الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر: تطوير أداء الوعاظ وتجديد الخطاب الدينى.. أولوية

الأزهر:  تطوير أداء الوعاظ وتجديد الخطاب الدينى.. أولوية
الأزهر: تطوير أداء الوعاظ وتجديد الخطاب الدينى.. أولوية




فى إطار خطة وضعها الأزهر لرفع أداء الدعوة والوعظ من وعاظه وعقد لقاءات مستمرة مع الوعاظ عقد الأزهر عدة لقاءات مع وعاظه فى مختلف المحافظات بدأها بلقاء د. عباس شومان وكيل الأزهر، ود. محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لقاء موسعًا بوعاظ مناطق القاهرة والفيوم وبنى سويف والجيزة والسويس وجنوب سيناء، وكذلك لقاءات بوعاظ مناطق سوهاج والمنيا وأسيوط والوادى الجديد وذلك لعرض ما تم خلال المرحلة الحالية من جهود للإصلاح والتطوير داخل مؤسسة الأزهر الشريف، والجهود التى تتم من أجل تجديد الخطاب الديني، ووضع جميع الأزهريين أمام مسئولياتهم من أجل مواصلة تلك الجهود والعمل على نهضة الأزهر الشريف والارتقاء برسالته الدعوية.
وحول تلك اللقاءات وسببها يوضح وكيل الأزهر أن هذه اللقاءات تهدف إلى التواصل مع وعاظ الأزهر الشريف والشد من أزرهم للقيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقهم، فى ظل الظروف التى نعيشها اليوم والتى يواجه فيها الأزهر استهدافا يعد الأشرس من ذى قبل للنيل من العلماء حتى وصل الأمر بمن يقومون به الاستعانة بأشخاص لا يملكون من العلم شيئا للهجوم على الأزهر، مؤكدا أن الأزهر يدرك جيدا أبعاد تلك المؤامرة الخبيثة وبتوفيق من الله حققنا نجاحات كبيرة فى صد هذا الهجوم والتى كان آخرها استغلال أحد طلاب الأزهر فى تشويه صورة الأزهر، مشددا على أن الخطورة الحقيقية تقف خلف من استغل هذا الشاب، مطالبا وسائل الإعلام بتحرى الدقة قبل إعلان أى خبر أو معلومة تسهم فى خداع الناس والمؤسسات دون التأكد من صحتها.
ووجه وكيل الازهر للوعاظ سؤالا لماذا هذه السلسلة من المكائد التى تحاول النيل من الازهر بالرغم من أنه لم يفعل شيئا إلا الخير؟ ولماذا يحاولون النيل منه ؟ مؤكدا أن كل من يخطط شيئا للأزهر سيفشل مهما حاول.
وأكد وكيل الأزهر أننا نعول كثيرا على علماء الأزهر وعلى الوعاظ للتصدى لتلك المحاولات الضارة والمفسدة للناس، مشيرا إلى أن عمل الواعظ ليس إلقاء خطبة الجمعة فلديهم مهام كبيرة آخرها خطبة الجمعة لأنها مسئولية الأوقاف، فالواعظ لديه مهام كبيرة تكمن فى إرشاد الناس فى كل مكان بدءا من المقاهى والأندية ومراكز الشباب وأماكن التجمعات الشبابية والاقتراب منهم، وكذلك المؤسسات المختلفة فالواعظ مكانه الحقيقى بجوار الناس، موضحا أن شيخ الأزهر يواصل العمل ليل نهار للارتقاء برسالة الدعوة وتصحيح الأفكار التى تبث يوميا من خلال الوسائل الحديثة التى اختطفت الكثير من الشباب.
ووجه وكيل الأزهر النقد لكل من يتحدث فى قضية تجديد الخطاب الدينى دون علم، فقد أصبحنا نرى أناسا لا يعرفون معنى التجديد ويطلقون العنان لأنفسهم للتحدث فى أمور لا يعلمون عنها شيئا .مشددا على ضرورة أن يتحدث فى قضية التجديد من كان ملما بما يتحدث فيه.
