الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أخلاقنا» بتوقيع وزارة التربية والتعليم!

«أخلاقنا» بتوقيع وزارة  التربية والتعليم!
«أخلاقنا» بتوقيع وزارة التربية والتعليم!




عاطف بشاى يكتب:

استكمالاً لمقالنا السابق عن حملة «أخلاقنا» – تلك الحملة التى حظت بمجرد إنطلاقها بردود أفعال واسعة تحمل آراء متباينة ووجهات نظر متناقضة أغلبها سلبية – فقد استلفتنى التعليق الذى سجلته حول هذا الموضوع الكاتبة الصحفية ماجدة الجندى التى أدهشها أن يتم استبدال الداعية «عمرو خالد» بالدكتور «أحمد عكاشة» الطبيب النفسى الشهير، فى قيادة الحملة بواسطة وزير الشباب، وسر دهشتها يكمن فى المعايير المختلفة التى تحكم الاختيار العشوائى، والذى يشى بالإرتباك وعدم وضوح الرؤية، والتناقض، وحسب تعبيرها «داعية من ذيول الإخوان تحت الضغط يستبدل به طبيب نفسي»، فالأهداف والتوجهات مختلفة ومتنافرة، ثم إن الاختيار من الأساس خاطئ بل ومخالف للدستور، ويتناقض مع أهداف ثورة 30 يونيو التى قامت للقضاء على دولة الإخوان وباعتبارها جماعة إرهابية، فكيف لأحد رموزها أن يعلمنا «الأخلاق»؟!
ثم تحدث المفاجأة حينما تعلن بعد ذلك وزارة التربية والتعليم عن بدء حملتها الخاصة «بالأخلاق».
هل هناك ارتباط بين الحملتين أو تنسيق أو تفاعل أو تعاون؟! أم أنها حملتان منفصلتان؟! الأغرب فى الأمر أن يختار وزير التربية والتعليم الداعية «عمرو خالد» لقيادة الحملة «كأنه يسترضيه ويطيب خاطره بإعادته إلى دائرة الضوء من جديد بعد رفضه» عن طريق وضع دروس «لعمرو خالد».
تقول فى ذلك «ماجدة الجندي» كأنه – أى الوزير – يعيش فى كوكب تانى لم يسمع ولا تابع نقاشات طويلة حول رفض طرح اسم «عمرو خالد» فى حملة أخلاقنا الخاصة بوزارة الشباب، ما بواعث الإختيار؟!، هل هذه وزارة لها رأس تلك التى تختار داعية إخوانياً؟!، إن ربط الأخلاق بالدين لابد من مناقشته بوضوح ومباشرة وهل الذين لا يعتنقون الإسلام لا يملكون أخلاقاً، ثم ما هى حكاية تلك الأخلاق التى توضع فى كبسولة؟!، عندما تريد وزارة التربية أن تربى فلا بد وأنها مدركة لوسائلها غير الاستعراضية، ولابد أن لديها أدوات وكيفية، والأهم أنها تعلم قبل غيرها أن تنمية الأخلاق ومن قبل زرعها ممارسة وقدوة وعلاقة بين تلميذ وأستاذ وتطبيقات وهذا كله غير موجود، والوزارة تريد إن تستعيض عنه «بعمرو خالد»، تريد أن تؤسس لفكر إخوانى على بياض.
ولعل ذلك ما حدا الكاتب الكبير «وحيد حامد» أن يتشكك فى دوافع هذا الداعية ويصرح فى مقاله الأخير بالمصرى اليوم «الدولة تتعاطى الأصناف المضروبة» بقوله: «أنا واثق من أن عودة هذا الثعلب الإخوانى وراءها هدف كارثي، أنه لا يريد سوى النافذة التى يطل منها على الناس، وهو مدرب على غزو العقول وتدميرها».
ومما لا شك فيه أن هذه النافذة التى تتسربل بخلفية أخلاقية تدعمها الفضائل التى يحث عليها الدين هى الثغرة التى يتصور «عمرو» أو من ورائه أنها الأنسب إلى عودته من جديد فى إطار من المصالحة والتسامح.
إنهم يتصورون أن عودته المفاجئة إن لم تكن من خلال، «أخلاقنا» الأولى، التى لفظته مؤخراً، أو من خلال «أخلاقنا» الثانية بمباركة وزير التربية والتعليم فإنها الكفيلة بمواجهة التيار الجارف للحركة التنويرية التى أصبحت تجأر ليل نهار بثورة إصلاحية كبرى من خلال تصحيح الخطاب الدينى وتفعيل تأثيره الجوهرى فى بناء مجتمع عصرى جديد يؤمن إيماناً راسخاً بالمدنية الحديثة التى تمجد «العقل» وتعليه فوق «النقل»، وتكرس جهودها للبحث عن الجوهر وإهمال كل ماهو قشرى وظاهرى.
إنها محاولة لن يكتب لها النجاح.