الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خالد سرور: القيادى الذى لا يدرك أن نجاحه عمل جماعى سوف يخسر كثيراً

خالد سرور: القيادى الذى لا يدرك أن نجاحه عمل جماعى سوف يخسر كثيراً
خالد سرور: القيادى الذى لا يدرك أن نجاحه عمل جماعى سوف يخسر كثيراً




حوار - سوزى شكرى 

 

فى كل مرة كانت تطرح فيها الترشيحات لتولى رئاسة قطاع الفنون التشكيلية كان اسم الدكتور خالد سرور الأوفر حظًا كمرشح لقيادة لقطاع لما يتميز به من خبرة إدارية اكتسبها من عمله لسنوات عدة كرئيس للإدارة المركزية للوسائط والتكنولوجيا بالهيئة العامة لقصور الثقافة وقبلها كأستاذ بكلية التربية الفنية بالزمالك وأيضا باعتباره صديقا للفنانين من كل الأجيال وقريبًا منهم، يسعد حين يتألق فنان فى مشروعه الفنى ويدعمه، وهو كثيرا ما يتحدث عن أحلامه وطموحاته للفنان المصرى فى كل المجالات الإبداعية.. ويرى أن قبوله لتولى رئاسة القطاع بعد أن تكرر رفضه للمنصب سابقا يعود إلى أن الفترة الحالية مناسبة ليبدأ تحقيق أحلامه لخدمة الفن والفنانين باستحداث العديد من الفعاليات الفنية ورعاية الشباب وعودة الفعاليات المهمة التى تم إلغاؤها لظروف المشهد العام.
تحاورنا معه فى «روزاليوسف» وطرحنا العديد من الأسئلة حول تعديل أوضاع بعض القيادات - ترميم المتاحف – الفعاليات المؤجلة – إعادة هيكلة إدارات القطاع – عضو لجنة بالقطاع المتهمة بتزوير اللوحات العالمية وغيرها من الموضوعات المطروحة على مائدة القطاع.

 حدثنا عن  التغيرات التى قمت بها فى قطاع الفنون التشكيلية منذ تولى رئيس قطاع الفنون؟