كما أكد وكيل الأزهر أن الإمام الأكبر مهموم بقضية الدعوة الإسلامية وتطوير أداء الوعاظ وتحقيق جميع مطالبهم من أجل الارتقاء بالدعوة، وإصلاح القيم المفقودة داخل المجتمع فى ظل الظروف التى نعانى منها خلال المرحلة الأخيرة، وكذلك مواجهة الأفكار التى تحاول النيل من الفكر الإسلامى وتشويه القيم الإسلامية السمحة، مؤكدا أن تجديد الفكر الإسلامى على رأس أولويات فضيلة الإمام الأكبر فى الفترة الراهنة، وذلك من خلال رؤية منضبطة للتجديد بما يؤدى إلى تحوله إلى تبديد أو انحراف عن الهدف المنشود منه.
وطالب وكيل الأزهر الوعاظ بضرورة الانخراط داخل المجتمع وقضاياه ومشاركة المواطنين همومهم ومساعدتهم على حلها، والتواصل مع الشباب فى أماكن تواجدهم؛ لأن هذا دورهم الأساسى وهو مساعدة المواطنين وتوجيههم لما فيه الخير، موصيا إياهم بمطاردة الفكر المنحرف أينما وجد وحماية المجتمع من شره.
 وأكد د. عباس شومان أن الأزهر الشريف على مدى تاريخه الطويل الذى يزيد على 1050 عاما يقوم بالحفاظ على الرسالة الإسلامية وتجليتها ونشرها وتصحيح مسار الدعوة من أى فكر يحاول تشويهها، وفى الفترة الأخيرة يبذل الأزهر الشريف جهودا مضنية من أجل الحفاظ على رسالته التى تحاول تيارات شتى أن تختطفها وتفرغها من مضمونها وتشوه حقيقة الرسالة الإسلامية السامية، مضيفا أن الجميع يتابع يوميا ما يبث من سموم فكرية على اتجاهين، الأول اتجاه متشدد والآخر منفلت، وكلاهما خطر، والأزهر يواجه تلك السموم يوميا من خلال علمائه بعدة طرق داخليا وخارجيا منها: الإعلام والقوافل الدعوية والاجتماعية والطبية واللقاءات والمؤتمرات. منوها إلى دور علماء الأزهر من الوعاظ والمعلمين المنتشرين فى جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية التى يوجد بها مسلمون، حيث يعلمون الناس الدين الصحيح ويدعونهم للتعايش السلمى وعدم نبذ الآخر، فهم قدوة فى مجتمعاتهم وسفراء لدينهم الحنيف دين السلام.
وقال الدكتور محيى الدين عفيفى إن فضيلة الإمام مهموم بقضايا الوعاظ ويسعى لأن يكون لهم دور أكبر للإسهام فى زيادة عطاء الأزهر فى جميع دول العالم.
وأضاف أننا نمر بمرحلة تحتاج لتضافر الجهود من الجميع خاصة الوعاظ لأن دورهم محورى ومهم وهذه اللقاءات تهدف لوضع الوعاظ أمام الصورة كاملة واستعراض الواقع لنعرف أين نحن مما يحدث على الساحة ليكون لهم دور أكبر.. مشيرا إلى تلك المحاولات التى تعمل على اختزال دور الأزهر فى قضايا فرعية وإلصاق التهم لمناهجه التى تم تعديلها.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى اتخاذ عدة اجراءات من شأنها أن ترتقى بالوعاظ منها مشروع مكتبة الواعظ التى وافق عليها فضيلة الإمام الأكبر بمنح الوعاظ مجموعات متنوعة من كتب التراث والقضايا المعاصرة، وكذلك فتح الباب لترقيات الوعاظ من خلال امتحانات تتم قريبا، واجراء اختبارات شهرية ترتبط بالحوافز والترقيات، وتطوير لجان الفتوى بالمحافظات ودعمها بكوادر مؤهلة، وعقد دورات تدريبية وفتح باب الترقى أمام المجتهدين وإعداد قاعدة بيانات للوعاظ المتميزين، وسجل لتحضير ثلاثة دروس أسبوعيا وهى رؤية جديدة لتفعيل دور الوعاظ شكلا ومضمونا، مطالبا الوعاظ بضرورة النزول لأرض الواقع ومعالجة قضايا الناس، والاقتراب من الجميع.