السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استخدمنا الدواب لأول مرة فى نقل الأسلحة وسط جبل عتاقة




اللواء مختار الفار أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وكان وقتها قائداً لوحدتى إعداد وتجهيز مسرح العمليات واللتين تحملان اسمى «999» و»777»  وتعملان فى مواجهة خطوط العدو وخلفها وكانت تعتبر من ضمن الفرق المعنية بتنفيذ مهام خاصة لهذا كان جميع أفراد الوحدة يجيدون التعامل مع العدو وأفراده ويجيدون لغته وعاداته وتقاليده.. وكذلك استخدام جميع أنواع الأسلحة والمركبات.
 
يروى اللواء الفار شهادته على النصر مؤكدا أن المصريين دائما صانعو بطولات وضرب مثلا بـ200 شهيد قاموا بأداء صلاة الغائب على أنفسهم قبل التوجه إلى إحدى العمليات وكانوا صائمين ويعلمون خطورة المهمة المسندة إليهم وكانوا من المتطوعين وتمكنوا من حرق دبابات العدو وكانوا يتعاملون بأسلحة بدائية ومع ذلك انتصروا على المعدات الحديثة وأفراد العدو وكبدوهم خسائر فادحة.
 
■ حدثنا عن طبيعة مهمتك أثناء الحرب؟
 
ـ كانت مهمتى أثناء الحرب هى الدفاع عن مدينة السويس  ومتابعة العدو حتى جبال جنوب سيناء..  وكان الاعتماد الرئيسى على كفاءة الأفراد وليس السلاح، خاصة أن اليهود استخدموا قمم الجبال فى السيطرة على مخارج المدينة، ولهذا المهمة كانت عبارة عن منع الطائرات الإسرائيلية من استخدام أماكن الهبوط المحيطة بمدينة السويس واستخدم الدواب لأول مرة فى نقل الاسلحة والذخيرة والمؤن وسط كهوف سلسلة جبال عتاقة،  واستمرت مطاردة العدو وتعرضنا لمخاطر شديدة داخل الجبال خاصة عندما حاصرنا العدو وقمنا بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 
■ ما أصعب المواقف التى واجهتك؟
 
ـ ومن أصعب المواقف التى صادفتنى أثناء الحرب عندما استشهد المقدم أسامة إبراهيم قائد إحدى المجموعات التابعة للصاعقة.. وكان يدافع لمنع دخول الدبابات بأسلحة ضئيلة وغير مقاتلة بمفرده ونجح فى تدمير 12 دبابة ونجح فى سد نقاط الضعف حتى لا تتمكن إسرائيل من الدخول  وكان هذا فى أقل من نصف ساعة حيث قاد 200 شهيد فى بداية العبور ونجح فى رحيل دبابات العدو وبالتالى تقدم الجنود المصريون وكذلك قصة شهيد عائلة عزام بالعياط الذى قام بسد فوهة مدفع للعدو بجسده ونال 600 طلقة فى دقيقة واحدةوأصبح جسده أشبه بـ«بالمنخول».

 
■ وماذا أيضا من ذكريات لا تمحى؟
 
ـ أولا لا يمكن أن تأتى ذكرى العاشر من رمضان دون أن أتذكر النقيب «شريف هزاع»، الذى كلفته بمهمة استطلاعية بعد أن علمنا أن العدو يقوم بإنزال معدات عسكرية وطائرات هليكوبتر على جبل عتاقة، وذلك لمحاصرة المرتفعات والمنخفضات، فاستطاع «هزاع» القيام بمهمته على أكمل وجه وأبلغ القيادة بتحركات العدو، فقمنا بالاستعداد جيدا واتجهنا نحو الكهوف الموجودة بجبل عتاقة ووضعنا الأسلحة والذخيرة بها استعداد لاستخدامها، ولأول مرة فى تاريخ الحروب يتم استخدام الجمال فى حمل الأسلحة والذخيرة.. حيث لم يكن فى الإمكان حملها بطريقة أخرى، ولكن سرعان ما تحمس «هزاع» وخرج بمهمة أخرى بدون أوامر، ففوجئ ببعض الأعداء فاشتبك معهم فقتل عددا منهم، ثم انتهى به المطاف واستشهد بنيران العدو.
وهناك أيضا الشهيد - نقيب «إبراهيم عزام» الذى قام بعبور قناة السويس وعمل على سد منفذ أحد مدافع العدو بجسده وذلك لتسهيل مرور الجيش الثالث فى «بور فؤاد» وكان ذلك فى مدة لا تتجاوز 9 ثوان، فاستطاع الجيش الثالث عبور القناة، وكانت إحدى الخطوات نحو النصر العظيم، بينما تناثرت أشلاؤه من أجل عشقه للوطن مضحيا بأطفاله وأسرته. وممهدا الطريق لخير أجناد الأرض نحو التقدم، فعلت الهتافات  مرددين «الله أكبر»، مما زادهم حماسة وإيمانا بالنصر، غير عابئين بالتخوفات التى قالت إن عبور القناة محال، لأن المياه ستتحول إلى لهب، فكان النصر.
 
■ وهل كنت على تواصل مع أسرتك ؟
 
ـ رغم اشتياقنا لأسرنا إلا اننا لم نكن نفكر سوى فى الحرب وكيفية القضاء على العدو.. واستمرت الحال بنا قرابة الشهر بعد الحرب ولم يحدث تواصل مع أسرنا الا بعد تلك المدة وقمنا بطمأنة أسرنا ولكن لم نتمكن أيضا ً من الحصول على إجازة الا بعد شهرين ونصف من الحرب.