- منذ أول يوم استلمت فيه عملى وضعت حقوق العاملين بالقطاع من أولوياتى، لأنه كيف يعمل الموظف فى مؤسسة معينة بالفن وحقه مسلوب، بعد ذلك قمت بتعديل أوضاع بعض القيادات، فقد وجدت بالقطاع فجوة كبيرة فى توزيع الجهود غير العادية أدت إلى عدم شعور الموظفين بعدم الأمان، فقمت بزيادة الحوافز 20% لكل الإدارات فى القطاع، التعديل أحدث توازنا وأقام نوعا من العدالة، إنما العدالة وفق معايير لتقييمها، مثل وجود مجهود يستحق عنه المكافأة، الالتزام فى العمل وبمواعيد العمل الرسمي، الأنشطة، التميز فى الأداء، والكفاءة المميزة وليس مجرد كفاءة معتادة ، ولا تجاوز فى المعايير حتى ينضبط العمل، والحمد لله  أن القطاع ملىء بالكفاءات التى تستحق.
 وماذا عن التعديلات التى قمت بها فى القيادات؟
- ليس تعديلا بالمعنى المعتاد، فلم يحدث بعد التغيرات التى أرغب فيها وربما أتمها قريباً، فقد اجتمعت مع القيادات الحالية بالقطاع وطرحت ما أتمنى تنفيذه من فعاليات وطلبت منهم طرح أسماء، وعلمت منهم أن بعض القيادات الأكفاء الذين يحتاجهم العمل لإتمام فعاليات من نوع خاص، كانوا متوقفين عن العمل بسبب قرارات سابقة ونقل من إدارة إلى أخرى، وكرد فعل لهذه القرارات السابقة كانوا يقدمون إجازات كل فترة، فيجب إعادتهم لمصلحة العمل، فقمت بتعديل أوضاعهم لاستفادة من كفاءاتهم، خاصة أن لهم خبرة وإنجازات فى البيناليات العالمية المتوقفة، ولا أحد يشكك فى كفاءاتهم، بعض الإدارات فى القطاع تحتاج لمن يضىء فعالياتها، داليا مصطفى تم ندبها كمدير للإدارة العامة لمراكز الفنون بالقطاع، فالاستعانة بالكفاءات مسئولية المسئول، وأنا مدرك كمسئول أن القيادى الذى لا يدرك أن نجاحه عمل جماعى سوف يخسر كثيراً، لذلك أريد كفاءات مميزة ومدربة وأصحاب خبرة.
 هل يعنى هذا التغير أن «بينالى القاهرة» سوف يعود هذا العام 2016؟
- من طموحاتى العديدة  عودة البينالى وعودة المعارض النوعية، «بينالى القاهرة» توقف من سنوات، ووزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم مهتم جدا بعودة الفعاليات الدولية لتشيط السياحية الثقافية والفنية، وقد أوصى «النمنم» بتوفير كل ما نحتاجه من ميزانيات وتوفير كل سبل الدعم، خاصة أنه نتيجة لتوقف البينالى كان قد ظهرت كيانات خاصة تقوم بجلب فنانين عالميين ومصريين بمعايير غير واضحة وغير دقيقة وتنفذ الفعاليات التى يقوم بها أفراد ولكن مثل هذه الفعاليات الخاصة لا تعبر أو تمثل الحركة الفنية التشكيلية المصرية تمثيلاً صادقًا.
 ماذا عن الأزمة التى حدثت بين المراكز الثقافية والمتاحف؟
- اعتبرها أزمة خرافية وجدتها من قبل استلامى العمل كرئيس للقطاع، وأنا كفنان تشكيلى مقتنع أنه إذا كان المتحف والمركز الثقافى فى مكان واحد إذا بالضرورة أن يقدم المركز الثقافى أنشطته لتخدم على المتحف، ووجدت أن ضم المراكز الثقافية على المتاحف إداريا أحدث هذه الأزمة لأن من يضع البرامج الثقافية إدارة التنشيط الثقافى، ومن يضع برامج المتاحف مدراء المتاحف، فحدث صدام بينهما فى التخطيط وتعارض للخطط، فطلبت أن يشترك مديرو المتاحف مع مديرى المراكز الثقافية فى وضع البرامج ويوقعوا عليها، باستثناء ثلاث متاحف منهم مثلا سعد زغلول، متحف محمود مختار الذى قدم نشاطا وورش عمل اشترك فيها فنانون شباب وهواة أيضا عن «نحت البورتريه»، وهذه فعالية تخدم على متحف محمود مختار وتخدم على فن النحت بصفة عامة، سعد زغلول وأحمد شوقى أيضا متاحف تخدم عليها الأنشطة، وهكذا، هناك أيضا متحف الفن الحديث والذى يحتوى بداخله على قاعة للعرض ومن المفترض أن قاعات العرض تتبع الإدارة العامة للمعارض وهذا أحدث نوعا من الخلط، لهذا أحاول فك الربط الكامل حتى تقوم قاعات العرض المصاحبة للمتحف بدورها فى استضافة العروض الفنية، فكان يجب وضع لائحة تنظيمية وتنفيذية تضبط آليات العمل بين مديرى المتاحف والمراكز الثقافية، وأن تخدم الأنشطة على الفنانين والهواة، والعمل على إزالة المعوقات البيروقراطية.
 تعانى متاحفنا من عدة مشاكل من سنوات، بعضها مازال تحت الترميم، عدم وجود زيارات، مع غياب شبه كامل لمتاحفنا على قائمة السياحة الثقافية، فهل من جديد فى هذا السياق؟ وماذا عن الأعمال المتحفية المعارة إلى خارج القطاع؟
