الإيكونوميست: سقوط «أنبياء» الرئاسة
داليا طه
نشرت مجلة «إيكونوميست» تقريرا عن تأثير منع بعض المرشحين البارزين للرئاسة على المشهد الانتخابي، وحمل التقرير عنوان «هبوط الأنبياء» فى إشارة إلى مرشحين تعصب لهم الناس بقوة، واستبعدوا رغم ذلك. تشير المجلة إلى أن الانتخابات الرئاسية التى تلوح فى الأفق لن تكون «صداما بين الجبابرة»، فقد حكمت اللجنة الانتخابية 17 إبريل بمنع عشرة من أصل 23 مرشحا، بما فى ذلك ثلاثة بارزين كانوا سيزيدون من حدة التوتر فى المشهد السياسى المشحون بالأصل.
وأضافت المجلة أن المصريين شعروا بالارتياح لحظر ثلاثة من المرشحين البارزين، عمر سليمان رئيس المخابرات السابق، وخيرت الشاطر ممول الإخوان المسلمين- حسب وصف المجلة- وحازم أبو إسماعيل، أحد الواعظين المتحمسين الذى تحول إلى السياسة، وتضيف المجلة أن ثلاثتهم كانوا غاضبين من هذه الأخبار.
وترصد المجلة ردود أفعال مناصريهم على قرار اللجنة العليا للانتخابات بالمنع، فحشود مؤيدى خالد أبو إسماعيل والتى تعرف باسم «حازمون» وتشبهها المجلة بحزب الشاى فى أمريكا، وتعهدوا بالاعتصام أمام لجنة الانتخابات حتى يدفعوها لتغيير رأيها، وحذر أبو إسماعيل من ثورة إسلامية ما لم يتم السماح له بالترشح. وترجح المجلة أن تكون تلك التهديدات لحازمون ليست أكثر من «آهة نتيجة اللدغة».
وأضافت أن الإخوان المسلمين من جانبهم أدانوا ظلم الإقصاء لرجلهم خيرت الشاطر بسبب أحكام السجن فى حقه، ويرون أن سجنه لأسباب سياسية.
وتعتبر المجلة أنصار سليمان أكثر اتزانا من غيرهم، على الرغم من بعض استطلاعات الرأى الأخيرة التى أظهرته فى صدارة المرشحين، وتقول المجلة إن العديد من المصريين حاروا فى أمر استبعاده، كيف فشل فى تقديم ما يكفى من التأييد لصالحه، وكان العديد يرى أن المجلس العسكرى يبارك ترشيح عمر سليمان، أما الآن فالبعض يرى أن انضمام سليمان للسباق الرئاسى جاء لتبرير منع المنافسين البارزين من الترشح، وبالأخص الشاطر الذى كان يوجه كلاما لاذعا غير معهود منه نحو الجنرالات، هذا التخبط من الجماعة حيال العسكر جاء على النقيض من الثوار الذين ظلوا أكثر اتساقا مع أنفسهم، فلطالما اتهموا جماعة الإخوان بأنها تخضع للمجلس العسكري.
وتنتقل المجلة إلى الكتل التصويتية فى الانتخابات، وانعكاس قرار اللجنة الانتخابية على ميولهم وترشيحاتهم، فالذين يمكن أن يعطوا أصواتهم للنظام القديم فى شكل السيد سليمان لا يزالون يفعلون ذلك عن طريق دعم أحمد شفيق، أو عمرو موسى، ويمكن للعلمانيين الراديكاليين أن يختاروا من بين المرشحين اليساريين المختلفين، والإسلاميون لديهم مجموعة من الخيارات.
واستعد الإخوان بمحمد مرسى كمرشح احتياطي، ولكنه لايحظى بمكانة مثل خيرت الشاطر، الذى شبهته الحملة بالنبى يوسف، الذى سجنه فرعون ليخرج من السجن وينقذ مصر من المجاعة.
وتضيف المجلة أن البعض بعد استبعاد الشاطر قد يتوجه إلى عبد المنعم أبو الفتوح، الذى تصفه المجلة بأنه شخص دمث ويرضى الليبراليين العلمانيين، وتستبعد المجلة أن يدعمه الإخوان، وتعلل ذلك بأن أبو الفتوح توترت علاقته بقيادات الجماعة، والشاطر بشكل خاص، وتضيف أن الشاطر لن يغفر له لسببين، الأول هو عصيان الجماعة عندما أطلق حملته الرئاسية، والثانى دعوته إلى مزيد من الشفافية فى جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى مواردها المالية، والتى تعتبر مصدر قوة الشاطر.