الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تفاصيل مأمورية «حرب الشوارع» التى استشهد فيها المقدم مصطفى لطفى

تفاصيل مأمورية «حرب الشوارع» التى استشهد فيها المقدم مصطفى لطفى
تفاصيل مأمورية «حرب الشوارع» التى استشهد فيها المقدم مصطفى لطفى




متابعة ـ سيد دويدار

«ألو أيوه يا حبايبى معلش أنا هتأخر شوية فى القسم  النهارده؛ عايزين حاجة أجيبهلكم وأنا راجع».... آخر كلمات الشهيد المقدم مصطفى لطفى رئيس مباحث قسم ثان شبر الخيمة مع أسرته الذين أخفى عليهم أنه سوف يذهب فى أخطر مأمورية للقبض على أفراد عائلة «الدكش» الذين اغتالوا ضابطين وأمناء شرطة أثناء ضبطهم وذلك بعد أن أكدت المعلومات اختباءهم فى مدينة النور بالزاوية الحمراء ولم يعلم الشهيد أنها آخر مكالمة لأسرته وأنه لن يستطيع تلبية احتياجاتهم وشراء شيكولاتة لأطفاله كالعادة.
عقارب الساعة تشير إلى الواحدة منتصف الليل حيث يبدأ المقدم مصطفى لطفى فى التحرك من ديوان قسم ثان شبرا الخيمة مع النقيب أحمد محمد عبدالعليم معاون المباحث وبعض أفراد القوة للاتجاه إلى مدينة النور بالزاوية الحمراء لضبط اثنين من عائلة «الدكش» وهما من أخطر الخارجين على القانون ويشتهران بالاتجار فى المخدرات.
     «كلمات أخيرة»
قبل التحرك مباشرة من القسم حرص المقدم الشهيد مصطفى لطفى على إعطاء محاضرة إلى القوة الأمنية والمجندين الذين تم اختيارهم لأخطر مأمورية وبدا كلامه معهم بآية قرانية وقال لهم: إنها مأمورية لإعادة حق زمايلنا اللى سبقونا ع الجنة يا رجالة ووصف العملية باصطياد الأفعى، واستطرد قائلاً وبإذن الله نرجع بيهم عشان نبرد نار أهلهم ونقدمهم للمحاكمه عايزين نبقى رجالة ومانخفش غير من اللى خالقنا ومنضربش طلقة على حد غير إذا هم بدأوا بضرب النار ثم ختم حديثه للقوة بجملة على بركة الله.. عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا تقريبا وتبدأ سيارات المأمورية بالوصول إلى مدينة النور بالزاوية الحمراء ثم تتوقف قبل الشارع الذى يختبئ فيه أفراد عائلة «الدكش» وبدأت القوة تسير فى اتجاه الشارع وكانت المفاجأة!
عند دخول القوة برئاسة الشهيد المقدم مصطفى لطفى الشارع فوجئوا بأن المتهمين يقفان على مسافة بينهم وكانا فى انتظارهم حيث أخبرهما «الندورجى» الذى كان مكلفا من المتهمين بالجلوس بجوار «ناصية» الشارع لإخبارهما عند وصول الشرطة خاصة بعد القبض على أحد شركائهما وبدون سابق إنذار أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية من أسلحة آلية تجاه المقدم الشهيد مصطفى لطفى وبدأت المعركة التى استمرت لأكثر من 20 دقيقة وقتها طلب الشهيد منهم اتخاذ «ساتر» وبدأ فى تبادل إطلاق النيران وبدا يتحرك من مكان لمكان آخر خلف السيارات لتغير موقعه وفى محاولة منه لإصابة أحد المتهمين،  وفى الوقت نفسه كانت القوة والنقيب أحمد عبدالعليم يطلقون النيران بكثافة على المتهمين.
   «لحظة الاستشهاد»
أثناء تبادل إطلاق النيران بكثافة وكان المشهد كحرب الشوارع «لمح» المقدم مصطفى  لطفى أن أحد المجندين سقط مصابًا وينزف دماءً بغزارة وهنا بدأ يتحرك مسرعًا فى وضع «الزيجزاج» حتى لا يستطيع المتهمان إصابته فى محاولة منه لانقاذ المجند وطلب الشهيد من القوة تغطيته وبالفعل وصل إلى المجند وقام بإسعافه ووقتها توقف اطلاق النيران لدقيقة ثم عاد مرة أخرى ولكن بكثافة اكثر فى محاولة من المتهمين للهرب وبالفعل حاولا الهرب والفرار والجرى فى شارع مجاور فقرر المقدم مصطفى لطفى مطاردتهم والقبض عليهما ورفض هروبهما وترك المجند وبدأ يطاردهما بنفس وضعية « الزجزاج» وهنا التفت أحد المتهمين الذى فوجئ بالشهيد قريبا منهما فأطلقوا عليه دفعات نارية اصابت أحداها جسده وسقط الشهيد فى بركة وسط الدماء فتحرك النقيب أحمد عبدالعليم مسرعًا إليه وسط إطلاقه النيران بكثافة وهو ينادى عليه مصطفى بيه يا مصطفى بيه ولكن شاء القدر أن يسقط هو الآخر مصابا بجوار الشهيد ويتحرك المتهمان مسرعان نحو «الفرز» وهى منطقة السكة الحديد والتى تعتبر مهجورة تماما.
فيما تم تشييع جثمان الشهيد عسكريا بحضور قيادات الوزارة.