الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة «مصرية ـ كورية» فى البيت الأزرق

قمة «مصرية ـ كورية» فى البيت الأزرق
قمة «مصرية ـ كورية» فى البيت الأزرق




كتب - أحمد إمبابى

توجه  الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح امس لمقر رئاسة الجمهورية الكورية المعروفة بالبيت الأزرق، حيث كانت فى استقباله بارك جوين - هاى رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بحضور وفدى البلدين، استهلتها الرئيسة بالترحيب بالسيد الرئيس فى زيارته الأولى إلى سول،
وأضاف المتحدث الرسمى: إن  الرئيس أعرب عن سعادته بزيارة كوريا الجنوبية، مشيرًا إلى أن مصر تنظر إليها باعتبارها قصة نجاح وتجربة تنموية مهمة وأكد  الرئيس فى هذا الصدد على تطلع مصر لاستقبال المزيد من الاستثمارات الكورية، ودعوة الشركات الكورية للاستفادة من المشروعات العديدة المطروحة للاستثمار فى مصر، وفى مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، ومشروع إنشاء عاصمة إدارية جديدة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، وأعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالاستثمارات الكورية، مؤكدًا حرص الحكومة المصرية على تذليل جميع العقبات التى تواجه الشركات الكورية فى مصر، ومشيرًا إلى مزايا الاستثمار فى مصر، وما يوفره من نفاذ لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا التى ترتبط مصر مع عدد من دولها باتفاقيات للتجارة الحرة.. وأشار السيد الرئيس إلى ترحيب مصر بعودة السياحة الكورية إلى مصر لسابق عهدها، مشيرًا إلى تحسن الأوضاع الأمنية فى مصر والاستقرار الذى تتمتع به فى الوقت الحالى.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيسة الكورية وجهت الشكر للسيد الرئيس على إشادته بالتجربة التنموية الكورية، وأكدت الرئيسة الكورية اهتمام بلادها بزيادة الاستثمارات الكورية فى مصر، لا سيما فيما يتعلق بالصناعات التحويلية مثل البتروكيماويات، فضلا عن التعاون فى مجال الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، فى ضوء التزام كوريا بتعهداتها الواردة فى اتفاق باريس لتغير المناخ.
 وأعربت الرئيسة الكورية عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون فى مجالات البنية التحتية، فى ضوء التوقيع خلال زيارة السيد الرئيس على اتفاق إطارى لتمويل المشروعات الكورية فى مصر يقدر بنحو 3 مليارات دولار.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد  الرئيس على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تواجه دول منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على سلامتها الإقليمية وسيادتها على أراضيها وصون مقدرات شعوبها. ونوَّه السيد الرئيس إلى مخاطر الإرهاب التى تضاعف من معاناة دول المنطقة، مؤكدًا أنه على الرغم من اختلاف مسميات الجماعات الارهابية، فإن جميع هذه الجماعات تستقى أفكارها المتطرفة والمغلوطة من ذات المصدر. وأكد السيد الرئيس على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمنى ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضاء على الظروف الصعبة التى تمثل بيئة خصبة لنمو الارهاب، علاوة على أهمية الأبعاد الفكرية والدينية من خلال تصويب الخطاب الدينى وتنقيته من الأفكار المغلوطة التى علقت به، ونشر تعاليم الإسلام السمحة التى تحض على التسامح والرحمة وقبول الآخر. وفيما يتعلق بالأوضاع فى شبه الجزيرة الكورية والتجربة النووية الكورية الشمالية، أكد السيد الرئيس اهتمام مصر ومتابعتها للتطورات، ولاسيما فى ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن، حيث وافقت مصر على قرار مجلس الأمن الصادر مساء أمس بشأن تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وأشار السيد الرئيس إلى موقف مصر الذى عبرت عنه إزاء تجربة التفجير النووى التى قامت بها كوريا الشمالية فى يناير 2016، حيث اعتبرت مصر ذلك تهديدًا صريحًا لجهود منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وللسلام العالمى، مؤكدًا ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر فى العالم ووقف سباق التسلح بين الدول. ومن جانبها أعربت الرئيسة الكورية عن تقديرها للمواقف المصرية الداعية إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار.
 وفى ختام المباحثات، وجَّه السيد الرئيس الدعوة للرئيسة الكورية لزيارة مصر، وهو الأمر الذى رحبت به الرئيسة الكورية، وتم الاتفاق على تنسيقه عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين.
وعقب انتهاء المباحثات، شهد  الرئيس ورئيسة كوريا الجنوبية مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى الكثير من المجالات، ومنها اتفاق إطارى لتنظيم إتاحة القروض الكورية إلى مصر، ومذكرة تفاهم بشأن اتاحة حزمة تمويلية لمصر بقيمة 3 مليارات دولار، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التعليم العالى المصرية ووزارة التعليم الكورية ، وأخرى بين وزارتى العدل، وكذا بين وزارتيّ الصناعة والتجارة فى البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن تطوير ميناء الإسكندرية، وإنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا، واتفاق قرض بين سكك حديد مصر وبنك التصدير والاستيراد الكورىس، ومشروع تطوير نظم إشارات السكك الحديدية من نجع حمادى إلى الأقصر.
وقد أقامت رئيسة كوريا الجنوبية مأدبة غداء تكريمًا  الرئيس والوفد المرافق لسيادته.
وفى سياق متصل توجه  الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح امس إلى مقر رئاسة الوزراء الكورية، حيث عقد اجتماعًا موسعًا مع رئيس الوزراء الكورى هونج كيو آهن بحضور وفدى البلدين.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء الكورى رحب  بالرئيس فى زيارته الأولى إلى كوريا الجنوبية، مشيدًا بالعلاقات القوية التى تجمع بين البلدين. وأعرب رئيس الوزراء الكورى عن تطلع بلاده لتطوير تلك العلاقات،
وذكر السفيرعلاء يوسف أن رئيس الوزراء الكورى أكد أن الحكومة الكورية ستعمل على حث وتشجيع الشركات الكورية على زيادة أنشطتها واستثماراتها فى مصر، لا سيما فى ضوء اهتمام العديد من الشركات الكورية بعدد من المشروعات بمصر، مثل إنتاج الكهرباء، وتطوير مترو الأنفاق وإنشاء خطوط جديدة له، وأشاد رئيس الوزراء الكورى بما حققته مصر تحت قيادة  الرئيس من استقرار سياسى وتقدم اقتصادى شهد معدلات نمو وصلت إلى 4.2%.
وأكد  الرئيس أن مناخ العمل والاستثمار فى مصر آمن ومستقر، مشيرًا إلى الاجراءات والتشريعات التى تم اتخاذها وإصدارها لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار وتحسين بيئة الأعمال فى مصر. وأشار  الرئيس إلى أن مصر تغلبت خلال فترة زمنية وجيزة للغاية على مشكلة نقص إمدادات الغاز والكهرباء لقطاع الصناعة وما يضمه من استثمارات. وأعرب  الرئيس عن اهتمام مصر باستعادة التدفقات السياحية من كوريا الجنوبية، وحرصها على توفير وسائل الراحة والأمان لهم. وفى هذا الصدد، اشار رئيس الوزراء الكورى إلى اهتمام بلاده بالتعاون السياحى والثقافى.
 وأكد الرئيس اهتمام مصر بالتعرف على التجارب التنموية والتكنولوجية لكوريا الجنوبية، مشيرا إلى التوقيع على اتفاقية إنشاء الكلية المصرية - الكورية للتكنولوجيا. وأكد السيد الرئيس على أهمية تبادل زيارات الوفود فى مختلف المجالات لتفعيل التعاون بين البلدين.