- سؤال مهم، فبالتأكيد عدم وجود ميزانيات كافية عرقل الانتهاء من ترميم المتاحف كل هذه السنوات السابقة  ولكننا اقتربنا من الانتهاء من متحف «محمود خليل وحرمه» يبقى أن تنتهى اللجنة العليا من إعداد سيناريو العرض المتحفي، أيضا أرسلنا الإداريين فى بعثات ليتدربوا على أحدث التكنولوجيا والتقنيات المتحفية الجديدة التى تم استحداثها فى المتاحف، وقريبا أيضا سيكون افتتاح متحفى جمال عبد الناصر ومصطفى كامل، وعلى جانب فيما يخص الأعمال الفنية المتحفية المعارة من سنوات كثيرة فيجرى الآن حصر لكل الأعمال المعارة بالخارج من قبل لجنة، أما مجمع الفنون بالزمالك «قصر عائشة فهمى» فهو جاهز للافتتاح ومعد له استراتيجية مختلفة تماما وسيناريو جديد ليقدمه، ففى الدور الأول سيكون هناك قاعات لعروض متغيرة، وفى الدور الثانى حافظنا على الأثر سوف يقدم فيه عروض للتوعية لها دلالات خاصة بالإضافة لندوات مصاحبة، وأتوقع أن ينافس مجمع الفنون قصر الفنون فى الفعاليات وهذه المنافسة لمصلحة الفن المصري.    
يوجد زيارات فى المتاحف موثقة من خلال دفاتر الزيارات فى المتاحف ولكنها محدودة، نبحث عمن يسوق متاحفنا إعلاميا وسياحيا، وهدفنا نشر الثقافة المتحفية والتوعية بالاهتمام بتراثنا وحضاراتنا، وإتاحة الفرصة للشباب والأجيال الجديدة لمعرفة وإدراك قيمة مصر وتاريخها الثقافى، وعلى جانب آخر نجتهد فى التواصل عن طريق وزارة الثقافة مع مؤسسات الدولة منها مثلا التربية والتعليم، وزارة السياحية، وأيضا الإعلام بأنواعه، فهناك متاحف ترتبط بالدراسة والتعليم فى مادة التاريخ مثل سعد زغلول وجمال عبد الناصر ومصطفى كامل وغيرهما.
 صاحب إنشاء إدارتى المستنسخات والمتحف الجوال بالقطاع جدل كبير حول استنساخ الأعمال الفنية وبيع المستنسخات للجمهور.. ماهى رؤيتك لهذا الأمر؟
- أتابع باهتمام وضع إدارة المستنسخات ضمن هيكلة القطاع، ورغم أنها إدارة تعمل من فترة إلا أنها لم تسجل قانونيا فى هيكل قطاع الفنون التشكيلية، وإدارة المستنسخات يجب أن تعمل وفق اللائحة تحدد ضوابط الاستنساخ وضرورة النسخ، الدكتور حمدى أبو المعاطى رئيس القطاع السابق كان قد صاغ لائحة للإدارة وقد تناقشت مع المستشار القانونى فى بعض النقاط وأرسلتها إلى مكتب الوزير لاعتمادها، ومنها شرط بأن يكون مقاس الوحة المستنسخة إما أكبر من أو أصغر من مقاس العمل الأصلى، بالإضافة إلى موافقة الفنان إذا كان حيا على استنساخ عمله حتى نضمن حق الفنان، وبالتأكيد هذه الإدارة سوف تقدم دوراً مهمًا فى التواصل بين الفن والجمهور وتلاحمًا بين المتاحف والجمهور ونقل الثقافة البصرية، حيث إن الأعمال المتحفية يصعب نقلها وعرضها خارج مكانها، وهذا يتم عن طريق إدارة المتحف الجوال، وأنا آمل أن تباع بعض المستنسخات كهدايا لزوار المتاحف وهذا ليس هدف الإدارة  الرئيسى بأن يكون هناك مكتبة للهدايا فى المتاحف، وهذه الفكرة كانت موجودة فترة الناقد الراحل أحمد فؤاد سليم فى متحف الفن الحديث وفترة الدكتور أحمد نوار وفترات كثيرة.
  شارك قطاع الفنون التشكيلية فى معرض الكتاب الدورة الـ 47 بفعاليات مهمة.. حدثنا عن هذا التعاون؟
- لأول مرة يشارك قطاع الفنون التشكيلية فى فعاليات معرض الكتاب بالعديد من الأنشطة الفنية، فقد تحاورت مع الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب عن مشاركتنا فرحب جدا بالفكرة، وقد قدمنا معرضًا لمنتجات الحرف التراثية وعرضنا أهميتها كموروث شعب يجب المحافظة عليه، كما قدمنا ورش فنية متنوعة منها ورش الحلى والأشغال الفنية والنسيج، وقدمنا ورشة «الرسم على الأسفلت» كل جمعة على مدار فترة معرض الكتاب، فقد حددنا مكانا فى أرض المعرض وقام الجمهور من كل المستويات قيادات ومسئولين أدباء شعراء وفنانين وصحفيين، أطفال باختلاف أعمارهم بالرسم على الأسفلت، فليس مهماً ماذا نرسم بقدر ما هو رسم تعبيرى يتم فى لحظة تفاعلية مفرحة، ويعد هذا النشاط من أنجح الأنشطة التى تمت، ونعد أن فى العام المقبل سوف يوضع فى أجندة القطاع فعاليات أكثر فى معرض الكتاب. 
 مؤخرا وجهت مباحث الأموال العامة لأحمد راضى مدير عام إدارة الترميم السابق بقطاع الفنون التشكيلية تهمة تزوير لوحات عالمية وهو أيضا أحد الأعضاء الحاليين للجنة تطوير وتحديث متحف «محمود خليل وحرمه»، فماهى الإجراءات التى اتخذها القطاع بصدد هذه القضية؟ 
- قبل استلامى لعملى كرئيس قطاع الفنون التشكيلية كانت قد شكلت لجنة لتطوير وتحديث متحف «محمود خليل وحرمه»  وكتب سيناريو العرض، وبالفعل كان «راضى» أحد أعضائها، وقد قمت باستبعاده من اللجنة فور علمنا بهذه التهمة، أما باقى الأعضاء فهم مستمرون فى عملهم، وقد وصلنا خطاب رسمى من النيابة العامة لفحص اللوحات لإثبات حقيقتها وهل هى لوحات أصلية أم مزورة، كما تم مخاطبة الدكتورة صفية القبانى عميدة كلية الفنون الجميلة لتشكيل لجنة من كبار الفنانين المتخصصين فى اللوحات الزيتية للبت فى أمر اللوحات، وقد تم تشكيل اللجنة من سبعة أفراد منهم أربعة أساتذة من كلية فنون جميلة هم الفنانون: أحمد نبيل - عبدالغفار شديد - بدر الدين عوض - صلاح المليجى بالإضافة إلى قيادات من القطاع من بينهم ممثل لإدارة الشئون القانونية بالقطاع.