافات بين الجنراليين جونين وآدان فكان حول ما هي الأوامر التي أصدرها جونين إلي آدان بشأن الهجمات التي حدثت في الثامن من أكتوبر.
وأخيراً تأتي فعالية التعبئة الإسرائيلية التي وجه إليها العديد من النقد من جانب عدد كبير من النقاد الإسرائيليين إلي مدي فاعلية التعبئة الإسرائيلية ولا جدال في أنه حدثت أخطاء كثيرة.. ولكن قدرة الإسرائيليين علي استجلاب عناصر ملموسة الحجم من فرق الاحتياطي الأربعة لتحارب بنشاط علي كلتا الجبهتين في خلال 30 ساعة من الهجوم العربي المفاجئ انها خير دليل علي الكفاءة العامة للنظام وعلي نجاحه الساحق.
فكان الخلاف الرئيسي الأول هو الخلاف في الرأي بين المشير إسماعيل والفريق الشاذلي فيما يتعلق باستغلال النجاح الذي تحقق في أيام 6 و7 و8 أكتوبر، ويقول المحللون العسكريون إن المشير إسماعيل كان علي حق والفريق الشاذلي كان علي خطأ في القرار بعدم محاولة الاستغلال.
حيث كان أحد العوامل الرئيسية في الخطة المصرية هو الاعتراف بالتفوق الكبير للسلاح الجوي الإسرائيلي والتفوق المساوي له تقريباً في حرب المدرعات خفيفة الحركة.. لقد واجه قائدان هامان في التاريخ نفس المشكلة التي واجهها المشير إسماعيل في أيام 7 و8 و9 أكتوبر.. أحد هذين القائدين هو الجنرال الأمريكي «أندرو جاكسون» في موقعة «نيوأورليانز» 1815 فقد كسب نصراً دفاعياً ضد أفضل قوات الجيش البريطاني وبعد ذلك رفض بحكمة التحول للمطاردة بعد أن اتضح له أن المطاردة ربما تطيح بالنصر الذي أحرزه.. نفس الشيء أيضاً فعله الجنرال مونتجومري في معركة علم حلفا 1942 إذ  رفض بحذر إعطاء روميل فرصة للهجوم المضاد بتحويل هزيمته إلي انتصار.
وعلي هذا فإن أي هجوم مصري في 9 و10 أكتوبر أو بعد هذا التاريخ كان سيلقي نفس المصير الذي انتهي إليه هجوم 14 أكتوبر حتي إن لم يكن سيحسم بنفس الطريقة وعلي الأقل فإن قائد إحدي فرق المشاة المصرية شرق القناة قد اقتنع بعد الخسائر التي لحقت بغرفته بعدم إمكانية التقدم خارج نطاق المظلة الجوية في تلك التواريخ.
والخلاف المصري الثاني يتعلق بالثغرة التي كانت توجد بين الجيش الثاني والثالث في الدفرسوار ورد الفعل المصري للعبور الإسرائيلي للقناة: «من المسلم به من الناحية العسكرية أن وجود ثغرات في جبهة الحرب الصحراوية أمر طبيعي حيث يتسم التقدم علي المحاور الرئيسية وأن الثغرة التي تركت بين الجيشين الثاني والثالث شرق البحيرات المرة الكبري كانت مؤمنة بأعمال المناورة بالقوات.. إلا أن رد الفعل المصري غرب القناة لم يكن بطيئاً ولكن كان القتال في هذه المنطقة ضد مجموعات صغيرة من قوات العدو تتبع نظام حرب العصابات بالدبابات بأسلوب غير نمطي بين الجيشين المصريين الثاني والثالث.. وما من شك أيضاً في أن هجوماً مضاداً رئيسياً من جانب مصر يوم 16 بل ويوم 17 أكتوبر كان يمكن أن يحطم قوة شارون علي الشاطئ الغربي لأنها كانت تتألف من أقل من لواءين ومن المعروف أن المناطق الفاصلة بين الوحدات تشجع العدو علي التوغل.. وقد كان يجب إدراك هذه الحقيقة بالقدر الكافي بحيث يكون هناك بذل جهد خاص لتحقيق الأمان من المفاجأة.. وهناك أسباب مثل الغارات الإسرائيلية علي محطة الإنذار الإلكترونية فوق جبل عتاقة يوم 14 أكتوبر وبعده أسهمت في إحداث ارتباك.. والخلاف الثالث هو ما إذا كان من الممكن نجدة الجيش الثالث وما إذا كان سيمكنه البقاء في حالة استمرار الحرب، حيث إنه اعتباراً من يوم 16 أكتوبر عملت قيادة الجيش الثالث الميداني علي إمداد قوات رأس كوبري الجيش شرق القناة بجميع الاحتياجات من ذخيرة ووقود وتعيينات وغيرها بما يحقق اكتفاءً ذاتياً لفترة طويلة وظهر أثر ذلك عندما خرجت معابر كباري الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر، فقد ظلت هذه القوات محتفظة بقدراتها القتالية كاملة.. وصمدت لكل المحاولات الإسرائيلية لاختراق رأس الكوبري بل وحسنت أوضاعها الدفاعية، ومن الواضح بالتأكيد أن اللواء بدوي وقياداته لم يكونوا علي حافة الانهيار كما يريد لنا بعض المعلقين أن نعتقد.. وفي نفس الوقت فإن جهود النجدة المصرية علي شكل خط رفيع من القوات التي تطوق رأس الجسر الإسرائيلي كان يمكن لها أن تنجح، حيث تم تطويق رأس الجسر الإسرائيلي غرب القناة بأكثر من فرقتين مدرعتين ولواء مدرع مستقل إلي جانب فرقتين ميكانيكيتين علاوة علي احتياطي القيادة العامة «فرقتان مشاة» كانت تهدد رأس الجسر الإسرائيلي وتحكم حصاره من الشرق.. هذا وقد أعدت الخطة «شامل» لتدمير القوات الإسرائيلية غرب القناة، ولم يوقف تنفذيها إلا جهود كيسنجر لفض الاشتباك الأول بين القوات.. ولا يقلل ذلك من شأن الاعتقاد بالنسبة للواء بدوي بأن الهجوم الإسرائيلي الشامل ضد الجيش الثالث لم يكن ليلقي ما يمنعه من جانب القوات المصرية الأخري وكان من المحتمل أن ينجح.

السادات

شارون

حافظ الأسد